طالبت بتدخل أمريكي جادّ.. عائلة المسن “أسعد”: عقوبات الجيش الإسرائيلي ضد جنوده “مزحة”

10 فبراير 2022آخر تحديث :
 طالبت بتدخل أمريكي جادّ.. عائلة المسن “أسعد”: عقوبات الجيش الإسرائيلي ضد جنوده “مزحة”

وصفت عائلة الشهيد المسن عمر أسعد (80 عامًا) من قرية جلجيليا شمال رام الله، العقوبات التي أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عنها بحق ضباطه وجنوده المتورطين في حادثة استشهاده، بأنها “مجرد مزحة”.

وطالبن بنات الشهيد خلال مقابلة مع صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، بتحقيق العدالة، وبتدخل أميركي جادّ وفاعل.

ويعيش أسعد وهو يحمل الجنسية الأمريكية، في الضفة الغربية منذ عام 2009، بعد أن كان غادرها عام 1969، وعمل إلى جانب شقيقه في أعمال تجارية قبل أن يحصل في الثمانينات على الجنسية، ويقرر مع مرور الأعوام العودة إلى وطنه.

وتتحسر بنات الشهيد الذي يتواجد اثنان من أبنائه في الولايات المتحدة، على فقدانهن لوالدهن الذي كان يحب قضاء وقته مع العائلة، ويحب الناس، ويتمتع بالمرح على الدوام.

وتقول إحدى بناته للصحيفة الإسرائيلية، إن والدها كثيرًا ما كان يتم توقيفه من قبل جنود الاحتلال على نقاط التفتيش وكان يمتثل للتعليمات، وكان يعرف القواعد المتبعة، مشيرةً إلى أن عائلتها لم تؤمن بالرواية الإسرائيلية المتداولة حول ما جرى.

وقالت “كان والدي رجلًا طيبًا، لم يكن يستحق ذلك، نريد محاسبة جنود الاحتلال وأن تتحقق العدالة، نريدهم أن يدفعوا ثمن أفعالهم، لم يفكر أي منهم حتى في محاولة إنعاشه”.

وتتمسك بنات الشهيد المسن عمر أسعد، بأمل أن تتدخل الإدارة الأمريكية بشكل أكبر وأن تفعل المزيد، وتقول إحداهن “عندما يقتل شخص إسرائيلي ما، فإنهم يحاكمون الفلسطيني الذي قتله ويحكم عليه بالسجن مدى الحياة، والآن جنودهم فعلوا ذلك عن قصد لشخص فلسطيني أعزل، تعرض للضرب وتم تكبيل يديه وسد فمه، ويدعون أنه لم يطلب المساعدة”، مشيرةً إلى أنها لم تستطع قراءة تقرير تشريج الجثمان لكنها تعلم أن والدها كان يعاني من نزيف داخلي وكسور في الأضلاع.

وتقول ابنة الشهيد: “من الواضح أنهم ضربوه وسحبوه بعنف وجروه إلى منطقة منعزلة، لا أستطيع حتى أن أتخيّل ما مر به”.

وعن العقوبات ضد الجنود، تقول ابنة الشهيد “تم توبيخهم وتنحيتهم.. هل تمزح معي؟” (في حديثها لمراسل هآرتس)، مضيفةً “إذا كان الأمر كذلك، هل يمكنني زيارة بلد آخر، وإيذاء الناس والحصول على عقوبة صغيرة؟ الأمر بسيط للغاية! لقد قتلت شخصًا ما، يجب أن تذهب إلى السجن”.

وأثارت حادثة استشهاد المسن ردود فعل أمريكية ودولية، خاصةً وأنه يحمل الجنسية الأمريكية، حيث طالبت الخارجية الأمريكية إسرائيل بإجراء تحقيق معمق، فيما أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، عن أسفه لسفير الولايات المتحدة توماس نيديس.

ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت يوم أمس صورة جديدة للشهيد المسن عمر أسعد، يظهر فيها مكبلًا وملقى على الأرض، ما أدى لاستشهاده بعد اعتداء جنود الاحتلال عليه