تلفزيون المهد – وسط الحاجة وما بعد مفاجآت القدر التي تأتي على عجلة فتمقتنا مرة واحدة , قد نطل على شرفة من العزيمة التي تصنع الأمل وسط كل الألم المحيط , فلا نشعر بسعادة تحقيق أحلامنا إلا بعد المرور على بعض محطات الصبر في حياتنا .
كان هناك بيت مكون من أب وأم وثلاثة أخوات , كان جميلا بهم واسعا بقلوبهم , مفروشا بحبهم , بدأ بعد وقت يزحزح أهم قواعده حتى أصبحن الأخوات يتيمات الأب والأم , فاجعة كتلك أوقفتهم لكي يكونوا عونا لبعض بعد تلك الشدة التي نالت من ظهر ألمهم بالفقد , الذي يكسر أى أمل يطل مرة أخرى على شباك أحلامهم , أخذت الكبرى تربي أجيالا وتعلمهم كأنهم أولادها الذي لم تتزوج لتنجب أمثالهم , إلا أن جاء القدر مرة أخرى ليقيم مأتما بعدم قدرتها على المشي إثر تعرضها للسقوط عدة مرات وحمى مفلصلية في الساقينن لتصبح من ذوي الإحتياجات الخاصة بعد وقت قصير تم تركيب مفاصل صناعية لها , وجعلها تقف على قدمي أحلامها الأولى من جديد .
بين الألم والحلم أمنية تحقق
أتحدث هنا عن الأربعينية “ماجدة مراد” من مدينة غزة بطلة الظروف في قصتي هذه حاصلة على دبلوم مهعد معلمات من معهد فلسطين الديني , هي سيدة الصبر المثقفة المتعلمة الرائعة , التي لا توصفها الحروف , مبدعة بحق الكلمة .
رأيتها ما بين ألواح الخشب والمساميروالآلات الضخمة و ماكنة الخياطة حيث تشغل يديها في جميع مراحل تنجيد الكنب , وعندما سألتها عن السبب قالت ما سبق الحديث عنه , وأضافت : ” كان حلمي أن أعمل شيئا مختلف بعدما تركت تعليمي في رياض الأطفال لمدة (15) عاما , وأصبحت بدون عمل , لجأت للتدريب في مراكز ترعى ذوى الإحتياجات الخاصة لمدة ثلاثة سنوات إى أن لحقت ببرنامج إرادة الذي كان كوميض النجم في سماء حلمي بأن أكون منجدة كنب فأنا الآن أتدرب هنا وتعلمت بشكل سريع وأعمل في المجال الذي لطالما حلمت أن أكون على قدر من النجاح والإبداع به , كنت أحلم به بشغف لكي أفرش بيتنا فقد كنا نعاني من عدم وجود أثاث وقلة الإمكانيات في اقتناءه , ومن صغري كان يلفت نظري أثاث البيوت وعندي شغف بأن يكون لدينا أثاث ولو بسيط .”
تحدي وإنجاز
وتابعت ” لا شك من أن علمي صعب ولا يقدر عليه سوى الرجال أو بالأحرى لم نرى إمرأة تعمل به خاصة فى مدينة غزة لكنني تحديت العادات والنظرة العنصرية الذكورية في هذا العمل واحتكاره للرجال فقط وتحديت كل شي لأثبت للجميع بأنني قادرة أن أعمل ضعف ما يعمله الرجل رغم فقدي لقدماي , لم أفقد عزيمتي أبدأ بأن أكون إمرأة مختلفة وناجحة في عملي لكي أساعد عائلتي الصغيرة التي تعد أمانة في عنقي بعد وفاة والداي – رحمهم الله -.”
ما يسعد ماجدة هو رؤية إنجازاتها متقنة الصنع تباع وتحظي بقبول وإعجاب العديد من الأشخاص , فهي تطمح بأن تكون مدربة ومعلمة في مجال تنجيد الكنب لذوي الإحتياجات الخاصة وأن يكون لها مشروعها الخاص .
شهادة عمل وتميز بجدارة
أوضحت م. منال حسنة مسؤولة العلاقات العامة ونائب مدير برنامج إرادة أنه لأول مرة على مستوى قطاع غزة يكون هناك تدريب لتعليم ذوات الإعاقة في تدريب تنجيد الأثاث ونجارة المشغولات اليدوية , مثنية على دور ماجدة مراد الذي اعتبرته قصة نجاح استطاعت تطوير مهارتهان خلال البرنامج فى مجال تنجيد الأثاث الذي يعتبر حكرا على الرجال ما جعلها تتميز عن غيرها بجدارة .