حديث القدس
من المفترض أن يكون العالم قد احتفل أمس باليوم العالمي للسلام الذي أقرته الامم المتحدة عام ١٩٨١ ليكون يوماً تتوقف فيه الحروب وأطماع بعض الدول في خيرات شعوب ودول اخرى كالذي يجري حالياً، حيث هناك مطامع دول غربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة في مواصلة هيمنتها على ثروات العالم العربي، خاصة الثروة النفطية التي تسيّر اقتصاد العديد من هذه الدول.
وأطماع الدول الغربية في الثروات العربية ليست بجديدة، فهي تسيطر على الكثير من هذه الثروات إما من خلال أنظمة موالية لها في المنطقة، أو من خلال دولة الاحتلال التي اخترقت العديد من الاسواق العربية، سواء من خلال عمليات التطبيق القائمة على قدم وساق سواء العلنية منها أو غير العلنية.
وها هي الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تعمل على السيطرة على البترول الليبي وكذلك البترول الذي اكتشف في مناطق سورية، حيث ترابط قوات امريكية هناك، الى جانب احتكار العديد من الشركات الغربية لاستخراج البترول من عدة دول عربية وتقوم بتوريده للدول الغربية على شكل مواد خام ليعود للدول العربية مصنعاً وبأسعار باهظة.
وبالعودة الى اليوم العالمي للسلام، فإن الذي يجري على أرض الواقع مخالف تماماً لما اعتمدته الامم المتحدة من اجل عالم خال من الحروب التي تستنزف الدول والشعوب من كافة الجوانب، فعلى الصعيد الفلسطيني، فإن دولة الاحتلال الاسرائيلي المدعومة اميركياً، ترفض قرارات الامم المتحدة بشأن حقوق شعبنا الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما ان دولة الاحتلال ومن خلال جيشها وقطعان مستوطنيها يمارسون ضد شعبنا وأرضه ومقدساته أبشع الممارسات التي ارتقت وترتقي لمستوى جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي ومحكمة جرائم الحرب في لاهاي.
والى جانب ذلك تفرض حصاراً على قطاع غزة منذ حوالي ١٤ عاماً أمام مرآى ومسمع العالم أجمع، بالاضافة الى الحروب العدوانية التي شنتها على غزة هاشم، وكذلك قصفها لمواقع في القطاع بين الفينة والاخرى. وكل هذه الانتهاكات التي يندى لها جبين الانسانية تجري بدعم اميركي، وعدم مقدرة الامم المتحدة على اتخاذ أي اجراءات عقابية ضد دولة الاحتلال بسبب الفيتو الاميركي الذي ينتظر أي ادانة لدولة الاحتلال على انتهاكاتها ووضع منطقة الشرق الاوسط برمتها على برميل من البارود يمكن ان ينفجر في أي لحظة.
وهناك ايضاً الاعتداءات الاحتلالية على سوريا ولبنان، والتهديدات بتدمير لبنان واعادتها مئة عام الى الوراء، وغير ذلك الكثير الكثير من الاعتداءات المدعومة اميركياً.
هذا على الجانب الفلسطيني والعربي، أما على صعيد العالم فهناك الحروب التي تديرها اميركا سواء الحروب العسكرية أو الحرب الباردة التي تعمل على اعادتها ولكن هذه المرة ضد الصين الشعبية، وفرض العقوبات على ايران وغيرها من الدول الاخرى، الأمر الذي يبعد العالم عن السلام المنشود ويجعل العالم في حالة من القلق وفي حروب قد لا تنتهي، اذا ما واصلت اميركا ومعها دولة الاحتلال انتهاكاتهما ومنع أي استقرار وأمن وسلام في العالم.
فأين شعبنا والعالم من يوم السلام العالمي الذي تم اقراره منذ حوالي ٤٠ عاماً؟؟!