اعتقلت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) ، طالب الدراسات العليا الفلسطيني في جامعة كولومبيا والرئيس المشارك السابق لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في الجامعة، محسن مهداوي ،يوم الاثنين أثناء ما كان يُفترض أن يكون مقابلة للحصول على الجنسية الأميركية في مدينة برلنغتون، فيرمونت.
ووُثّق الاعتقال في قاعدة بيانات محتجزي إدارة الهجرة والجمارك الأميركية، وفي التماس أمر إحضار قُدّم إلى محكمة فيدرالية.
كان مهداوي، المقيم الدائم القانوني، قد أقام في الولايات المتحدة لعقد من الزمان، وكان يتقدم بطلب للحصول على الجنسية. وبدلاً من ذلك، احتجزته إدارة الهجرة والجمارك الأميركية، ومن المقرر أن تبدأ إجراءات ترحيله إلى الضفة الغربية. وبحسب ما قاله ما قاله شخص مقرب من مهداوي لهيئة إعلامية ، كان المهداوي قد اجتاز فحصًا أمنيًا، لكنه يشتبه في أن المقابلة كانت فخًا، وأنه مستعد لاحتمالية الاعتقال. وقد قدم فريقه القانوني منذ ذلك الحين التماسًا للمثول أمام المحكمة الفيدرالية في فيرمونت لمنع نقله خارج الولاية.
في الأشهر التي سبقت اعتقاله، استُهدف مهداوي بحملات إلكترونية من جماعات مؤيدة لإسرائيل مثل كناري ميشن وبيتار، وأُدرج اسمه في منشورات لشبكة مقرها كولومبيا تروج لما يسمى “قاعدة بيانات الترحيل”.
وسبق لمهداوي أن ظهر في برنامج “60 دقيقة” وانتقد رد فعل الجامعة على حرب غزة، وأدان الهتافات المعادية للسامية في تجمع جماهيري، قائلاً: “إن النضال من أجل حرية فلسطين ومكافحة معاداة السامية متلازمان”.
يُعد مهداوي واحدًا من سلسلة طلاب جامعة كولومبيا المستهدفين بالترحيل بموجب إجراءات تنفيذية من إدارة ترمب تستهدف الطلاب الأجانب المنخرطين في نشاط مؤيد للفلسطينيين. وقد أصبحت جامعة كولومبيا محور اهتمام بعد أن ألغت الإدارة 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي، مُشيرةً إلى فشل الجامعة المزعوم في حماية الطلاب اليهود خلال احتجاجات الحرم الجامعي. ردًا على ذلك، وافقت كولومبيا على العديد من المطالب الفيدرالية، بما في ذلك حظر ارتداء الأقنعة أثناء الاحتجاجات، وزيادة سلطة شرطة الحرم الجامعي، ووضع برامج دراسات الشرق الأوسط تحت إشراف خارجي.
على الرغم من ذلك، تُهدد إدارة ترمب بوضع كولومبيا تحت الإشراف الفيدرالي.
بالإضافة إلى ذلك، ألغت الإدارة أكثر من 600 تأشيرة طلابية دولية (الطلبة الأجانب)، غالبًا دون سابق إنذار أو مبرر واضح، مُشيرةً إلى مخاوف بشأن معاداة السامية والأمن القومي.
وبحسب تقارير عدة، تعتمد وزارة الأميركية على منظمة بيطار الإسرائيلية، ووهي منظمة بالغة العنصرية ، والعداء للعرب والمسلمين، خاصة الفلسطينيين الأميركيين، لدرجة أن منظمة “مكافحة التشهير”، الصهيونية، والتي تعتبر نفسها من أهم المدافعين عن إسرائيل، اعتبرت “بيطار” حركة عنصرية توثر الكراهية في الولايات المتحدة. كذلك منظمة “كناري ميشون” التي تتجسس على أنصار القضية الفلسطينية في أمريكا، ومنظمة ثالثة تمولها الإسرائيلية الأميركية الثرية، ميريام آدلسون، التي يقال أنها تبرعت بأكثر من 100 مليون دولار لحملة ترمب الانتخابية العام الماضي.
وتُعدّ هذه الإجراءات جزءًا من جهد فيدرالي أوسع نطاقًا يؤثر على العديد من المؤسسات. وقد أطلقت وزارة التعليم تحقيقات في 60 جامعة بتهمة التمييز المُعادي للسامية، وجُمّد التمويل الفيدرالي لجامعات مثل كورنيل ونورث ويسترن.
يشار إلى أن السيناتور بيرني ساندرز، ردا على اعتقال الطالب الفلسطيني من جامعة كولومبيا في ولايته، إن “محسن مهداوي من وايت ريفر جانكشن، فيرمونت، احتُجز بشكل غير قانوني من قِبل إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) خلال ما كان يُفترض أن يكون الخطوة الأخيرة في إجراءات منحه الجنسية. يجب توفير الإجراءات القانونية الواجبة للسيد مهداوي، المقيم القانوني في الولايات المتحدة، والإفراج عنه فورًا”.
كما أصدر زميل ساندرز من فيرمونت، السيناتور بيتر ويلش، مطلبًا مماثلًا. “في وقت سابق من اليوم، دخل محسن مهداوي من وايت ريفر جانكشن، فيرمونت، مكتب الهجرة لما كان يُفترض أن يكون الخطوة الأخيرة في إجراءات منحه الجنسية، وبدلًا من ذلك، اعتُقل واقتيد مكبل اليدين من قِبل أشخاص مسلحين بملابس مدنية ووجوههم مغطاة. ورفض هؤلاء الأشخاص تقديم أي معلومات عن مكان اقتياده أو ما سيحل به”.