أيّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بشأن حرية تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، في وقت نددت فيه الولايات المتحدة الأميركية “بقوة” بالتصريحات ووصفتها بالاستفزازية.
وقالت الخارجية الأميركية إن مثل هذه الرسائل ضارة بشكل خاص عندما تصدر من أولئك الذين يشغلون مواقع قيادية ولا تتناسب مع تحقيق تقدم في مراعاة حقوق الإنسان للجميع.
في الأثناء، قال مكتب نتنياهو إن “إسرائيل تمنح أقصى قدر من حرية الحركة” (في الضفة الغربية المحتلة) لكل من المستوطنين والفلسطينيين.
وأضاف المكتب -في بيان- أن القوات الإسرائيلية وضعت تدابير أمنية خاصة في الضفة الغربية لمنع وقوع عمليات إطلاق النار، زاعما أن “هذا ما قصده الوزير بن غفير”.
إدانة أوروبية
من جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي “بشدة” تصريحات بن غفير، التي زعم فيها أن حقه وعائلته بالحركة في الضفة الغربية، “يفوق حق العرب”، على حد وصفه.
وقال الاتحاد -في بيان- ندين “بشدة” تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير،” بشأن حرية تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة”. مجددًا التذكير بأن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، و”تشكل عائقا أمام السلام وتهدد بجعل حل الدولتين مستحيلا”.
وعبّر الاتحاد الأوربي عن “معارضته القوية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية” والإجراءات المتخذة في هذا السياق، داعيا سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى السماح بتحسين ملموس في حرية التنقل للفلسطينيين.
كما قال، إن “العلاقات بين إسرائيل والاتحاد يجب أن تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية”. مشددا على معاملة الجميع على حد سواء بالطريقة نفسها، بما في ذلك الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال.
فتح وحماس تدينان
في الأثناء، وصفت حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)، تصريحات بن غفير بأنها “عنصرية”.
وقال منذر الحايك متحدث حركة “فتح” بقطاع غزة إن تصريحات بن غفير العنصرية بفرض قيود على المواطن الفلسطيني في أرضه “تؤكد من جديد أن الاحتلال يمارس الأبارتايد والتمييز العنصري”، مضيفا أن “الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته ونضاله حتى زوال الاحتلال”.
بدورها، قالت حركة “حماس” -في بيان- إن تصريحات بن غفير “تضاف إلى غيرها من التصريحات العنصرية لحكومة الاحتلال الفاشية”. داعية المجتمع الدولي “إلى محاسبة قادة الاحتلال على مواقفهم العنصرية وسياسة التطهير العرقي بحق الفلسطينيين”.
وشددت الحركة على أن الشعب الفلسطيني متشبث بأرضه، و”لن تفلح كل محاولات الاحتلال في اقتلاعه منها، ولن نسمح للصهاينة المستوطنين الغزاة بتمرير مشاريعهم”.
والأربعاء الماضي، قال زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف بن غفير -في حديث للقناة 12 الإسرائيلية-، إن “حقي وحق زوجتي وأولادي في التنقل على طرقات الضفة الغربية، أهم من حق العرب في حرية الحركة”.
وأضاف بن غفير، “هذا هو الواقع، هذه هي الحقيقة، حقي في الحياة يسبق حقهم في حرية التنقل”.
واستنادًا إلى معطيات حركة “السلام الآن” اليسارية الإسرائيلية الرافضة للاستيطان، فإن نحو نصف مليون مستوطن يقيمون في 132 مستوطنة، و 146 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية.
ولا تشمل هذه المعطيات المستوطنين في 14 مستوطنة إسرائيلية مقامة على أراضي القدس الشرقية المحتلة.
ويُنظر إلى بن غفير على أنه ظاهرة صعود اليمين المتشدد في إسرائيل، ويهتف أنصاره بشعار “الموت للعرب”. كما أنه معروف بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين، وهو من سكان مستوطنة “كريات أربع”، المقامة على أراضي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.