الكاتب فراس عبيد …التاريخ أعجوبة من أعاجيب الحياة، وسرّ من أسرار الوجود! فبين ليلة وضحاها انقلبت حقائق ومفاهيم، ومعادلات ومحاور، وآلام ومشاعر، رأسا على عقب، بعد أن كانت راسخة لعشرات السنوات. هذا بالضبط ما فعله الشعب الفلسطيني العظيم منطلِقا هذه المرة من جغرافية فلسطينية عبقرية اسمها غزه، بعد أن أعد العدة طويلا لمواجهة أسطورية مع الظلم. فاليوم..! يعيش الفلسطيني في فلسطين، ويعيش الإنسان الحر في كل بقاع العالم، مشاعر انتصار حقيقية، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني. ولَكَم.. طال انتظار هذه الموجة الجبارة من الانتصار، بعد مسلسل طويل من الهزائم والانكسارات والذل والخوف واللا أمل. اليوم اليوم.. أعادت فلسطين مرة أخرى التأكيد على كونها قلب العالم، من خلال قدرتها على استنفار العالم أجمع وشطره إلى شطرين معها أم ضدها، فيا لها من مدهشة هذه الأرض، ألم يباركها الله ويجعلها أرضا لأنبيائه ولرسالاته دون أراضي العالمين! أما كيف استطاعت فلسطين أن تفعل ذلك فالروح تجيبنا.. الروح بطبيعتها النورانية لا تطيق الظلم! الروح كلما سَمَت ورَقّت تصبح شديدة الحساسية الظلم! فما حال الروح وهي تشهد انتهاك حُرَم الدم والروح والخليقة في غزه؟ إن الروح تئن، وترفض المذبحة، وتسأل عن منقذ للأرواح المغدورة في أرض فلسطين؟ يا ألله كم كانت ولم تزل تلك الروح تبكي بدموع من نور! يا ألله كم كانت غزه ولم تزل تدين عصرا كاملا للإنسانية على الكوكب الأرضي! غزه.. شاهد على مأزق الإنسانية المعاصرة. فعندما يستباح الدم، تصبح تجربة الروح في الأرض مهددة. إنّ الخطيئة الكبرى هي استباحة الدم، فالدم هو السائل المقدس الذي تسبح فيه الروح. وفي قوانين الوجود الأزلية، سيدفع الخاطئون والمتآمرون ثمن استباحتهم للدم، ولو في قادم من الزمن. فلسطين.. هذا البلد الصغير مساحة، الكبير دَورا، هي مركز العالم، فها هي تقسم هذا العالم بأسره الى قسمين، قسمين لا يلتقيان! هذه البلد المباركة فيها قَدَر البشرية!! new antidepressants on the market.