جورج حبش(حكيم الثورة) 1926 – 2008
كلمات في الذكرى السادسة لرحيله
بروح مفعمة بالأمل والتصميم على مواصلة النضال ضد السرطان الصهيوني في المنطقة وبإرادة القوي الذي لم يعرف الهزيمة، لعب د. جورج حبش دورا مركزيا مهما في حركة التحرر العربية المعاصرة عامة وفي حركة التحرير الفلسطينية على وجه الخصوص. كان صلبا وحكيما، قائدا فذا من طراز فريد، لم يخضع أو يستكين… لم يعرف الاستسلام، فهذا المصطلح كان غير موجود في تاريخ الحكيم، لقد كان المتألق دوماً في تحليله وتشخيصه، امتلك ناصية الحكمة والمعرفة بحكم تراكم الخبرة والتجربة… الحكيم حدد السلبيات والايجابيات ووصف العلاج للحالة الفلسطينية والعربية.
وبالرغم أن الحكيم عندما رحل كان يناهز السبعينات إلا انه كان يفكر بعقل شاب حيوي ومعطاء يمتاز بالصلابة والتصميم على تحقيق النصر. حدد الحكيم أن غياب الديمقراطية كان سببا من أسباب الهزيمة فلسطينيا وعربيا، وغيابها سبب التخلف الاجتماعي الذي يحيط بالأمة العربية. في نظر الحكيم الحل يكمن في ترسيخ وتطبيق الديمقراطية على الواقع ( الديمقراطية هي بوابة الحل ) الديمقراطية التي يعنيها جورج حبش ليست القادمة عبر البوابة االخارجية بل عبر الوعي العربي والإحساس العربي بأهمية إطلاق الحريات والإبداعات وطاقات الشعوب على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية وغيرها. الحل يكمن في يد الجماهير المطلقة العنان الطموحة الحرة.
الحل يكمن في يد الشباب المتمرد ايجابيا ضد الخنوع والذل .
وكانت الاصاله والحداثة في الحكيم تدلل على تفانية من اجل قضيته العادلة، رغم المعاناة كانت الإرادة والتصميم دوما هي الأقوى.
ومن هذا الفهم العميق لمشاكل الامة ومعاناتها قام بتأسيس حركة القوميين العرب مطلع الخمسينات. هذه الحركة التي لعبت دوراً بارزاً في إيقاظ المشاعر الوطنية والقومية في الوطن العربي، وكانت أساساً لحركات قومية ووطنية وتقدمية في الوطن العربي. وكان الدكتور جورج حبش قائداً لهذه الحركة منذ تأسيسها.
سيرة نضال
تخرج الدكتور حبش من كلية الطب في الجامعة الأمريكية/ بيروت في العام 1951، وعمل في الخمسينات في عمان كطبيب في مخيمات الأردن لمدة خمسة أعوام. في مطلع الخمسينات، وبعد ممارسة الطب لمدة خمسة أعوام، تفرغ كلياً للقضية الفلسطينية، وكرس حياته كلها لتحرير فلسطين، ولعب دوراً أساسياً في” تبني الثورة الفلسطينية للماركسية اللينينية”. أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كانون الأول(ديسمبر) 1967 بعد حرب الأيام الستة التي احتلت فيها إسرائيل بقية فلسطين. وكان أميناً عاماً للجنة المركزية للجبهة من العام 1967 وحتى العام 2000، حيث تنحى عن الأمانة العامة ليكون بذلك أول مسؤول فلسطيني يتنحى طوعاً عن موقع المسؤول الاول.
قائد ثوري وطني وقومي عربي. كرس حياته كلها ليس للقضية الفلسطينية فحسب، بل لعب دوراً أساسياً في النضال التحرري العربي. وكان لفروع حركة القوميين العرب دوراً واضحاً في العديد من الأقطار العربية، من لبنان و سوريا والعراق وليبيا والأردن وبلدان الخليج.
ولعب دورا مميزا من خلال حركة القوميين العرب في ثورة اليمن وتحريره من نير الاستعمار البريطاني. وكان الدكتور جورج حبش، كذلك قائداً ثورياً على الصعيد العالمي، حيث ناصر ودعم نضال الشعوب من أجل التحرر والاستقلال والحرية.