روسيا تعود الى اتفاق تصدير الحبوب واستئناف حركة السفن في البحر الاسود

3 نوفمبر 2022آخر تحديث :
روسيا تعود الى اتفاق تصدير الحبوب واستئناف حركة السفن في البحر الاسود

استأنفت روسيا الاربعاء مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية بعد تلقي “ضمانات خطية” من أوكرانيا بشأن جعل الممر المستخدم لنقلها منزوع السلاح.


من جهتها أعربت الولايات المتحدة عن “قلق متزايد” إزاء احتمال استخدام روسيا السلاح النووي في أوكرانيا، في حين ضاعفت موسكو في الأشهر الأخيرة تهديداتها وجهود الطمأنة.


وأكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي تعتبر بلاده ضامنة لهذه الاتفاقية الحاسمة لتأمين إمدادات الغذاء العالمية، استئناف الصادرات الأوكرانية في البحر الأسود اعتبارا من ظهر الأربعاء عبر هذا الممر الآمن.


وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر تلغرام “تعتبر روسيا أن الضمانات التي تلقتها حتى الآن تبدو كافية وتستأنف تنفيذ الاتفاق”.


ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء باستمرار اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود “المهم للعالم بأسره”.


وقال زيلينسكي في خطابه اليومي الذي ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي “حققنا اليوم نتيجة دبلوماسية مهمة لبلدنا وللعالم بأسره: تنفيذ مبادرة تصدير الحبوب (الأوكرانية) سيستمر”.


واعتبر زيلينسكي أن مطالبة روسيا بضمانات لاستئناف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية “تظهر فشل عدوانها” على بلاده.


ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الأربعاء إلى تجديد الاتفاق، قائلا إن هذا سيعزز القدرة على تأمين “الاستقرار في هذه السوق، والأهم من كل ذلك، ممارسة ضغوط لهبوط الأسعار” المتعلقة بالمواد الغذائية الأساسية في العالم.
ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاربعاء بـ”حرارة” بعودة روسيا للالتزام بمفاعيل الاتفاق، وفق ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.


علقت موسكو السبت مشاركتها في اتفاق الحبوب بعد هجوم بمسيرات على أسطولها المتمركز في خليج سيباستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها. وحمَّل الجيش الروسي مسؤولية هذه العملية إلى أوكرانيا بمساعدة “خبراء بريطانيين” وأكد أنها تمت من الممر البحري المخصص للصادرات الأوكرانية.


يبدو ان سلسلة من المكالمات الهاتفية في الأيام الأخيرة بين المسؤولين الروس والأتراك، لا سيما الثلاثاء بين اردوغان والرئيس فلاديمير بوتين، ووساطة الأمم المتحدة الضامن الآخر للاتفاق، أقنعت موسكو بمراجعة موقفها.

قال الجيش الروسي “بفضل مشاركة منظمة دولية فضلا عن تعاون تركيا تم الحصول على الضمانات الخطية اللازمة من أوكرانيا بشأن عدم استخدام الممر الإنساني والموانئ الأوكرانية المحددة لتصدير المنتجات الزراعية لتنفيذ أعمال عدائية ضد روسيا”.


لكن بوتين هدّد الأربعاء بخروج روسيا مجددا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في حال عمدت كييف إلى “خرقت ضمانات” طلبتها موسكو.


في الأثناء تتزايد المخاوف من ضربة نووية روسية محتملة في أوكرانيا، بعدما أعربت الولايات المتحدة الأربعاء عن “قلق متزايد” من هذا الاحتمال، وفق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي.


وتأتي تصريحات كيربي على أثر مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” وأشارت إلى أن ضباطا روسا رفيعين تباحثوا مؤخرا حول توقيت استعمال سلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا وكيفية ذلك، في إشارة إلى قنبلة أضعف من قنبلة نووية.


والأربعاء اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن “من غير المسؤول” أن تعمد وسائل إعلام غربية إلى “تضخيم متعمّد لمسألة الأسلحة النووية”.


وجاء التهديد الآخر على لسان الرئيس الروسي السابق المسؤول البارز في مجلس الأمن القومي دميتري مدفيديف.


والثلاثاء تطرّق الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي، مجددا إلى السلاح النووي، محذّرا أوكرانيا من السعي لاستعادة كامل الاراضي التي تحتلها روسيا.


وقال مدفيديف إن هدف أوكرانيا المتمثل باستعادة كافة أراضيها التي تحتلها روسيا، بما فيها منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم سيكون “تهديدا لوجود دولتنا”.


والأربعاء قالت وزارة الخارجية الروسية إن “الأولوية القصوى” هي تجنب الحرب بين القوى النووية التي ستكون لها “عواقب كارثية”.


وتتّهم روسيا اوكرانيا بالتحضير لاستخدام قنابل قذرة ضد القوات الروسية، لكن كييف تشتبه بأن روسيا قد تبادر لهذه الخطوة لتنسب الهجوم إلى أوكرانيا في محاولة لتبرير لجوء موسكو لاحقا إلى أسلحة نووية بعدما تكبّدت مؤخرا خسائر في شرق أوكرانيا وجنوبها.

على الجبهة، أفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية الأربعاء ان معارك دائرة في الشرق وان 25 بلدة في الشرق والوسط والجنوب تتعرض للقصف.


أفاد حاكم منطقة دونيتسك في الشرق بافلو كيريلينكو عن مقتل اربعة مدنيين في الساعات ال24 الماضية.


أفاد مراسلو فرانس برس عن دمار كبير في قرية بيلوزيركا على جبهة خيرسون في الجنوب، العاصمة الإقليمية حيث تحصن القوات الروسية مواقعها تمهيدا لهجوم أوكراني مرتقب.


في بيلوزيركا تقصف القوات الروسية من الطرف الجنوبي للطريق في الموقع الذي تحصنت فيه منذ انسحابها من تلك البلدة في آذار/مارس.


وقالت أنجيليكا بوريسينكو (20 عاما) وهي من سكان البلدة “في البداية لم نكن نفكر سوى بانتهاء الغزو. لكن الآن يبدو الأمر طبيعيا. اعتدنا على ذلك”.


والإثنين وجّهت روسيا سلسلة ضربات بصواريخ كروز لكييف وللبنى التحتية المدنية الأوكرانية، ما أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء، خصوصا في كييف.


والأربعاء أعلنت شركة الكهرباء الأوكرانية عن تقنين جديد للكهرباء في حين وعد رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو بنشر ألف “نقطة تدفئة” للسكان بحلول الشتاء.


وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الضربات الروسية دمرت 40% من منشآت الطاقة الأوكرانية مما دفع البلاد إلى وقف صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي، حيث تسجل الأسعار ارتفاعا كبيرا.