افتتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أول مقبرة تحت الأرض من نوعها في العالم، على مشارف مدينة القدس المحتلة، بحضور رئيس بلدية الاحتلال بالقدس وكبار حاخامات أسرائيل.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المشروع يشمل إقامة حوالي 24000 قبر على عمق 50 مترا تحت الأرض، فيما سيتاح حوالي 8000 قبر للدفن في المرحلة الأولى.
ومن المتوقع أن تكون المقبرة متاحة للدفن في نهاية عام 2019 الجاري.
وأوضحت أنه تم حفر الأنفاق بطول 1,6 كم، بعرض حوالي 16 مترا، مبينة أن حجم الاستثمار في المشروع يبلغ حوالي 300 مليون شيكل.
وتقع أنفاق الدفن الجديدة تحت أكبر مقبرة في المدينة، والتي تضم حوالي ربع مليون قبر، فيما تشهد المقبرة ازدحاما متزايدا وحاجة مستمرة للتوسع، ما يعني احتلال المزيد من الأراضي ذات المكانة والأهمية الكبيرة في المدينة.
وبدأت أعمال الحفر في نفق القبور في عام 2014، في حين سيتم افتتاح جزء منه للدفن بواقع 8 آلاف قبر، تم إنشاؤها بما يتماشى مع قوانين الديانة اليهودية.
من ناحيته، اعتبر عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم حركة حماس، افتتاح مقبرة إسرائيلية تحت الأرض في القدس يهدف لتغيير معالم المدينة وصناعة تاريخ مزيف لدولة الاحتلال بدفن موتاهم في باطن أرضنا المحتلة.
وقال القانوع، في تصريح صحفي، “هي محاولة لإثبات وجود يهودي مزعوم في مدينة القدس لتغيير الوقائع على الأرض وتغيير الحقائق التاريخية”.
بدوره، قال المختص في تاريخ القدس والمحاضر في جامعة بيرزيت، جمال عمرو، إن سلطات الاحتلال افتتحت مقبرة في الأراضي الفلسطينية المعروفة بدير ياسين، والتي حدثت فيها أشهر المجازر عام 1948 ودفن على أرضها عشرات الجثث، من أجل ترسيخ السيطرة على الأرض.
وأضاف عمرو، في تصريحات صحفية، أن هذا المشروع الذي تم افتتاحه ليستوعب 24000 قبرا لمستوطنين على عمق 50 متراً تحت الأرض، هو مشروع قديم حديث يعزز تهويد القدس ويبث دعاية أن القدس هي أرض المحشر، موضحا أن هذا المشروع يكتسب استثمارين ديني وآخر مادي متمثلا في حفرهم للأرض القدسية دون مراعاة للإرث والتاريخ الفلسطيني، ليقولوا إنهم يسيطرون تحت الأرض، وكذلك كي لا يستهلكوا عشرات الدونمات فوق الأرض.
ورأى عمرو، أن سلطات الاحتلال لن توقف الأمر عند نجاح هذا المشروع فقط، بل تسعى للسيطرة في إثبات وجودها في القدس في باطن الأرض وعلى الأرض وفوقها، لا سيما أن الكثير من اليهود الذين يستوطنون في القدس هم دينيون ويستهويهم دفن جثثهم في باطنها.