احتج وفد فنزويلي رسمي لدى سفارة الأرجنتين في كراكاس على احتجاز طائرة شحن وطاقمها في بوينس آيرس منذ حزيران/يونيو، بينما وافق قاض في الأرجنتين على طلب من الولايات المتحدة بمصادرة الطائرة.
وكانت طائرة الشحن وهي من طراز “بوينغ 747” وتملكها شركة “إمتراسور” الفنزويلية احتجزت في الأرجنتين منذ وصولها في الثامن من حزيران/يونيو من المكسيك محملة بشحنة من قطع غيار السيارات، بعدما حاولت من دون جدوى دخول أوروغواي.
ووافق القاضي الأرجنتيني فيديريكو فيلينا الخميس على طلب من الولايات المتحدة بمصادرة الطائرة بتهمة انتهاك القوانين عندما باعتها إيران إلى فنزويلا، بما أن البلدين يخضعان لعقوبات أميركية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الأرجنتينية “تيلام”.
وزار وزير النقل رامون فيلاسكيز ونواب موالون للحكومة السفارة الخميس للاحتجاج على ذلك، بينما تجمع عشرات العاملين في شركة الخطوط الجوية الحكومية “كونفياسا” في الخارج وهم يهتفون “أعيدوا الطائرة وطاقمها!”.
و”كونفياسا” تابعة ل”إمتراسور”، والشركتان تخضعان لعقوبات أميركية.
وكان في استقبال الوفد السفير الأرجنتيني أوسكار لابورد.
وسلم الوفد الفنزويلي السفير وثيقة تتضمن احتجاجا على استمرار احتجاز الطائرة. وقال فيلاسكيز بعد ذلك “سلمنا السفير بعض المراسلات لتتمكن السلطات، النظراء في الأرجنتين، من الجلوس والتحدث عن الوضع وإيجاد أفضل بديل وأفضل حل لهذه المشكلة”.
وأضاف “نتمنى أن تظهر الحقيقة وأن يتجاوب نظام القضاء الأرجنتيني وألا يتفاقم هذا الوضع الذي يتسم بمخالفة القانون ليبلغ مستويات جديدة (…) لنتمكن من استعادة طائرتنا وطاقمنا”.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو احتج الأسبوع الماضي على طلب الولايات المتحدة مصادرة الطائرة، معتبرا أنه محاولة “لسرقتها”، وطلب دعم الأرجنتين.
وأدى دخول الولايات المتحدة إلى هذه المسألة إلى اندلاع مظاهرات في الشوارع في فنزويلا.
كانت الطائرة دخلت الأرجنتين للمرة الأولى في السادس من حزيران/يونيو. ولم تتمكن من التزود بالوقود في بوينس آيرس فتوجهت بعد يومين إلى مونتيفيديو. لكن سلطات أوروغواي رفضت دخولها ، وعادت إلى الأرجنتين.
وأمر قاض باحتجاز الطائرة في ضوء تحقيق مع طاقم الطائرة المؤلف من 14 فنزويليا وخمسة إيرانيين. وسمح قاض الأسبوع الماضي ل12 من أفراد الطاقم بمغادرة الأرجنتين، وابقى على أربعة إيرانيين وثلاثة فنزويليين. وهذا القرار في مرحلة الاستئناف حاليا.
وقال فيلاسكيز إنه يجري التحقيق مع أفراد الطاقم بتهم “تجسس وإرهاب”. وأضاف “لم يتم استدعاؤهم للإدلاء بشهاداتهم بعد”، مؤكدا أن “حقهم في الدفاع انتُهك”.
وتحدث جهاز الاستخبارات في باراغواي عن ارتباط أحد أفراد الطاقم الإيراني بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
لكن فيلاسكيز قال إن تقرير الاستخبارات “منحاز”. وأضاف “لا يمكن القول عن أشخاص أنهم إرهابيون وجواسيس باستخدام تقارير لأجهزة استخبارات نعرف أنها منحازة لطرف ما”.
وتؤكد طهران أن وضع الطائرة “قانوني تمامًا” وأن تجميدها جزء من “عملية دعائية” مرتبطة بالتوتر بين الغرب وإيران بشأن برنامجها النووي.
وكان النائب الفنزويلي بيدرو كارينو الذي شارك في الوفد الفنزويلي، صرح الأربعاء خلال جلسة للبرلمان أنه على الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز إن “يوضح ما إذا كان أداة في يد الامبراطورية (الولايات المتحدة) أو دمية في يد الامبريالية أو ما إذا كان يحكم ذلك البلد بالفعل”.
وردا على هذه التصريحات، قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأرجنتينية غابرييلا شيروتي في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي الخميس إن الأمر ليس مجرد “حادث دبلوماسي”.