زيارة الأسرى في سجون الاحتلال: رحلة من عذاب

18 أبريل 2016آخر تحديث :
زيارة الأسرى في سجون الاحتلال: رحلة من عذاب

paharmacymall. ديالا جويحان

يخوض ذوو المعتقلين المقدسيين لسنوات طويلة رحلة من العذاب، تبدأ عند استيقاظهم مع صلاة الفجر، لاداء الصلاة والانطلاق لشارع الزهراء في القدس المحتلة مستقلين الحافلات المخصصة من قبل الصليب الاحمر كل 14 يوماً، متشوقين فيها للقاء أبنائهم وسماع أصواتهم وضحكاتهم وإن كانت مدة اللقاء لا تتجاوز الـ45 دقيقة من خلف زجاج فاصل وهاتف صغير يتبادلون من خلاله الكلمات والذكريات.

مراسلة “الحياة الجديدة” رافقت، اليوم الأحد، نحو 15 عائلة مقدسية في رحلة زيارتهم لأبنائهم وزوجاتهم بسجن “جلبوع” وذلك في ذكرى يوم الاسير الفلسطيني.

تقول زوجة الاسير أيمن الشرباتي (19 عاماً) لـ” الحياة الجديدة”: “منذ تاريخ 17-3-1998 وحتى عامنا هذا لم يغب يوماً رفيق دربي عن كافة امور حياتي”، اذ اعتقل وهي حامل في شهرها الاول ولديها من الاطفال ثلاثة هم: علاء، ومحمد، وحنين، لتولد يارا بعدها دون ان تتمكن من احتضان والدها.

وتوضح الشرباتي أن زوجها اعتقل عدة مرات قبل العام 1998 وأفرج عنه، حتى حكم عليه بالسجن مدى الحياة، قضى منهم 21 عاماً، تنقل خلالها إلى كافة السجون: هداريم، نفحة، عسقلان، بئر السبع، واليوم في سجن جلبوع.

وتقطن عائلة الأسير الشرباتي في بلدة العيزرية شرقي القدس المحتلة، وتحمل زوجته الهوية الفلسطينية، إذ منعها الاحتلال مراراً من زيارته هي وبناتها، بعد أن وضعه بالعزل الانفرادي، على اثر انزاله وحرقه العلم الاسرائيلي في سجن نفحة، حيث تعرض للتعذيب الشديد.

الأسير الشرباتي.. الأهل هم الأمل والحياة.

بدوره اوضح الاسير أيمن الشرباتي في حديث خاص لـ” الحياة الجديدة” (خلال الزيارة المخصصة) أن الاهل هم الامل والحياة رغم كافة الحرمان الذي يعيشونه داخل السجن، وانه ينتظر الزيارة بفارغ الصبر للاطمئنان على احفاده وزوجته ودعمهم معنويا، مضيفاً “رغم مرور 21 عاماً، إلا أنه مهما أغلقت أبواب السجن ففي النهاية ستفتح وسيتحرر كافة أسرانا البواسل”.

أبو عيشة يحرم من الزيارة لأنه أسير سابق قبل 36 عاماً!!

في نفس السياق، منعت ادارة سجن جلبوع، اليوم الأحد، والد الاسير سامر حسام ابو عيشة من زيارة ابنه، بحجة أنه أعتقل قبل نحو 36 عاماً لمدة 4 سنوات، أي قبل زواجه وانجاب ابنائه.

وقال الفنان حسام ابو عيشة لـ”الحياة الجديدة”: “ما اصعب رحلة العذاب عندما تستيقظ عند الساعة الخامسة صباحاً لتؤدي صلاة الفجر ومن ثم تتوجه لزيارة ابنك وعند الدخول وتقديم هويتك الشخصية تتفاجأ بانك ممنوع لأنك سجنت قبل 36 عاماً!؟”.

وأضاف أبوعيشة “نفتخر بأبنائنا الأسرى الذين دفعوا ثمناً غالياً لانتمائهم إلى وطنهم وأرضهم”.

زوجة الأسير مجد بربر

من جانبها، تقول زوجة الأسير مجد عبد الرحيم بربر ان رحلتها بدأت قبل 15 عاماً عندما اعتقل زوجها بتاريخ30-3- 2001 ، وحكم عليه بالسجن 20 عاماً، تاركاً طفلته زينة التي كانت تبلغ من العمر 15يوماً.

واوضحت أن زوجها ينتظر السنوات الخمس القادمة للعودة إلى احضان منزله وابنائه زينة ومنتصر لتعويضهم عن الحب والحنان.

وتمنت في هذا اليوم بان يتم تحرير كافة اسرانا الفلسطينيين قائلة: “ليس من السهل بأن يكون الاسير متزوجا ولديه ابناء، لان ذلك يعني زيادة الاعباء على الام، خاصة في ظل الظروف العامة الصعبة في القدس او الضفة الغربية”.

والدة الأسير رجائي الحداد: انتظر موعد تحرره بفارغ الصبر..

أما والدة الاسير رجائي الحداد المحكوم بالسجن 20 عاماً الذي قضى منهم 18 عاماً، قالت: “ليس من السهل ان تبعد عنك قطعة من روحك طيلة الـ18 عاماً الذي حملت تلك السنين ايامها الحلوة والمرة.. وأتمنى من الله عز وجل بأن يفرج عن رجائي وأكحل عيوني بشوفته”.

الأسير مهند جويحان اعتقل قاصراً.

بدورها، قالت والدة الاسير مهند جويحان المحكوم بالسجن 25 عاماً قضى منهم 15 عاماً: “رغم ما اعانيه من وضع صحي الا انني على مر تلك السنوات الماضية لم اتغيب عن زيارة واحدة حتى أسمع صوته عبر الهاتف واقبله عبر زجاج السجان الذي يفصل بيننا واحاول ان اطمئن عن ظروفه، خاصة وأنه يعاني من الالم في الفك وتمزق في القدم بفعل التعذيب في بداية اعتقاله بتهمة قتله اسرائيلية مع مجموعة من حي الثوري”.

جلبوع يتضامن مع نفحة

بدوره قال أحد قادة الحركة الاسيرة والقيادي في حركة فتح الاسير المقدسي بشار الخطيب لـ”الحياة الجديدة”، “في يوم الاسير لا نخفي على أحد بأن اوضاع الاسرى بكافة السجون سيئة، مؤكداً ان أسرى سجن جلبوع وخمسة سجون أخرى أضربوا اليوم عن الطعام تضمناص مع القسم 14 في سجن نفحة، بعد اقتحام القسم وتعرض الأسرى فيه للتعذيب والإصابات المختلفة.

في سياق متصل، أصدرت لجنة اهالى الاسرى والمعتقلين المقدسيين بياناً في يوم الاسير، تبين فيه أن عدد الاسرى المقدسيين وصل لـ 509 أسرى مقدسيين يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم 15 سيدة، و10 أطفال أعمارهم تقل عن 14 عاما معتقلين في مراكز الأحداث.

وأوضحت اللجنة في بيانها أن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ 15/9/2015، 1705 مقدسياً منهم 87 سيدة و 22فتاة قاصرة، و 595قاصرا و35 مسناً اعتقل معظمهم خلال الأيام الأخيرة .

وأضافت اللجنة أن الاحتلال أفرج عن عدد كبير من هؤلاء المعتقلين بعد أن خضعوا للتحقيق وصدرت بحقهم لوائح اتهام، ومنهم من تم تحويله للحبس المنزلي، أو أبعد عن البلدة القديمة أو المسجد الأقصى المبارك.