المسكنات العلاج الوحيد الذي تقدمه إدارة السجون الإسرائيلية للأسير واصف خالد نعيم (38 عامًا)، رغم تدهور حالته الصحية وتفاقم معاناته، حتى أصبح عاجزًا عن النوم جراء نوبات الألم التي أصبحت جزءا من حياته القاسية في سجن “النقب”.
وبين جهود عائلة الأسير ومحاولات واصف التي لم تتوقف منذ نوبة الألم الأولى التي تعرض لها قبل 4 سنوات، ما زالت إدارة السجون تهمل قضيته وترفض علاجه بدعم ومساندة من طبيب العيادة في السجن الذي يرفض التعاطي معه.
الأسير واصف، من مدينة جنين، والمعتقل منذ 6 سنوات، بدأت معاناته في سجن مجدو قبل حوالي 4 سنوات، بعدما أصيب بأوجاع حادة ومستمرة في البطن والخاصرة والظهر، فرفضت إدارة السجن نقله للمستشفى لتشخيص حالته واكتفت كما قال في شهادة سابقة لمحاميه “بعلاجها السحري الأكمول حتى أصبحت أنزف دمًا وقت التبول”.
وفي ظل خطورة وضعه واحتجاج الأسرى، تقول والدته أم واصف “اضطرت الإدارة لتحويله للمستشفى وأجريت له صور تلفزيونية، وقرر الأطباء بعدها ضرورة تحويلها إلى أخصائي كلى، أجرى له عملية منظار”، وتضيف “المفأجاة الكبرى بعد العملية ورغم الألم الذي ظهر على جسده، أخبروه أنه لا يوجد لديه أي مشكلة طبية ولا يحتاج للعلاج”.
لم تجدي نفعًا احتجاجات شكاوي واصف الذي تجرع كما تقول والدته “كل صنوف الألم والمعاناة في سجون الاحتلال دون علاج حتى نقلوه قبل عام ونصف لسجن النقب ليعيش دوامة أخرى لا تختلف من العذاب والعقاب المبرمج”، وأضافت “المأساة الكبرى، أن طبيب السجن رفض التعاطي معه مطلقًا، لأنه يمارس سياسة تقوم على رفض التعاون والتعاطي مع الأسرى جميعًا، وخاصة المرضى حتى من الناحية الإنسانية ويخبرهم أنه يقوم بوظيفة طبيب وليس أكثر”.
وفي رسالة من سجنه، ذكر واصف الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة 8 أعوام، أن “هناك إهمال طبي واضح بحقي ولا يقدمون لي غير المسكنات و تأخير في العلاج والتحويل إلى العيادة في السجن يحتاج إلى 20 يومًا من الانتظار”. كما قال.
وفي ظل هذه الطروف، أوضحت والدته، أنه يتألم كثيرًا من خواصره حتى أصبح لا يستطيع النوم مطلقًا، لان الألم يشتد عليه بشكل كبير في الليل، وتضيف: “منذ عام وعدوه، بإجرء صورة CT لتحديد سبب المشكلة، إلا أن الوضع لم يتغير وترفض الإدارة تحويله، وحاولت خداعه من خلال تغيير نوعية الصورة، فأجريت له صورة ألتراساوند، ولكنها لم تظهر أي شيء، وهذا طبيعي لأن هناك فرق بنوعية وإمكانية الصورة المحددة المطلوبة”.
بعد 6 أشهر من انقطاع الزيارات، تمكنت والدة الأسير واصف من زيارته في سجن “النقب”، وأشارت أنها لاحظت مدى تأثير المرض على ابنها، الذي أكد أنه يعيش معاناةً كبيرة جدًا، وهو يتعذب من شدة الألم، حتى أنه قدم طلبًا للإدارة لإجراء الصورة على حسابه الشخصي ولكنهم رفضوا، لذلك طالب برفع شكوى وتقديم طعن مستعجل من أجل إلزامهم باجراء صورة له فورًا”.
وحملت والدة الأسير، ادارة سجون الاحتلال، كامل المسؤولية عن حياة ابنها، مطالبةً الجهات المختصة الضغط على الاحتلال لنقله للمستشفى أو إدخال لجنة طبية لفحصه وعلاجه، ووضع حد لمأساة واصف التي بلغت إلى أسوأ حالة لا يمكن التغاضي عنها أو اهمالها في ظل المضاعفات اليومية المستمرة على حالته.