للعام الثالث بلا دراسة.. “إبادة تعليمية” إسرائيلية لطلاب غزة

3 سبتمبر 2025آخر تحديث :
للعام الثالث بلا دراسة.. “إبادة تعليمية” إسرائيلية لطلاب غزة

تشهد معظم دول العالم هذه الأيام بداية العام الدراسي الجديد، بينما تحرم حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 طلاب وطالبات قطاع غزة من التعليم للعام الثالث على التوالي.

أضحت مدارس غزة بلا مقاعد دراسة ولا صفوف مدرسية، وتحولت إلى مراكز لإيواء نازحين قسريا أو أكوام من ركام، ما تسبب في حرمان نحو 785 ألف طالب وطالبة من التعليم.

الاحتلال الإسرائيلي يحرم للعام الثالث على التوالي نحو 785 ألف طالب وطالبة من الدراسة.

الطفلة جوري مهنا (9 أعوام) من مدينة غزة تحتفظ بعلبة أقلام ملونة في حقيبتها الصغيرة، رغم أنها لم تستخدمها منذ أكثر من عامين. تقلب جوري صفحات دفتر قديم، وترسم أحلامها بعودة الحياة إلى مقاعد الدراسة.

بينما تجلس بجانب والدتها، قالت: ‘أشتاق لمدرستي وصديقاتي.. أريد أن أكتب على اللوح من جديد’. تحاول والدتها تعويض هذا الانقطاع عبر تسجيل ابنتها في منظومة تعليم إلكتروني أطلقتها وزارة التربية والتعليم في غزة.

لكنها تصطدم بواقع قاسٍ يتمثل في النزوح القسري المتكرر وانقطاع الكهرباء وضعف الإنترنت، تحت وطأة قصف إسرائيلي مستمر ضمن حرب الإبادة.

في 13 أغسطس/ آب الماضي، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘أونروا’ إن مليون طفل بغزة محرومون من التعليم، ويعانون من صدمة نفسية عميقة.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 63 ألفا و633 قتيلا، و160 ألفا و914 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين.

ولا يقتصر الحرمان من التعليم على الأطفال فقط، بل يمتد ليشمل الطلاب كافة في مراحلهم الدراسية الابتدائية والثانوية والجامعية.

محمود أبو دف (18 عاما) كان على وشك إكمال مرحلة الدراسة الثانوية والالتحاق بالتعليم الجامعي، لكن الحرب الإسرائيلية دمرت حياته الدراسية كليا.

مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة قال إن ‘الاحتلال الإسرائيلي يحرم للعام الثالث على التوالي نحو 785 ألف طالب وطالبة من الدراسة’.

وأضاف: ‘كما يحرم 25 ألف معلم من حقهم الأساسي في التعليم، في جريمة ممنهجة يرقى أثرها إلى إبادة ثقافية وتعليمية’.

الثوابتة عزا الوضع الراهن إلى التدمير الواسع الذي طال البنية التحتية التعليمية بفعل العدوان المتواصل.

وأضاف أن الأضرار المادية طالت أكثر من 95 بالمئة من مدارس قطاع غزة، فيما تحتاج أكثر من 90 بالمئة من المباني المدرسية إلى إعادة بناء أو إعادة تأهيل شامل.

وأفاد باستهداف إسرائيل بشكل مباشر 662 مبنى مدرسيا، أي ما يقارب 80 بالمئة من إجمالي المدارس.

بينما صُنفت 116 مدرسة أخرى متضررة، وهو ما أدى إلى حرمان نحو 140 ألف طالب إضافي من الالتحاق بمقاعد الدراسة.

وزاد بأن الحرب الإسرائيلية دمرت 163 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية كليا، و388 مؤسسة أخرى جزئيا.

وأكد أن هذه الممارسات تمثل ‘انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، واتفاقية حقوق الطفل، التي تضمن الحق في التعليم والحماية في أوقات النزاع’.

الثوابتة شدد على أن ما يجري في غزة ليس مجرد أضرار جانبية للحرب، بل ‘تدمير متعمد للركائز الأساسية للحياة المدنية’.