purchase synthroid. قال غبطة البطريرك فؤاد طوال بطريرك اللاتين في القدس وسائر الارض المقدسة: “سفكُ الدماء البريئة هو أمر لا إنساني مهما كان مصدره: دولة أو جماعة أو أفرادا، وإبقاء شعب في الخوف وعدم الأمان هو أمر لا إنساني، وفرض الإحتلال على شعب هو أمر لا إنساني، ومنع المؤمنين من الوصول لأماكن العبادة هو أيضا أمر لا إنساني”.
جاءت أقوال البطريرك طوال في عظة الميلاد المجيد اثناء ترؤسه قداس منتصف الليل الذي اقيم في كنيسة كاترينا الرعوية للاتين داخل كنيسة المهد منتصف هذه الليلة (الاربعاء/الخميس) بحضور الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، ونضال القطامين، وزير السياحة الاردني، ومحمد مساعدة امين عام وزارة الخارجية الاردني، وعبد الله ناصر سلطان العامري سفير الامارات في الاردن، وحشد كبير من المسؤولين الفلسطينيين وممثلي وقناصل عدة دول اجنبية.
وجاء في كلمة البطريرك طوال: “أمام سر تجسد كلمة الله الأزلي، الذي صار إنساناً وسكن بيننا، نريد أن نفكّر في وضعنا الإنساني في هذا البلد الذي هو محط أنظار العالم كله، ومحَجُّ الملايين القادمين، ليلتقوا الله في أماكن وحيه وفي جماعاتنا البشرية، القائمة حول الأماكن المقدسة، والتي أصبحت جزءاً من سر الله فيها”.
واضاف: “في هذه الأرض المقدسة جمع الله المؤمنين من الديانات الثلاث، ودعاهم إلى العيش معاً. ولن تُبدِّل أية قوة بشرية تاريخاً بدأه الله في هذه الأرض. فمصير المؤمنين، يهوداً كانوا أو مسلمين أومسيحيين أو دروزا، هو أن يعيشوا معاً باحترام متبادل. ومن ثمّ فإن الحائط الفاصل، بالإضافة إلى ما يُلحق من أضرار مادية ببيوت الناس وحتى ببعض بيوت العبادة، فإنه يناقض طبيعة أرض الله هذه، وطبيعة كِلا الشعبين المدعُوَّيْن إلى العيش معاً بتناغم وسلام”.
وقال: “منذ أربعة أشهر عشنا حرباً في غزة كانت نتيجتها الالاف من الضحايا. هدمت البيوت والمؤسسات. وحتى لو تم إعادة الإعمار، فمن يبني من جديد نفسية أطفال مصدومين عاشوا في حياتهم ثلاثة حروب مُتتالية، ورأوا الأهل وأفراد العائلة يُقتلون أمامهم؟ من يبني أُسراً تهدمت بيوتها، فأخذت من مدارس الأنروا مسكناً، ومن حمير غزّة وسائل نقل. ومن يُعيد آلاف القتلى ومن يشفي أضعافهم من الجرحى في النفس والجسد!! والأسوأ من هذا كلِّه، أن كلّ التضحيات ذهبت سُدى، ولم تبدّل شيئاً من معطيات القضية: فالشعب الإسرائيلي ما زال يعيش بين فكّي الخوف وانعدام الأمن، والشعب الفلسطيني ما زال يطالب بأرضه وحريته بثمن عال. والسور الفاصل لم ولن يمنح لا أمناً ولا سلاماً، إذ كل حوادث القتل والعنف في الأشهر الأخيرة قد تمت داخل الجدران وليس وراء الجدران”.
ووجه غبطته نداءين عاجلين للعالم الأول هو مناشدة لإعادة إعمار غزة ولتحسين الأوضاع الإنسانية فيها. فحياة الناس مازالت تتراجع. وبدأت أنظار الرأي العام العالمي تتجه نحو أولويات أخرى في الشرق الأوسط، وكادت قضية غزة تصبح نسيا منسيًّا. والنداء الثاني ذو طابع إنساني كذلك ويتعلّق بوادي كريمزان حيث يخشى الأهالي بأَن يبتلع الجدار أراضيهم فيصعب أو حتى يستحيل عليهم الوصول إليها. والأمر يقلق بال 58 عائلة من بيت جالا ويدّمر الرسالة التي لا زال الرهبان والراهبات يعيشونها.
وقال: “باسم العدل والأخلاق والإنسانيّة أناشد المسؤولين السياسيين والحقوقيين أن يوقفوا تقدم الجدار”، مستذكرا موقف قداسة البابا فرنسيس في حجه الاخير الى بيت لحم قي ايار الماضي حينما وقف أمام الحائط الفاصل بين بيت لحم والقدس، واتكأ عليه وصلّى. “وكم كان بودّه أن يُزيحه بكتفه وأن يُلغي معه جدران الكراهية والخوف، والعَمى السياسي ومحاولةَ إقصاء الآخر”. مشيرا الى ان “العالم قد نسي خطابات قداسته أثناء وجوده بيننا، ولكنه لن ينسى وِقفته أمام الجدار. البابا فرنسيس يريد ونريد جسوراً تجمعنا وتوحدنا، فتتشابك الأيدي لعمل الخير، وإذا كانت الحرب تستلزم شجاعة وعناداً وتصميماً، فالسلام يتطلب شجاعة أكثر، وتصميماً أكثر، وعناداً قد يصل إلى حدّ الشهادة”.
البطريرك طوال لدى وصوله بيت لحم عبر الجدران الاسرائيلية التي تلف مهد المسيح
البطريرك طوال لدى وصوله بيت لحم عبر الجدران الاسرائيلية التي تلف مهد المسيح
وقال: “نقرأ في الكتاب المقدس أن القديس يوسف والعذراء مريم، لم يجدا مكاناً في الناحيةِ فالتجآ إلى مغارة بيت لحم، حيث ولد الطفل ولفته أمه مريم وأضجعته في مذود. كنّا في الماضي نحزن ونشفق على طفلنا رسول السلام، لأنه ولد في مغارة، وأصبحنا اليوم نحسده على المغارة ودفئها وأمنها. آلاف الأطفال من العراق وسوريا يحسدون الطفل، فلا مغارة تحميهم من شر الحرب والمحاربين ولا مخيمات تكفيهم”.
وقال: نصلّي في هذه الليلة:
– يا طفل بيت لحم، يا من أرهب في ميلاده الملك هيرودس الظالم، حطّم بمحبتك وطفولتك كبرياء وعجرفة بعض الناس.
– يا طفل بيت لحم، بحق ذكرى ميلادك، أرجع إلينا معنى الطفولة والوداعة والمسامحة.
– يا طفل بيت لحم، لقد تعبنا من أوضاعنا وأتعبنا الناس معنا، أسمعنا من جديد صوتك الحنون ووعدك الأمين: لا تخافوا. أنا معكم إلى منتهى الدهر”.
وقال: “أيها الإخوة والأخوات، لنُصلِ هذه الليلة من أجل السلام في أرضنا. من أجل الرئيس محمود عباس، ومن أجل جلالة الملك عبد الله وكل رؤساء الدول، ليمكنهم الله من صنع السلام وضمان حرية وازدهار شعوبهم. لنُصلِّ من أجل جميع الأسرى السياسيين والمنسيين في السجون. لنُصلِّ من أجل سكان المخيمات الكثيرة المزروعة في بلادنا. لنُصل ِلبعضنا البعض”.