قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان -أمس الثلاثاء- إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إسرائيل ومصر بشأن توفير ممر آمن للمدنيين في غزة بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق سكنية.
وأضاف سوليفان، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، “نركز على هذه المسألة، وهناك مشاورات جارية لكن تفاصيلها محل نقاش بين الوكالات التنفيذية ولا أريد أن أعلن الكثير بشأنها علنا في الوقت الراهن”.
ويكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي مخلفا أكثر من 900 شهيد، ونحو 4600 جريح، بالإضافة إلى دمار هائل بالمناطق السكانية وحالة نزوح جماعي في القطاع الساحلي الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا وعرضه 10 كيلومترات ويقطنه 2.3 مليون نسمة.
وفجر السبت الماضي، أطلقت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية طوفان الأقصى، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 180 ألفا من سكان غزة أصبحوا بلا مأوى. ويعيش سكان غزة تحت حصار تفرضه إسرائيل منذ 16 عاما.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي قصف المنازل والمستشفيات والطواقم الطبية في قطاع غزة على مدار الساعة، متجاهلا القانون الدولي الذي يعدّ هذه الأمور جرائم حرب، مما جعل القطاع الصحي على شفا كارثة مؤكدة.
وينذر الاستهداف المتواصل للقطاع الصحي الذي كان مهددا بالانهيار قبل الحرب، بكارثة أكبر، في وقت تعكس فيه قائمة الخسائر التي وقعت خلال الأيام الماضية حجم الضرر المفجع.
فقد قصف جيش الاحتلال المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، مما أوقع خسائر مادية وبشرية، كما أدت الغارات لتوقف مستشفى بيت حانون عن العمل، وبالمثل خرج مستشفى العيون الدولي عن الخدمة بعد قصفه بشكل مباشر.
وحتى الآن، استشهد 5 من فرق الإسعاف وأصيب عشرات غيرهم، في وقت استهدف فيه القصف الإسرائيلي 45 مهمة إسعاف منذ بدء المعارك.
وقال فلسطينيون في غزة إن القصف الإسرائيلي كان عنيفا وجعلهم يشعرون كأنهم يعيشون “نكبة” جديدة أعادت إلى أذهانهم أصداء ذكريات حرب 1948 التي أُعلن على أثرها قيام إسرائيل وأدت إلى تهجير جماعي للفلسطينيين حينذاك.