فادي أبو سعدى
weight loss injections.
منذ عدة أعوام ظهرت في فلسطين ظاهرة “الرصد الجوي” من قبل شباب طامح. ولم يكن ذلك بالشيء السيء على الإطلاق فالجميع يُحب التعلم وهذا أمر جديد في فلسطين. ورغم عدم امتلاكنا لمحطات للرصد الجوي بشكل رسمي واعتمادنا على خرائط جوية دولية مجانية كانت أم مدفوعة الأجر إلا أن عملية الرصد افتقرت للكثير من الدقة وسببت حالات من الإرباك وجب مراجعتها.
وتكمن المشكلة في اللغة المستخدمة من هؤلاء الشباب. فهي تعتمد على لغة أقرب إلى “لتهويل” منها إلى المهنية. ففي كل موجة يتسابق هؤلاء للحديث عن تفاصيل متعلقة بالأمطار والثلوج ويصبح المواطن في موقف لا يحسد عليه. سواء فيما يتعلق بالتموين أو الاحتياطات الواجب اتخاذها أو حماية الأطفال أو كبار السن وكل التفاصيل المتعلقة بذلك.
لكن الأسوأ هو لغة الشتم بين هذه المواقع والاقتتال فيما بينهم حتى ضمن “النشرة الجوية” التي يتم نشرها، فعلى سبيل المثال تبدأ النشرات بالقول “على عكس ما قال الموقع الفلاني” أو “وينهم اللي قالوا ما في ثلوج ولا عاصفة”. بينما نحن نكون في انتظار نشرة جوية تطلعنا على تطورات الطقس كي نعرف شكل الأيام القادمة بالنسبة للعمل وكل ما ذكر سابقاً.
وفيما يتعلق بالموجة الحالية أوقعت صفحات الرصد الجوي المواطنين والبلد في حالة إرباك كما كل مرة بسبب تهويل التوقعات وأن الموجة الحالية ستتحول إلى عاصفة ثلجية وتضرب مناطق فلسطينية تصل ارتفاعاتها عن سطح البحر 400 متر فقط وهو ما لم يحدث ولا حتى على ارتفاع 600 متر كمان قالت صفحات أخرى.
وبناء على هذه التوقعات اتخذت عدة قرارات خاطئة بُنيت على توقعات خاطئة لهواة الرصد الجوي في البلد. فقد قررت بيت لحم تعطيل الدراسة للمدارس الحكومية التي يقدم طلابها امتحانات نهاية الفصل الأول وتأجيل الامتحانات إلى موعد آخر. وتبين صباحاً أن الطقس اعتيادي والحياة تسير على أكمل وجه.
الغريب في الأمر أنني وبحكم حبي لفصل الشتاء أكثر من الفصول الأخرى أتابع كافة مواقع الرصد الجوي. وبعد مطالعة كافة الصفحات الفلسطينية للهواة تابعت موقع الأرصاد الجوية الإسرائيلية الرسمي وموقع طقس “ياهو” الدولي والموقعين لم يذكرا شيئاً عن الثلوج على الإطلاق لا في الضفة الغربية ولا القدس.
لا يجب ترك هؤلاء الهواة يتحكمون بنا في فصل الشتاء من كل عام. ويجب أن نفرض عليهم لغة مهنية واحتراماً لأنفسهم ولمن يتابعهم. ولا يجب بناء قراراتنا على توقعات هواة تفشل في كثير من المرات. وكما يقال بالعامية “اللي فينا مكفينا”.