مطلوب رئيس للجامعة العربية

بقلم: شحاده أبو بقر

أيام زمان كان العرب يتسابقون على ترؤس الهيئات الوحدوية العربية وتسعد الدولة صاحبة «الدور» التالي إذا ما حالت ظروف دون أن تترأس الدولة السابقة لها بأحقية الرئاسة، وتبادر وبشغف لتولي المهمة. كان ذلك يحدث على صعيد الجامعة العربية ومختلف الهيئات المنبثقة عنها.

اليوم تشتت شمل العرب الذين كانوا يتغنون بنشيد بلاد العرب أوطاني، وغدت حتى الجامعة العربية بلا رئاسة، فلا أحد حتى تاريخه يرغب بتلقي هذه التركة الثقيلة. وها هي الاعتذارات تتوالى تباعاً من الدول صاحبة الدور حسب مبدأ التناوب.



ما هو الحل إذا، وهل تبقى الجامعة بلا دولة رئيس ؟! وهل الحل مثلا في أن تعلن أمانتها العامة «مطلوب رئيس» ومن يجد لديه رغبة فليتقدم لتجري بعدها القرعة لاختيار الفائز مغلوبا على أمره، ولا حول ولا قوة الا بالله؟



نكتب هذا وفي النفوس غصة لما وصل إليه الحال في عالمنا العربي، ونتساءل عن كيفية تقبل الشعوب العربية لهذا الواقع حتى وهي اليوم شبه فاقدة للأمل بأي عمل عربي مشترك.

الحقيقة المرة التي وجب أن تقال هي أن قضية فلسطين التي كانت توحدنا فورا من المحيط إلى الخليج، غدت اليوم السبب الرئيس لتفرقنا وتشتت مواقفنا، لا بل ومبررا غير مقبول لتبادل الاتهامات ومفردات الشتائم بين مغردينا، وكل يدافع عن موقفه.



مؤسسة الجامعة العربية أكبر مظلة وحدوية عربية، وهي مظلة يجب أن تبقى حتى لو حال زماننا الراهن دون أن تحظى برئاسة، فسيأتي يوم تتبدل فيه الأحوال في زمن المفاجآت الذي تعيشه المنطقة والإقليم والعالم كله، وتجد الجامعة اهتماما بتولي رئاستها.



لكل قطر عربي حقه في أن يفعل مرحلياً ما يراه في خدمة مصالحه، لكن الحقيقة التي نحن على يقين منها تقول، أن فلسطين كلها عربية وستعود يوما غير بعيد عربية، وان إسرائيل حالة طارئة وسط طوفان عربي يذيب بمرور الايام كل ما يعترض طريقه.

العرب كل العرب، تهمهم قضية فلسطين والقدس ومقدساتها، ومفردة الخيانة يجب أن لا تجري على ألسنتنا حفظا لخط الرجعة ورحمة بامتنا خير الأمم وبقضيتنا اقدس القضايا، فالزمن دوار والمواقف تتبدل ويبقى العربي عربيا والقدس عربية وفلسطين عربية، ومن يعش ير، والله من وراء القصد.



عن “الرأي” الأردنية

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …