مسؤولو الأمم المتحدة يحذرون من ظروف لا توصف في غزة وتحمل الأطفال وطأتها

17 يوليو 2025آخر تحديث :
مسؤولو الأمم المتحدة يحذرون من ظروف لا توصف في غزة وتحمل الأطفال وطأتها

قال توم فليتشر، منسق الإغاثة الطارئة فيالأمم المتحدة، في جلسة طارئة لمجلس أمن الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، بأنه لم يعدهناك “مفردات” كافية لوصف الأوضاع على الأرض.

وانعقدت جلسة مجلسالأمن الطارئة بطلب من المملكة المتحدة وسلوفينيا واليونان والدنمارك، لبحثالتدهور الإنساني في الأراضي الفلسطينية،

وقال فليتشر: “ينفد الغذاء. ويواجه منيسعون إليه خطر التعرض لإطلاق النار. يموت الناس وهم يحاولون إطعام أسرهم. تستقبلالمستشفيات الميدانية جثث القتلى، ويستمع العاملون في المجال الطبي إلى قصص مباشرةمن المصابين – يومًا بعد يوم”.

وأشار إلى أن معدلات الجوع بين الأطفال بلغتأعلى مستوياتها في حزيران الماضي، حيث شُخِّص أكثر من 5800 فتاة وفتى بسوء التغذيةالحاد.

وأضاف: “في الأسبوع الماضي، وفي خضمأزمة الجوع هذه، قُتل أطفال ونساء في غارة جوية أثناء انتظارهم المكملات الغذائيةلإبقائهم على قيد الحياة”.

وأفاد فليتشر أن النظام الصحي في غزة”مُدمر” وأن 17 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى و63 مركزًا للرعاية الصحيةالأولية من أصل 170 تعمل جزئيًا؛ ويعني النقص أن ما يصل إلى خمسة أطفال يتشاركونحاضنة واحدة (incubator) . كما لفت إلى أن 80%من منشآت المياه والصرف الصحي تقع ضمن مناطق عسكرية أو خاضعة لأوامر إخلاء، مايجعلها خارج متناول السكان.

وأشار فليتشر إلى أنه بين 19 أيار و14 تموز،دخلت 1633 شاحنة مساعدات فقط إلى غزة وهو عدد أقل بكثير من متوسط 630 شاحنة التيكانت تدخل القطاع يوميا في فترة الهدنة التي استمرت من 19 كانون الثاني و 2 آذارالماضي . 

ووصف فليتشر حجم التحديات التي تواجه نقل شيءبسيط ككيس الدقيق إلى غزة، مشيرا إلى طبقات متعددة من الموافقات التي تطلبهاإسرائيل، والمسح الضوئي، وإعادة التحميل، وعمليات التسليم المتعددة، والطرقالمتضررة، والتأخير في نقاط الاحتجاز، وانعدام الأمن، والمدنيين اليائسين الذينينتزعون الإمدادات من الشاحنات.

أما على صعيد الوقود، فأكد أن إسرائيل سمحت بدخولشاحنتين فقط يوميًا، لأول مرة منذ 130 يومًا، وهو ما يمثل جزءًا ضئيلًا منالاحتياج اليومي، مع استمرار حظر دخول البنزين الذي يشغّل سيارات الإسعاف.

فصل دراسي مليء بالأطفال، يُفقد كل يوم.

بدورها، أبلغت المديرة التنفيذية لليونيسف،كاثرين راسل، السفراء أن متوسط عدد الأطفال الذين يُقتلون في غزة يوميًا هو 28طفلًا – “أي ما يعادل فصلًا دراسيًا كاملًا”. على مدار الواحد والعشرينشهرًا الماضية، قُتل أكثر من 17,000 طفل وجُرح 33,000 آخرين في جميع أنحاء غزة.وقالت إن العديد من هؤلاء الأطفال أصيبوا “بينما كانوا يصطفون للحصول علىمساعدات إنسانية منقذة للحياة – وهو دليل آخر على أنه لا يوجد مكان آمن للمدنيينفي أي مكان في غزة”. وأضافت: “الأطفال ليسوا فاعلين سياسيين. إنهم لايبدؤون الصراعات، وهم عاجزون عن إيقافها. لكنهم يعانون بشدة، ويتساءلون لماذاخذلهم العالم”.

وأضافت راسل أن 70% من الأدوية الأساسية نفدت،وتضرر نصف المعدات الطبية، والنساء الحوامل يلدن دون رعاية، والنساء والفتياتيُديرن دورتهن الشهرية دون إمدادات أساسية. في غضون ذلك، تراجعت قدرة إنتاج المياهبشكل حاد، مما جعل القطاع بأكمله (95%) يواجه انعدام الأمن المائي.

وقالت راسل: “مع تزايد صعوبة الوصول إلىالمياه النظيفة، لا يملك الأطفال خيارًا سوى شرب المياه الملوثة”، مشيرةً إلىأن هذا يزيد من خطر تفشي الأمراض.

وحثّ المسؤولان المجلس على توفير وصول إنسانيفوري وآمن ومستدام ومنزوع السلاح عبر جميع المعابر المتاحة، وضمان تدفق منتظمللوقود، وحماية المدنيين في نقاط التوزيع، وإعادة تشغيل خط أنابيب المساعدات الذيتقوده الأمم المتحدة والذي عمل لفترة وجيزة خلال فترات توقف سابقة للقتال.

كما كرروا دعوة الأمم المتحدة للإفراج الفوريوغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة، ودعوا جميع الأطراف – بما في ذلكحماس والجماعات المسلحة الأخرى – إلى احترام القانون الإنساني الدولي.

وطلب فليتشر من مجلس الأمن تقييم ما إذا كانتإسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، تفي بالتزاماتها بضمان وصول الإمدادات الغذائيةوالطبية إلى المدنيين.

وقال: “نحن نحمل جميع الأطراف معاييرالقانون الدولي في هذا الصراع. لسنا مضطرين للاختيار – بل يجب ألا نختار – بينالمطالبة بإنهاء تجويع المدنيين في غزة والمطالبة بالإفراج غير المشروط عن جميعالرهائن”.

بدوره ، قال نائب المراقب الدائم لدولةفلسطين لدى الأمم المتحدة، ماجد بامية، إن إسرائيل تقتل يوميًا نحو 100 فلسطيني فيغزة، مستخدمة التجويع والتعطيش كسلاح حرب ضد مليوني إنسان، بينهم مليون طفل مهددونبالجوع والتشريد والموت. وقدّر عدد الأطفال الذين استشهدوا حتى الآن بأكثر منخمسين ألفًا، مضيفًا: “الأطفال يُقتلون وهم يبحثون عن الطعام أو الماء”.

وتساءل : “هل بات العالم معتادًا علىقتل الفلسطينيين حتى لم يعد يرى فيهم سوى أرقام؟ الفلسطيني في غزة يُقتل إن بحث عنالطعام أو لم يبحث، إن قصد المستشفى أو لم يقصد، فكل الطرق في غزة تؤدي إلى الموت.يجب أن نفتح ممرًا للإنقاذ”.