حديث القدس
جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب يندى لها جبين الانسانية يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على قطاع غزة، حتى الآن أمام العالم أجمع دون أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل جاد وفاعل لوقف المجازر التي تستهدف عائلات بأكملها وأطفالا ونساء وشيوخا تستهدف إلحاق أكبر قدر من الدمار بالبنى التحتية المدنية في القطاع.
من يرتكب هذه المجازر والجرائم ملأ العالم ضجيجا على مدى عقود بأنه كان ضحية للنازية وتعاطف العالم معه الى درجة ان بعض القوى العالمية باتت تسمح بارتكاب نفس الجرائم دون أن تنبس ببنت شفة، وكأن أطفال فلسطين لا ينتمون للجنس البشري أو أن الدم الفلسطيني من المباح سفكه اذا كان الجزار اسرائيليا.
أميركا التي تحاول خداع العالم أجمع خاصة الشعوب العربية والاسلامية تزعم على لسان الناطقين باسم ادارة جو بايدن انها تسعى جاهدة لتخفيض التوتر والتوصل لوقف أطلاق النار فيما تزود اسرائيل علنا بالمزيد من القذائف والصواريخ والاسلحة الفتاكة لقتل المزيد من المدنيين، وتحبط للمرة الثالثة محاولة اصدار بيان من مجلس الأمن، وهي نفس أميركا التي فقدت مصداقيتها منذ وقت طويل ولا يمكن الرهان على ان تتخذ ادارتها الحالية موقفا عادلا من الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي.
أما أوروبا، ورغم البيانات الداعية لتخفيض التوتر ووقف التصعيد إلا ان موقفها للأسف ينطوي على نفس النفاق والتضليل ولم تتخذ أي موقف جاد لوقف هذه الجرائم الاسرائيلية رغم قدرتها على ذلك، بينما وجدناها تسارع الى التدخل عسكريا في أكثر من دولة عربية تحت شعارات حقوق الانسان والحرية تلك الشعارات التي داستها اسرائيل.
هذه الهيمنة الأميركية على قرار النظام العالمي وهذا النفاق الأوروبي وبالتالي عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف ملزم لإسرائيل رغم المظاهرات الحاشدة المتضامنة مع فلسطين في عواصم العالم، أديا الى غياب الضمير العالمي، وكأن العالم يعيش قرونا للوراء بعيدا عن حقوق الانسان والمواثيق الدولية ويطبق شريعة الغاب.
الاستعمار الغربي بأشكاله الجديدة القديمة يوفر لاسرائيل الأجواء المناسبة لارتكاب جرائمها بل انه يمدها بالسلاح والمال والحماية في المحافل الدولية، ولهذا لا أسف على هكذا نظام دولي عاجز عن تطبيق ما أنشئ من أجله في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين واحترام حقوق الانسان وملاحقة مجرمي الحرب.
أخيرا نقول ان دماء أطفال ونساء فلسطين وشبابها الذين استشهدوا بأسلحة الدمار الأميركية وسط هذا الدعم الأميركي والصمت الأوروبي انما ستبقى وصمة عار في جبين أميركا واوروبا وفي جبين اسرائيل الدولة المارقة التي أثبتت وحشيتها كدولة استعمارية ووصمة عار في جبين قادة العالم العربي والاسلامي الذين لم يحركوا ساكنا حتى الآن لإنقاذ غزة والقدس وفلسطين.