أهالي برقة .. إصرار على إفشال عودة المستوطنين إلى “حومش” المخلاة

25 ديسمبر 2021آخر تحديث :
أهالي برقة .. إصرار على إفشال عودة المستوطنين إلى “حومش” المخلاة

منذ أن قُتل مستوطن في عملية اطلاق نار نفذها فلسطينيون عند مدخل مستوطنة حومش “المخلاة” في السادس عشر من الشهر الجاري، وقرية برقة التي تقوم هذه المستوطنة على أراضيها، تتعرض لهجمات انتقامية متتابعة من قبل مجموعات استيطانية متطرفة توفر لها قوات الاحتلال كل أشكال الحماية والإسناد.

أعنف هذه الهجمات التي استهدفت برقة وقعت الخميس الماضي، عندما شن مئات المستوطنين هجوما واسعا على القرية انطلاقا من مستوطنة “حومش” التي وصلها في ذلك النهار الاف المستوطنين الذين جاؤوا من كل حدب وصوب بذريعة إحياء ذكرى مرور أسبوع على مقتل المستوطن “رازئيل شيفاح”.

حاول المستوطنون الذين تواجدوا في “حومش” المستوطنة الاستفادة من الزخم العددي لهم، ومن الحماية التي توفرها لهمقوات الاحتلال، فانطلق المئات منهم لمهاجمة المنازل الواقعة الى الطرف الغربي للقرية، محاولين حرقها واقتحامها وتحطيمها، وقد شاءت الأقدار أن لا تقع مجزرة، حيث كان الأهالي القاطنين هناك قد أخلوا المنازل المرشحة للهجوم.

استشعر أهالي برقة بالخطر الداهم، وبمحاولة المستوطنين ترويعهم وكسر ارادتهم وتحطيم معنوياتهم، فهبوا شيبا وشبانا وفتيانا للتصدي لهم والدفاع عن بيوتهم واعراضهم وممتلكاتهم وكرامتهم، واشتبكوا معهم ومع قوات الاحتلال التي تحميهم بضراوة، في مشهد أعاد الى الاذهان المواجهات الجماهيرية مع الاحتلال خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.

ويؤكد الأهالي أن المستوطنين، يحاولون انتهاز حادثة مقتل المستوطن، للعودة الى مستوطنة “حومش” وشرعنة وجودهم فيها، وذلك بضوء اخضر من حكومة الاحتلال، التي من الواضح انها لا تغض الطرف فقط عن عودة المستوطنين إلى “حومش” وانما تشجعهم على ذلك.

وبحسب الناشط المجتمعي ورئيس مجلس قروي برقة الأسبق، سامي دغلس، فان أهالي برقة حاليا يخوضون حربا مع المستوطنين وذلك لتحقيق هدفين، الأول يتمثل في الدفاع عن انفسهم وممتلكاتهم واراضيهم، والثاني يكمن في منع المستوطنين من العودة الى مستوطنة “حومش” وتثبيت وجودهم فيها مجدداً.

يشار إلى أن جيش الاحتلال قام عام 2005 باخلاء مستوطنة “حومش” بالتزامن مع الانسحاب من غزة في خطوة أحادية الجانب، ولكنه ابقى على موقع المستوطنة كمنطقة عسكرية مغلقة، ومنع أهالي برقة من استعادة او استصلاح او زراعة أراضيهم الموجودة ضمن حدود المستوطنة.

وفي عام 2013 انتزع أهالي برقة قرارا من المحكمة العليا الاسرائيلية باستعادة نحو 1200 دونم من أراضيهم الزراعية التي صادرها الاحتلال منهم العام 1978 لإقامة مستوطنة “حومش” آنذاك، ولكن القرار ظل حبرا على ورق، ولم يتمكن الأهالي من استعادة أراضيهم.

ومن أجل شرعنة وجودهم وعودتهم، لجأ المستوطنون عام 2009 إلى إنشاء مدرسة دينية فوق انقاض “حومش”، وبذلك لم تعد المستوطنة “المخلاة” مخلاة، اذ تقطنها منذ ذلك الوقت اسر متدينة ومتطرفة من المستوطنين.

ويبدو ان معركة برقة الأخيرة مع المستوطنين، قد وحدت أهالي القرية، فلا مجال في ساحة المواجهة، للخلافات الحزبية أو العائلية، إذ أن الكل مستهدف، ورصاص الاحتلال لا يفرق بين هذا وذاك.

وفي بيان موحد للفصائل الوطنية والإسلامية في القرية، عقب الأحداث الأخيرة، أكد الجميع على وحدة الدم والهدف، وتعهدوا بالانتباه والسهر ومراقبة تحركات المستوطنين لمنعهم من استغلال الظرف من أجل إعادة بناء مستوطنة “حومش”.