أجمع مراقبون سياسيون، على أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يهدف من وراء التصعيد الإسرائيلي المركب في قطاع غزة والعاصمة السورية دمشق، خلط الأوراق وتصدير الأزمة السياسية الإسرائيلية إلى قطاع غزة.
وأكد المراقبون في أحاديث لموقع قناة الغد، على أن المقاومة الفلسطينية لن تصمت أمام التصعيد الإسرائيلي ، وأنها لن تسمح لنتنياهو بأن يكون الدم الفلسطيني وقودا لمعركة الأصوات الانتخابية وأن المنطقة ذاهبة نحو المزيد من التصعيد .
الأصوات مقابل التصعيد
وقال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو : ” إسرائيل ارتكبت جريمة كبرى من خلال اغتيال بهاء أبو العطا وتتحمل مسؤوليات تبعياتها، والغرض منها هو المعركة الانتخابية الداخلية، وهروب نتنياهو من فشله سواء في الانتخابات أو على صعيد القضايا القانونية المرفوعة ضده” .
وأوضح عبدو، أن إسرائيل بجريمتها فتحت أبواب التصعيد بسيناريوهات مختلفة، قد يمتد هذا التصعيد للإقليم بالكامل، لأن الجريمة التي ارتكب في سوريا و غزة، هي امتحان لمحور المقاومة بالكامل وليس لغزة فقط أو للجهاد لوحده، فالجهاد سيرد دون حساب الثمن وسيواصل رده حتى يمنع نتنياهو من تحقيق أهدافه .
ولفت عبدو ، إلى أن نتنياهو يريد الذهاب نحو دوامة التصعيد والعنف، حتى يكسب المزيد من الأصوات وليجهز نفسه لجولة الإعادة الثالثة من الانتخابات.
تصدير أزمة
من جهته، قال الكاتب و المحلل السياسي الدكتور هاني البسوس: ” عملية التصعيد الإسرائيلية الحالية ما هي إلا تصدير للأزمة السياسية الإسرائيلية إلى قطاع غزة حتى لو أدى ذلك إلى حرب، وجيش الاحتلال الإسرائيلي يفتح النار على قطاع غزة بالكامل، لأنه يعلم كيف ستكون ردة الفعل الفلسطينية على الإغتيال، وقد نكون أمام مواجهة عسكرية غير مسبوقة.”.
وذكر البسوس، أن ما يسعى إليه بنيامين نتنياهو من عملية إغتيال بهاء أبو العطا، هو أن حكومة الطوارئ ستقطع الطريق على بيني غانتس من تشكيل حكومة ائتلاف إسرائيلية وستعطي نتنياهو إمكانية البقاء كرئيس حكومة طوارئ في دولة الإحتلال.
ولفت البسوس إلى أن نتنياهو صادق على عملية الاغتيال قبل استقالته من وزارة الجيش التي انتقلت إلى نفتالي بينيت، حيث يحاول الأخير أن يثبت نفسه لدى الشارع الإسرائيلي بأنه قادر على قمع فصائل المقاومة الفلسطينية طمعا في تحقيق إنجازات سياسية في الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
طبيعة رد الفصائل
ووصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور سفيان أبو زايدة، أن اغتيال بهاء أبو العطا و استهداف منزل القائد العسكري للجهاد في ضواحي دمشق أكرم العجوري بأنه تطور خطير وسيكون له انعكاسات وأن الجهاد و الفصائل لن تسمح لهذه الجريمة أن تمر دون رد ملائم.
وأوضح أبو زايدة ، أن اسرائيل لا تريد أن تتطور الأمور إلى حرب شاملة ، لكن طبيعة رد الفصائل و نتائجه قد يقود إلى تطورات يؤدي في النهاية إلى توسيع دائرة النار، و هذا الأمر يخدم سياسة نتنياهو و الليكود.
ولفت أبوة زايدة، إلى أن عدم الرد الإسرائيلي بشكل كبير على القصف بعد اغتيال الشهيد بهاء رغم أن صافرات الانذار انطلقت في معظم المناطق من تل ابيب جنوبا، يوضح أن إسرائيل تنتظر كيف ستتعامل حماس مع الموقف، و طالما لا يوجد اصابات في الأرواح يمكن عدم الرد أو ردود محدودة تتجنب وقوع مزيدا من الإصابات في الأرواح.
3 شهداء و 50 صاروخ
و ذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن حصيلة التصعيد الإسرائيلي بلغ ثلاث شهداء و 18 إصابة بجراح مختلفة ، و الشهداء هم: ” بهاء سليم حسن أبو العطا 42 عاما، وأسماء محمد حسن أبو العطا 39 عاما، و محمد عطية مصلح حمودة 20 عاما .
و أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي عن أطلاق أكثر من 100 صاروخ من قطاع غزة، على عدد من المدن والبلدات الإسرائيلية منذ صباح اليوم الثلاثاء.