استشهد، صباح أمس، الشاب سليمان عادل شاهين (22 عاماً) من مدينة البيرة، عقب إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز زعترة جنوب نابلس تحت ذريعة تنفيذه عملية دهس على الحاجز نفسه، أصاب خلالها ثلاثة مستوطنين. وقالت مصادر أمنية: إن قوات الاحتلال أطلقت النار على الشاب عند الحاجز، الأمر الذي أدى إلى استشهاده. ووفقاً لما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الشاب تم إطلاق النار عليه، بحجة محاولة دهس عدد من المستوطنين على الحاجز المذكور. وذكرت وزارة الصحة أنه باستشهاد الشاب شاهين ترتفع حصيلة الشهداء، منذ بداية الأحداث في الثالث من تشرين الأول الماضي وحتى صباح أمس، إلى 79 شهيداً، بينهم 17 طفلاً وثلاث سيدات. وفي الوقت نفسه، نجا ثلاثة صحافيين، أمس، من محاولة دهس من قبل مستوطن، خلال تواجدهم قرب حاجز “زعترة”، جنوب نابلس. كما اعتدى مستوطنون، أمس، على المواطنين ومركباتهم بالحجارة، على الطريق الواصلة بين نابلس وقلقيلية جنوب نابلس. من جهته، لا يزال عادل شاهين، والد الشهيد سليمان غير مصدق نبأ استشهاد ابنه. فالشاب سليمان، والذي يعمل على بسطة في سوق البيرة الشعبي “الحسبة”، خرج صباحاً بعد أن ودّع زوجته، وطفلته الوحيدة “فلسطين” (عام واحد)، وتوجه نحو نابلس، ولم يكن أحد يعلم طريقه، بل كانوا يظنون أنه في طريقه إلى عمله. الوالد المكلوم، قال: “إن ابنه سليمان شاب مكافح، شق طريقه في العمل وتزوج قبل عامين تقريباً، ولديه طفلة رضيعة”. أما شقيق الشهيد الأصغر خضر شاهين، فأكد أن شقيقه سليمان خرج صباحاً إلى نابلس لشراء بضاعة لبسطته، قبل أن تعلم العائلة لاحقاً أنه استشهد برصاص جنود الاحتلال على حاجز زعترة. وقال صديق الشهيد، وسام عليان: إنه كان برفقة سليمان، ليلة أول من أمس، وطلب منه الاهتمام بنفسه، والاهتمام بابنته الوحيدة فلسطين، مؤكداً أن سليمان كان دائم التواجد في حي البالوع شمال البيرة في المواجهات مع قوات الاحتلال. وفي بيت لحم، أصيبت الفتاة حلوة محمد عليان حمامرة (22 عاماً) من بلدة حوسان، في الريف الغربي، أمس، بجراح خطيرة، برصاص الاحتلال على مدخل مستوطنة “بيتار عليت” المقامة على أراضي بلدات حوسان ونحالين وواد فوكين. وادعت مصادر عبرية بأن الفتاة حمامرة حاولت طعن أحد عناصر أمن المستوطنة، الذي أصيب بجراح وصفت بالطفيفة. وأشارت المصادر العبرية إلى أن رئيس بلدية مستوطنة “بيتار عيليت” وقائد الجيش الإسرائيلي في المنطقة قررا إخراج كافة العمال الفلسطينيين من داخل المستوطنة فور وقوع العملية، مشيرة إلى أن هذا القرار سيستمر حتى صدور إعلان جديد. وذكرت مصادر محلية أن الفتاة حمامرة أصيبت برصاص أحد عناصر الأمن في مستوطنة بيتار، وقد منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى الفتاة. وقال رئيس مجلس قروي حوسان حسن حمامرة: إن “الفتاة كانت في طريقها لقطف الزيتون من أرض عائلتها القريبة من المستوطنة، حين أطلق جنود الاحتلال النار عليها. وفي تطور لاحق، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق خلال المواجهات التي اندلعت، في بلدة حوسان، بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال. وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال أطلقت الغاز المسيل للدموع اتجاه عشرات الشبان الذين رشقوها بالحجارة، إثر إطلاق الرصاص على الفتاة حمامرة، وأسفرت المواجهات عن إصابة العديد من الشبان بحالات اختناق. وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر ببيت لحم محمد عوض بأن المواجهات أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز، وعولجوا ميدانياً. وفي غرب طولكرم، أصيب ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي و15 آخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وصلت لمشفى ثابت ثابت الحكومي، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع عولجت ميدانياً، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال. ومساء أمس، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب مجد صالحية (24 عاماً) من مدينة البيرة. وأفاد شهود عيان، بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البيرة وسيرت آلياتها بالقرب من بيت عزاء الشهيد سليمان شاهين، وقامت باعتقال الشاب صالحية. من جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال خلال حملة مداهمات شنتها، الليلة قبل الماضية وفجر أمس، في محافظات الضفة والقدس 27 مواطناً.
محليات