انطلقت في بيت لحم، مساء اليوم الجمعة، فعاليات مهرجان القدس التاسع للشعر والأدب والفنون، تحت رعاية وزارة الثقافة، بالتعاون مع مجموعة المنتدى الثقافي الإبداعي في المحافظة.
ويشارك في المهرجان، الذي سيستمر لثلاثة أيام، نخبة من الشعراء والأدباء من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي عام1948 والأردن، وأساتذة النقد الأدبي، وعدد من الأكاديميين والباحثين المهتمين بالشأن الثقافي بشكل عام.
ويتناول المهرجان عدة قضايا أدبية منها: القدس في عيون الأدب الفلسطيني، وبيت لحم عاصمة للثقافة العربية ما بين الرؤية السياسية والرؤية الثقافية، إضافة لنقاش المشهد الثقافي الفلسطيني وتوجهاته، يعقبها قراءات شعرية يقدمها الشعراء المشاركون.
كما سيتم تنظيم جولات سياحية للوفود المشاركة في المحافظة، تنظمها وزارتا السياحة والثقافة، والمنتدى الثقافي الإبداعي، بهدف التعرف على الأماكن السياحية والدينية والطبيعية التي تتميز بها محافظة بيت لحم.
وشدد وكيل وزارة الثقافة عبد الناصر صالح على أهمية هذا المهرجان في المشهد الثقافي الفلسطيني، لا سيما تركيزه على القدس التي تتعرض لهجمة استيطانية وتهويد، وخلق رواية إسرائيلية مزيفة حولها، وبالتالي هو فرصة لتسليط الضوء على كل هذه الممارسات بفعل الاحتلال من خلال الإبداع الثقافي والشعري والأدب المتمحور حول القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
وبين صالح أن الثقافة الفلسطينية شكلت رافعة للنضال الوطني الفلسطيني، ولعبت دورا كبيرا في صياغة الوعي والفكر الثوري وتعزيز الصمود، ‘فالمثقف الفلسطيني لعب دورا مهما في حركة النضال والمقاومة عبر إبداعه المتواصل، والمهرجان هو جزء من الحراك الوطني الرائد نحو القدس عبر تعزيز التواصل الثقافي الفلسطيني العربي في ظل الحصار الذي نعانيه’.
وقال: ‘هذا اللقاء الثقافي من شأنه إيصال رسالة شعبنا الثقافية والإبداعية للعالم، وحث المثقفين على توجيه إبداعاتهم نحو القدس لتعزيز البعد العربي لهذه المدينة وصمود أهلها’، داعيا وزراء الثقافة العرب إلى وضع القدس على سلم أولوياتهم في الوقت الحاضر والمستقبل.
من جانبه، أكد رئيس قسم التراث في مديرية الثقافة في بيت لحم زهير طميزة أهمية هذا المهرجان، الذي يعود بعد انقطاع لفترة، في إعادة إحياء المشهد الثقافي الفلسطيني، لا سيما في الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا، فهو فرصة حقيقية لنقاش العديد من القضايا الثقافية والخروج بتوصيات من شأنها إحداث نقلة في هذا الشأن، كما أنه يوحد الكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهذا واضح من خلال الحضور النوعي للوفود المشاركة.
وبين طميزة أن المهرجان سيوفر فرصة، إلى جانب النقاش والندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والموسيقية، للإطلاع والمعرفة على واقع محافظة بيت لحم من خلال الجولات السياحية لتعريف الوفود بالأماكن التراثية والسياحية والدينية.
بدوره، اعتبر الشاعر خالد جمعة أن هذا المهرجان يتمتع بميزة الخروج من المدن الرئيسية كرام الله والقدس، الأمر الذي من شأنه نشر الثقافة والشعر لأكبر عدد ممكن، للمساهمة في خلق جو ثقافي وتواصل أشمل.
ولفت جمعه إلى حالة التواصل التي خلقها هذا اللقاء ما بين الشعراء والمدارس والمناهج الشعرية والأدبية المختلفة، الأمر الذي يعكس حالة من الغنى في التجارب الشعرية والعلاقات عبر الإطلاع على تجارب الآخرين وخبراتهم في هذا الإطار.
واتفق الشاعر فارس سباعنة مع جمعة في أهمية هذا الحدث الثقافي للمشاركة والإطلاع على التجارب الشعرية والأدبية المتنوعة التي أنتجتها أيضا ظروف سياسية وجغرافية مختلفة، معربا عن أمله في أن يوفر المهرجان في السنوات المقبلة فرصة لمشاركة عربية أوسع لشعراء وأدباء.
واعتبر سباعنة أن انعقاد المهرجان في هذه الظروف التي نمر بها، يؤكد أهمية الثقافة والحركة الأدبية في حياتنا، بحيث تكون مشتبكة مع الحالة التي نعيشها لمعرفة التوجه الثقافي في المستقبل.
وقال الشاعر والكاتب الفلسطيني محمد دلة، المقيم في الأردن، ‘نأتي إلى فلسطين اليوم للتركيز على أن القدس وبيت لحم هي أقرب طريق إلى السماء، فالشعب الفلسطيني ممثل بجبهته الثقافية مصر على إيصال رسالة الحب والسلام للعالم، لإحقاق الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ومشاركتنا اليوم تعني أنه ما زال لنا دور كمثقفين ومبدعين في تكريس الثوابت وقيم الحرية والجمال’.
وبين دلة أن هذا المهرجان أعاد، وقبل كل شيء، الاعتبار للكل الفلسطيني، كما أنه فرصة لخلق جو من النقاش الثقافي الهادف لبداية مشاريع تخدم القضية الفلسطينية، مضيفا أن ‘ظروفنا قاسية وصعبة جدا، لكن هذا لا يعني تقبل الضعف في الجبهة الثقافية التي يجب أن لا نخسرها’.
وتخلل المهرجان فقرات موسيقية وغنائية ومعرض لوحات فنية عن القدس.