حكاية شجرة الكريسماس وعلاقتها بالإله المصري رع

23 نوفمبر 2019آخر تحديث :
حكاية شجرة الكريسماس وعلاقتها بالإله المصري رع

عندما تفكر في عيد الميلاد فإن أول صورة قد ترد إلى ذهنك هي شجرة أعياد الميلاد المغطاة بالزينة والأضواء.

ولكن من أين جاء تقليد وضع شجرة الكريسماس المزينة في البيوت؟

يعتقد كثيرون أن تقليد شجرة الكريسماس بدأ في بريطانيا في العهد الفيكتوري، أي الوقت الذي اعتلت فيه الملكة فيكتوريا العرش بين عامي 1837 و1901.

وكانت الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت من أكبر عشاق شجرة الكريسماس.

الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت كانا من عشاق شجرة الكريسماس
الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت كانا من عشاق شجرة الكريسماس

ولكن في الواقع يضرب هذا التقليد بجذوره في الزمن لأبعد من ذلك بكثير.

فقبل المسيحية بوقت طويل والأشجار دائمة الخضرة لها معنى خاص للناس في الشتاء، وفي كثير من البلدان كان يعتقد أن الخضرة الدائمة تطرد الأشباح والسحر الأسود والأرواح الشريرة والمرض.

وفي مصر القديمة عبد المصريون الإله رع ولديه رأس الصقر ويرتدي الشمس كرمز في تاجه.

وكان المصريون القدماء يرون في الانقلاب الشمسي بداية تعافي رع من مرضه، فكانوا ينصبون نخيلا أخضر في بيوتهم رمزا لانتصار الحياة على الموت.

وكان الرومان يحتفون بالانقلاب الشمسي باحتفال أطلقوا عليه ساتورناليا تكريما لساتورن إله الزراعة. فقد علم الرومان أن الانقلاب الشمسي يعني ازدهار الزراعة قريبا، وابتهاجا بالمناسبة كانوا يزينون بيوتهم ومعابدهم بأشجار دائمة الخضرة.

وفي شمال أوروبا كان كهنة الكلت يزينون معابهم بأشجار دائمة الخضرة رمزا لاستمرار الحياة، وكان الفايكينغ يعتقدون أن الخضرة الدائمة هي نبتة إله الشمس بالدر.

بعد المسيحية

وبعد المسيحية ظهر هذا التقليد أولا في ألمانيا وانتقل إلى بريطانيا في عهد الملك جورج الثالث في الوقت الذي ولد فيه الأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا.

فقد كانت زوجة الملك جورج ألمانية تدعى شارلوت والتي اعتادت على تزيين شجرة لأسرتها في أواخر القرن الثامن عشر.

ولكن يقال إن الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت هما أول من جعل شجرة الكريسماس تحظى بهذه الشعبية لذلك يعتقد الكثيرون أن التقليد ولد في عهدها.

لماذا حاربتها أمريكا؟

كان أول ظهور لشجرة الكريسماس في أمريكا على استحياء في بنسلفانيا عام 1747 على أيدي مستوطنين ألمان.

شجرة الكريسماسانتشرت شجرة الكريسماس في أمريكا في القرن العشرين

ولكنها لم تنتشر هناك حتى منتصف القرن التاسع عشر حيث كان أغلب الأمريكيون يعدونها رمزا وثنيا. وكان حاكم نيو إنغلند، وليام بلادفورد، قد كتب في مذكراته أنه حاول جاهدا منع تلك العادة الوثنية.

وفي عام 1659 صدر قانون يمنع الناس من الاحتفال بـ 25 ديسمبر/كانون أول بتزيين شجرة الكريسماس باعتبار ذلك تدنيس لحدث مقدس.

واستمر هذا القانون حتى القرن الـ 19 عندما انتشر المهاجرون الألمان والايرلنديون الذين يحبون الاحتفال بعيد الميلاد بشجرة الكريسماس.

وشهد القرن العشرين قيام الأمريكيين بتزيين بيوتهم بشجرة الكريسماس المزينة بالحلي، بينما واصل الأمريكيون من أصل ألماني وضع التفاح والجوز والبندق واللوز والفطائر الصغيرة المصنوعة باللوز والسكر، فضلا عن تزيينها بالأنوار.

ثم بدأت أشجار الكريسماس تنتشر في كافة ميادين البلاد لتصبح عادة أمريكية أيضا.

على المائدة

في البداية كان الناس يضعون شجرة الكريسماس على مائدة لأنها كانت صغيرة، ولكن مع الحصول على شجر أكبر من النرويج بدأ الناس يضعون أشجارهم على الأرض وحولها هدايا.

شجر التنوبشجرة التنوب دائمة الخضرة تستخدم كشجرة الكريسماس

والسبب في استخدام شجرة التنوب في هذا الغرض أنها خضراء دائما مليئة بالأوراق حتى في الشتاء.

ومنذ عام 1947 تهدي النرويج إلى لندن شجرة كريسماس كل عام امتنانا للمساعدة التي قدمتها خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام تقام مراسم خاصة في النرويج لدى قطع الشجرة التي ترسل بحرا إلى بريطانيا حيث تُنقل في شاحنة كبيرة إلى لندن ونصبها وتزيينها في قلب ميدان ترافالغار سكوير بقلب العاصمة البريطانية.