بين إشادة ترامب وإدانة السلطة.. إعدامات حماس تثير الجدل

15 أكتوبر 2025آخر تحديث :
بين إشادة ترامب وإدانة السلطة.. إعدامات حماس تثير الجدل

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى بيان الرئاسة الفلسطينية حول ملاحقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملاء إسرائيل في غزة والقضاء عليهم عبر إعدامات ميدانية، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

وخلال اجتماع ترامب في البيت الأبيض مع نظيره الأرجنتيني خافيير ميلي أمس الثلاثاء، أجاب الرئيس الأميركي على سؤال بشأن إعدام حركة حماس مجموعة من العملاء لإسرائيل في قطاع غزة.

وقال ترامب “لقد أخرجوا اثنتين من العصابات التي كانت سيئة للغاية، لقد أخرجوهم وقتلوا عددا من أعضاء العصابة. لم يزعجني ذلك كثيرا، لأكون صادقا معك. لا بأس بذلك. اثنتان من العصابات السيئة جدا”.

في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن الرئاسة الفلسطينية بيانا أدانت فيه بأشد العبارات “ما أقدمت عليه حركة حماس في الأيام الأخيرة من عمليات إعدام ميدانية استهدفت عشرات المواطنين في قطاع غزة خارج نطاق القانون ودون أي محاكمات عادلة”.

ووصف البيان هذه العمليات بأنها “جرائم بشعة ومرفوضة تحت أي مبرر”، مشددة على أن “ما حدث يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وتعديا خطيرا على مبدأ سيادة القانون، ويعكس إصرار الحركة على فرض سلطتها بالقوة والإرهاب، في وقت يعاني فيه أبناء الشعب الفلسطيني في غزة من آثار الحرب والدمار والحصار”.

وأثار هذا التباين الملحوظ في تصريحات ترامب والرئاسة الفلسطينية استغراب الجمهور على منصات التواصل، حيث قال مغردون “العجب العجاب.. اقرأ بنفسك الفرق بين رد السلطة وتعليق ترامب على عمليات التطهير لأوكار العملاء والمجرمين وقطاع الطرق.. ما تعليقكم؟”.

وفي تعليقهم على تصريح ترامب، قال ناشطون إن هذا التصريح يسقط كل محاولات تبييض صورة الاحتلال ووصم المقاومة بالإرهاب.

وأضافوا أنه “باعتراف ترامب بأن حماس تقضي على (عصابات سيئة جدا)، أين تكمن المشكلة إذا؟ هل أصبح الدفاع عن النفس ومقاومة المحتل جريمة؟ إنه النفاق الغربي في أوضح صوره”.

وأشار آخرون إلى أن ما أزعج السلطة لم يكن إبادة غزة، بل محاسبة عصابة أوجعت الناس وجوّعتهم، بالمقابل لم تعترض السلطة على المجازر بحق المدنيين في القطاع.

في حين رأى البعض أن ما يحدث في فلسطين، سواء في قطاع غزة أو غيرها، لا يزعج ترامب، لكنه مضطر للقيام بما يفعله الآن لأنه لا يستطيع مواجهة الإجماع الدولي الداعم لحق قيام الدولة الفلسطينية.

كما أشار ناشطون إلى أن ترامب يميل للأقوياء ولفرض السيطرة؛ فهو لا يرى أن حماس تتعامل مع الخائنين والمتعاونين مع إسرائيل، بل يراها تفرض سيطرتها وتتخلص بقوة من أعدائها، وهي صفات يقدرها بغض النظر عن الفاعل.

واتجه بعض المغردين إلى إسقاط موقف ترامب على الشأن الداخلي الأميركي، معتبرين أن مديحه ليس حبا في حماس، بل تبريرا لما يطمح إليه للتقليل من معدلات الجريمة في الولايات المتحدة.

ما حدث يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وتعديا خطيرا على مبدأ سيادة القانون.