تأجيل الانتخابات ليس رداً ولا حلاً !!

حديث القدس

لا خلاف أبدا على أهمية القدس عاصمتنا الموعودة من النواحي الدينية والسياسية والوطنية، ولا خلاف أبدا على أنها تجيء في مقدمة أى حل سياسي وانها تحظى باهتمام عربي واسلامي ودولي الى حد كبير.

وكل مساعي الاحتلال للتهويد والضم والبناء الاستيطاني ومحاولات تهجير المواطنين، لن تغير من الحقيقة شيئا وان كانت تغير من الواقع الجغرافي قليلا، فالفلسطينيون باقون في مدينتهم ومتمسكون بحقوقهم الثابتة غير القابلة للزوال.

في هذه الايام، تدور معركة سياسية حول القدس تتعلق بالانتخابات حيث تؤكد السلطة الوطنية ضرورة وواجب مشاركة المقدسيين بها، وفتح مراكز الاقتراع في داخلها وبكل أحيائها، لكن الموقف الاسرائيلي يبدو انه يعمل على منع ذلك، من خلال منع انعقاد مؤتمرات سلمية واعتقال مرشحين وغير ذلك من الممارسات، كما حدث في الأيام القليلة الماضية.

ويقول د. نبيل شعث مستشار الرئيس أبو مازن إن تأجيل الانتخابات أمر وارد ان فشل الضغط الدولي على اسرائيل باجراء الانتخابات داخل القدس، وهنا نحن نواجه مشكلة معقدة الى حد كبير، ان الانتخابات امر ضروري وهام للغاية من جهة، ولا انتخابات بدون القدس من جهة أخرى، فكيف الخروج من المأزق الذي نواجهه، وهل سنظل بدون انتخابات لا في هذه المرحلة ولا المراحل القادمة فقط وانما الى ما لا نهاية، ما دامت قضية القدس قائمة.

ان تأجيل الانتخابات ليس هو الرد ولا الحل المطلوب، ولا بد من ايجاد مخرج لهذه القضية الحساسة، لا بد أولا من توسعة دائرة الضغط الدولي على اسرائيل، واذا لم تنجح هذه المحاولة، كما هو متوقع، فان المقدسيين يستطيعون التصويت بوسائل أخرى مختلفة. إن في ضواحي القدس عشرات آلاف المقدسيين، والذين في داخل المدينة يستطيعون التصويت من خلال وسائل مختلفة توفرها لهم التكنولوجيا الحديثة المتطورة عبر مواقع محددة توفرها السلطة الوطنية، او من خلال توجههم الى المواقع بالضواحي، وبالتأكيد فان هذا ليس حلا متكامل الاهداف، ولكنه احسن من أية بدائل أخرى في مقدمتها تأجيل الانتخابات بصورة عامة.

إن تأجيل الانتخابات ليس حلا ولا ردا على ممارسات الاحتلال، ابدا واللجوء الى ذلك فيه تعطيل لكل تغيير، وتنكر واضح للمطالب الشعبية، فان تم تأجيل الانتخابات في هذه المرحلة فما الذي نتوقعه لاحقا.. والى متى نظل بدون انتخابات وبدون تغيير وفق المطالب الشعبية؟!

إن على السلطة المضي قدما بالتحضير للانتخابات التشريعية ومن بعدها الانتخابات الرئاسية في تحد واضح لكل ممارسات الاحتلال وحتى لا يفرض هذا الاحتلال علينا ما يريده ويخطط له ..!

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …