أحدهم تنكر بزي مواطن دخل محلا لبيع الدجاج.. هكذا اعتقل مستعربون مطلوبًا من مخيم جنين

26 مارس 2022آخر تحديث :
أحدهم تنكر بزي مواطن دخل محلا لبيع الدجاج.. هكذا اعتقل مستعربون مطلوبًا من مخيم جنين

دفع الفشل الإسرائيلي المستمر في كبح جماح المقاومة والوصول للمطلوبين في مخيم جنين إلى تعزيز نشاط ودور وحدات المستعربين التي كثفت من تحركاتها في المناطق الساخنة في المحافظة، ورغم ذلك أخفقت في عملياتها في ظل يقظة ورصد فرق الحراسة، ومع ذلك لم تتوقف الوحدات وتمكنت من اعتقال الأسير المحرر والمطارد مؤمن عصام عبد الرحيم نشرتي (28عاماً) في كمين محكم وعملية خاصة قرب مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي لدى مروره قرب دوار”الحصان” على المدخل الرئيس لمخيم جنين.

وتسللت وحدات المستعربين لمسرح العملية مستخدمة مركبات تحمل لوحات تسجيل فلسطينية وبزي مدني، وذلك حتى لا يتمكن أحد من كشفهم إلا بعد انتهاء العملية، وتم خلالها اعتقال النشرتي بعد إصابته بعيار ناري بالساق، إضافةً إلى إصابة أحد المستعربين، وفق اعتراف جيش الاحتلال.

وقبل دقائق من وصول النشرتي، المطلوب لأجهزة الأمن الإسرائيلية منذ فترة لنشاطه ودوره في حركة الجهاد الإسلامي، وصل أفراد الوحدات الخاصة واحداً تلو الآخر لمحيط محل للدواجن يقع خلف المستشفى الحكومي في الطريق الرئيس المؤدي للمخيم.

ويروي صاحب المطعم، أن شابا يرتدي زيا مدنيا ويتحدث العربية بلهجة عادية، دخل إلى محله وطلب منه دجاج، ورغم انشغاله في تجهيز الطلبية لاحظ وجود شخصين قرب بوابة المحل الرئيسية، أحدهما كان يستخدم عكازات ويبدو أن مريض أو مصاب وكان يتحدث مع زميله، لكنه لم يتمكن من سماع الحديث أو ملاحظة أي شبهات عليهما قبل انقضاضهما على النشرتي فجأة.

وفي الوقت ذاته، كان هناك شاب رابع يرتدي زيا مدنيا ويقف قرب الزاوية الثانية لمدخل محل الدواجن وبدا وكأن يداه مكسورتين، ووقف في الموقع حوالي عشر دقائق دون القيام بأي حركة مشبوهة، لكن كاميرات المراقبة التي جرى الاطلاع عليها لاحقاً كشفت وجود مجموعة أخرى من المستعربين بالزي المدني في نفس الموقع وقبالة المحل مباشرة يشاركون في رصد المنطقة وكل تحرك فيها.

ويقول صاحب المحل لــ”القدس”: “كانت الأمور طبيعية وعادية جداً، ولم ألاحظ أي حركة غير طبيعية لجميع الأشخاص الذين كانوا يتحدثون العربية بطلاقة وبلهجة محلية، ووقف المستعرب الذي طلب الدجاج داخل المحل وكان يتابعني، لكن فجأة شاهدته يركض خارج المحل مع الثلاثة الآخرين، وأنا في حالة ذهول حتى شاهدتهم يشهرون أسلحتهم.” ويضيف، “حامل العكازات ألقاها أرضاً، وشاهدته يتحرك بسرعة مع الذي كان مصاباً وباقي المستعربين، ويحاصرون شابا لم أتمكن من معرفة شخصيته في البداية.”

حسب الشاهد وما وثقته كاميرات المراقبة في المنطقة، فإن المستعربين الأربعة هاجموا الشاب وحاصروه وأشهروا أسلحتهم نحوه، لكنه قاوم وحاول الهرب فضربوه بشكل وحشي وأطلقوا النار حتى تمكنوا من السيطرة عليه ووضعه في المركبة، وخلال العراك انضم اثنان من المستعربين لتوفير الأمن والحماية، وأرغملوا المواطنين الذين توجدوا في محل مجاور على الدخول إليه واستمروا في السيطرة على المنطقة حتى تمكن المستعربون من إنجاز مهمة اختطاف الشاب وتحرك السيارة التي استخدمت في العملية ومغادرتها الموقع.

وخلال انسحاب الوحدات الخاصة، تبين أن الاحتلال حشد 40 دورية على مداخل جنين، في حالة جاهزية إذا فشلت العملية، وتم رصد مركبات محلية من نوع “كادي” استخدمها المستعربون ونصبوا من خلالها كمائن في عدة محاور رئيسية قرب المخيم للتدخل في حال اندلاع مواجهات.

وبعد العملية، أكد شهود وعائلة نشرتي أن الوحدات الخاصة اعتقلت الشاب المطارد مؤمن، والذي أدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين منذ عام، وتعرض للملاحقة والاستهداف ورفض تسليم نفسه، وقد حملت عائلته الاحتلال المسؤولية عن حياته بعد إصابته وانقطاع أخباره ونقله لجهة مجهولة.

وقبل يومين، علمت عائلته كما أفادت بأن حالته مستقرة، وتبين أنه مصاب بساقه، وقبل أن يكمل علاجه نقله الاحتلال إلى سجن “مجدو” ومددت المحكمة توقيفه، ثم نقلته المخابرات للتحقيق في زنازين سجن “الجلمة”، وما زال محاميه ممنوعا من زيارته.

الجدير ذكره، أن مؤمن من مخيم جنين واعتقل لمدة 3 سنوات سابقًا خلال انتفاضة الأقصى في عام 2000.

ويستهدف الاحتلال مخيم جنين بشكل مستمر منذ معركة “سيف القدس” بدعوى وجود عدد من المطلوبين الذين يتهمهم بالضلوع في عمليات مقاومة ومهاجمة آليات الجيش وحواجزه، وقد تمكن قبل شهر من قتل القائد الميداني لكتيبة جنين التابعة لـ”سرايا القدس”، -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- عبد الله الحصري، خلال اشتباك مسلح وقع لمنع اقتحام جيش الاحتلال للمخيم، وقد أسفر الاشتباك أيضًا عن استشهاد الشاب شادي نجم ووقوع العديد من الإصابات. كما استشهد في أيلول الماضي 4 شبان خلال تصديهم للاحتلال على مداخل المخيم.