أعلنت وزارة الصحة في غزة -أمس الثلاثاء- وفاة رضيعين في مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع جراء الجفاف وسوء التغذية، وسط تفاقم أزمة الجوع بالقطاع المحاصر، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن ربع سكان قطاع غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وشددت الوزارة على أن الجفاف وسوء التغذية سيحصدان أرواح آلاف الأطفال والحوامل في قطاع غزة.
وطالبت وزارة الصحة المؤسسات الدولية بإجراء مسح طبي شامل في أماكن الإيواء بمختلف أنحاء القطاع لرصد وعلاج المصابين بالجفاف وسوء التغذية ومنع الكارثة الإنسانية.
خطر الموت جوعا
على صعيد متصل، حذر مسؤولان بارزان في الأمم المتحدة -أمس الثلاثاء- مجلس الأمن الدولي من أن آلاف المدنيين في قطاع غزة يواجهون خطر الموت جوعا.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لمجلس الأمن إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أو ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وأكد أن واحدا من كل 6 أطفال دون سن الثانية في شمال غزة يعاني سوء التغذية الحاد، في حين أن جميع سكان القطاع تقريبا يعتمدون على المساعدات الغذائية الإنسانية غير الكافية على الإطلاق للبقاء على قيد الحياة.
مجاعة وشيكة
من جهته، أفاد كارل سكاو نائب مدير برنامج الغذاء العالمي بأن غزة تشهد أسوأ مستوى من سوء تغذية الأطفال في أي مكان في العالم، مضيفا أنه إذا لم يتغير شيء، فإن المجاعة وشيكة في شمال غزة.
ولفت إلى أنه بدون وصول آمن وواسع النطاق للمساعدات، لا يمكن لعمال الإغاثة القيام بعملهم على النطاق المطلوب لمواجهة الأزمة الإنسانية الحادة التي تعصف بغزة.
وجاء اجتماع مجلس الأمن في أعقاب رسالة أرسلها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إلى مجلس الأمن، يوم 22 فبراير/شباط الجاري، تتضمن تفاصيل الآثار المباشرة وغير المباشرة للحرب في غزة على الوضع الغذائي.
وطالبت الرسالة بتحرك فوري لمنع المجاعة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي هذا الإطار، قال مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أول أمس الاثنين، إن الشهر الجاري شهد انخفاضا بنسبة 50% في المساعدات التي تدخل غزة مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني الماضي.
انهيار الزراعة
بدوره، قال ماوريتسيو مارتينا نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إنه من المرجح أن ينهار الإنتاج الزراعي في الشمال بحلول مايو/أيار المقبل، مما يزيد من خطر المجاعة.
وأشار إلى تضرر نحو 46% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة، في حين لم تعد 97% من المياه الجوفية صالحة للاستهلاك البشري.