الاحتلال يستهدف عوائل وأقارب المطلوبين

أكثر من نصف عمره، قضى المواطن الأربعيني معتصم الرخ،يعمل في الداخل بمختلف المهن، يحصل على تصريح كلما انتهت صلاحيته دون معيقات، فهو لم يعتقل طوال حياته، لكن كل شيء تغير، وتحول يوم الإثنين الماضي لأسير، بعدما اعتقلته قوات الاحتلال عن حاجز عسكري قرب رام الله، وحولته فوراً، لمركز تحقيق سجن حوارة، وخلال أقل من 24 ساعة، أصبح مقيد رهينة الاعتقال الإداري.

بحزن وألم، تقول زوجته أم أحمد من مخيم جنين لـ”القدس” دوت كوم، “زوجي لم يتدخل طوال عمره بالسياسة ولم ينتمي لأي حزب، لكنه اعتقل، كجزء من الضغط والعقاب والانتقام على أسرتنا كون اثنين من أشقائي مطلوبين”.

وبدهشة واستغراب، تتساءل عن كيفية وسبب استهداف زوجها، رغم أنه لا يتواجد في جنين إلا خلال عطلة الأسبوع الجمعة والسبت، فهو كما توضح يعمل ويعيش في مكان عمله بمصنع في حيفا، ومنذ أكثر من عام لم يلتقي بإخوانها الذين تعتبر أخبارهم مقطوعة بالنسبة له.

وتستمر مخابرات الاحتلال باستهداف عوائل من تسميهم بالمطلوبين، وتمارس ضغوط وعقوبات بحق أسرهم وكل من تربطه علاقة بهم لعزلهم وضرب الحاضنة الشعبية، لكن الصورة مختلفة في مخيم جنين، فقد تمرست حول المقاومة قاعدة شعبية عريضة وقوية خاصة منذ المعركة الأخيرة في 3/7، والتي اعتبرها الأهالي ملحمة وحلقة أخرى في المواجهة والانتصار على الاحتلال الذي أرسل أكثر من ألف جندي وحداته المختارة التي عجزت عن تنفيذ أهدافها.

وبالنسبة لعائلة معتصم، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي أدرج أسماء اثنين من أشقاء زوجته في قوائم المطلوبين في المخيم، والتي تتسع وتزداد يومياً مع تكرار العمليات وتصاعد نغمة التهديدات لحكومة المستوطنين.

وتقول أم أحمد في حديثها لـ”القدس” دوت كوم، “لا ندري كيف يصبح أبنائنا مطلوبين ومستهدفين، شقيقي الأول نور قضى في سجونهم سنوات وتحرر وتزوج وبنى أسرة وأصبح أباً، ثم اعتقلوه وأصابوه ونجا من الموت بأعجوبة، وبعد عودته لأسرته أصبح مطلوباً”.

وتضيف: “قضى في السجن أكثر مما عاش بينما بحريته، وحياته مهددة ولا نعلم ما السبب”.

وتكمل: “شقيقي الثاني أخر العنقود، اعتقل وقضى حكمه 4 سنوات، وما كدنا نفرح بحريته، حتى اقتحموا منزلنا بحثاً عنه، وعندما لم يجدوه، هددونا بتصفيته إذا لم يسلم نفسه فوراً”.

وتتابع: “نعيش على أعصابنا وسط حاله من التوتر والغضب، فخلال ساعات من اعتقال زوجي حولوه للاعتقال الإداري، فأي جريمة وعقاب أبشع من ذلك، أنه المعيل الوحيد لأسرتنا المكونة من 6 أفراد”.

أما العامل ماجد فتحي زياد من مخيم جنين، فوجد خلال عودته من عمله عن حاجز الجلمة نفسه معتقلاً، وقضى في التحقيق شهر، وقال: “كل يوم عن الحاجز بشكل طبيعي، وفجأة بعد معركة المخيم اعتقلوني وحققوا معي 20 يوماً عن أحد أصدقائي واتهموني بتوفير مخبأ له كونه مقاوم”.

وأضاف: “هددوني بسحب تصريحي واعتقالي وهزم منزلي إذا اتصلت معه حتى اتصال صغير، أنهم يريدون كسر شوكة شباب المخيم الذي لقنهم درساً لن ينسوه أبداً”.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

الكابينيت يصوت على إغلاق مكتب وبث قناة الجزيرة في إسرائيل

يصوت المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) مساء اليوم، الخميس، على إغلاق مكتب …