buy misoprostol online usa. بقلم : عامر حجازي
نظراً لما نمر به من أحداث وإكراماً للشهداء الأبرار الذين روّوا بدمائهم تراب الوطن, فإن الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد ستقتصر على الفعاليات الدينية والوطنية وستقرع أجراس الكنائس في فلسطين بعد إنارة شجرة بيت لحم التي ستلبس ثوب العيد والحزن بداخلها ، وبداخل كل فلسطيني ، فمنذ مجيئ المسيح عليه السلام قبل الفي عام ونيف في مغارة المهد ، لم نعرف معنى السلام بدءً من قتل الاف الاطفال على يد هيرودس ورحلة عذاب المسيح صاحب السلام حتى الرصاصة التي استقرت في تمثال السيدة العذراء في كنيسة المهد أثناء محاصرتها وحرب غزة وطعم المُر الذي نذوقه يومياً، هذا القتل ليس جديدا علينا ولن ينتهي فوج الشهداء وسيّظل صرح بطولاتهم وايمانهم في هذه الارض .
مازحت صديق عندما قال لي: يا أخي هالشباب صارت تترك البلد وتهاجر شو الحل قلت له : بما ان كل قضايانا عند مجلس الامن سنرفع نحن شكوى ضدكم لوقف سيل هجرتكم وسنناشد العالم لوقفها لأنكم جزء من نسيج الوطن الجريح، تدعمون المقاومة كما نحن وتسيل دماءكم كما دمائنا وبيوتكم وكنائسكم ملاجئ بعد ان هُدمت بيوتنا ومساجدنا .
وانا لا احب ان اتحدث بهذه اللغة “هم ونحن ” ولكن كثرت الفتاوي و المقالات و التحليلات حول انارة شجرة الميلاد و إحتفالات المسيحيين بأعيادهم حتى ان البعض صنع لهم هويةً جديدة معادية لمحيطهم سلخهم من جذورهم الاصلية التي لطالما كانوا جزءاً منها ، إنشقاق وتفكير بائس لدى البعض ، وكأن المسيحيين لديهم الحياة الفضلى والنعيم في وطن أخر وان الإحتلال يمنحهم على الحواجز صحكوك الغفران يعبرون من خلالها الى العالم .
وبما ان الاحتلال وداعش وجهان لعملة واحدة فإننا نتذكر ما حصل للمسيحيين في ليبيا وسوريا والعراق بعد أن ُهدمت كنائسهم وقطعت رؤوس رهبانهم فهم بحاجة لنا للوقوف الآن بجانبهم وأن نضيئ معاً وسوياً شجرة الميلاد ، شجرة الأمل في العيش والصمود والبقاء حتى النفس الأخير.
وليُدرك البعض تماما ان اسرائيل وخلال سنوات إحتلالها عملت جاهدة على تقديم كل الامتيازات للمسيحيين في فلسطين واخرها قانون التجنيد والذي قوبل بالرفض التام من كل الكنائس والطوائف وخرجت مسيرات منددة بهذا القرار وما هذه إلا شهادة صارخة على حقيقة الاحتلال وعنصريته وكما نشهد الان أمام أعيننا النزع التدريجي للصفة المسيحية والإسلامية عن القدس بسبب الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة الرامية إلى تدمير الطابع العربي للمدينة عن عمد في وقت يظهر فيه العالم الغربي وخصوصا الادارة الامريكية قبولا تاما دون حساسية مطلقة .
وستكون الاحتفالات بعيد الميلاد استراحة محارب نضمد جراحنا بالتكاتف نشحن رصيدنا من الامل والصمود نصنع ألعاباً علّها تترك بصيص من الفرح في عيون أطفال الشهداء الأعظم منا جميعا .