جدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الأربعاء، مطلبه لدول العالم باتخاذ المزيد من الخطوات لإجبار إسرائيل على التوقف عن جرائمها من خلال مساءلة الاحتلال، وتعزيز مقاطعة منتجات المستوطنات التي تخالف القانون الدولي باعتبارها أمراً أخلاقياً.
ودعا عريقات، خلال اللقاء السنوي الذي تنظمه دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية بمناسبة “حلول الأعياد الميلادية المجيدة”، الحكومات في مختلف الدول التي اعترفت برلماناتها بالحق الفلسطيني بتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لمنح الأمل بأن هناك مجتمعا وضميرا دوليا يقف إلى جانبهم.
وشدد عريقات على أن حل الدولتين هو الحل للصراع المحموم الذي تسعى إسرائيل لتحويله إلى صراع ديني في ظل وجود الأحزاب اليمينية العنصرية، وقال: “لا نريد لأجيالنا القادمة أن تعيش ما عايشناه في الماضي، لأن هذا الصراع هو صراع سياسي بحت”.
وقال: “لا نستطيع فهم المواقف الدولية التي تصمت على ما ترتكبه إسرائيل من جرائم مستمرة بحق الشعب الفلسطيني والتي تحتاج لمواقف عملية إلى جانب الإدانات الإعلامية، لأن هذا الصمت فيه رفض للمبادئ الإنسانية، التي يؤمن بها العالم المتحضر، لكن القيادة والشعب الفلسطيني يثمنون المواقف المعلنة لغالبية دول العالم الرافضة لهذه الجرائم الإسرائيلية والتي جرى التعبير عنها بمواقف وأشكال مختلفة مثل تسديدهم عجز “الأونروا” وتصويتهم لتجديد ولايتها”.
وأكد عريقات، أن “الإدارة الأمريكية لن يكون لها مقعد كوسيط بالمفاوضات المستقبلية، بسبب سعيها لتكريس نظام الفصل العنصري للفلسطينيين “ابرتهايد”، مشددا على أن من يتفق مع الاحتلال الإسرائيلي عليه أن يشرح لشعبه مواقفه الداعمة للظلم والاضطهاد المخالفة للقانون الدولي والأخلاق من خلال جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل من قتل واستهداف للفلسطينيين ومصادرة الأراضي والاستيطان”.
وأضاف عريقات، “لدينا طاقم أمريكي يريد منا قبول كافة إجراءاته الرافضة للحقوق الفلسطينية”، ومؤكداً أنه “لا يوجد أمة تقبل بهذه الممارسات التي تخالف مواثيق الشرعية الدولية التي كتبتها الأمم المتحدة وشعوب العالم الغربي”.
وأوضح أن “العرب لم يشاركوا بكتابة المعاهدات والمواثيق الدولية، وبالتالي فدول العالم مطالبة بحماية مبادئها وقيمها الإنسانية من خلال موقف حقيقي وعملي على الأرض لدعم الحقوق الفلسطينية، وإلا فإن العالم أجمع سيكون في خطر وما الفلسطينيون إلا البداية”.
وعلى الصعيد الداخلي، قال عريقات، إن “رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر قدم رسالة للرئيس محمود عباس فيها يشرح فيها اتفاقه مع كافة الفصائل من حيث المبدأ على إجراء الانتخابات بنظام التمثيل النسبي، وأن الإعلان عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية سيتم بمرسوم واحد”، معرباً عن أمله أن يتواجد مراقبون دوليون وممثلون للمؤسسات الدولية، طالبا مساعدتهم”.
وأشار إلى أن السلطة طلبت بشكل رسمي السماح بإجراء الانتخابات بالقدس كما جرى بالانتخابات السابقة، مطالباً بأن توافق إسرائيل وفقاً للاتفاقات الموقعة وبناء على مواقف وقرارات إسرائيلية سابقة.
وأردف: “لكن المواقف الإسرائيلية غير مبشرة وآخرها ما نشهده من إجراءات قمع وإغلاق ومنع للفعاليات الثقافية، فإسرائيل تتجاهل الحقائق، ومن يتجاهل الحقيقة لا يعيش بالواقع، لكنهم لن يستطيعوا أن يغيروا حقيقة وجود 400 ألف فلسطيني مسلم ومسيحي في القدس”، مؤكداً “نريد من خلال الانتخابات توحيد الموقف الفلسطيني نحو نظام وسلطة وسلاح واحد، ولن يكون هناك انتخابات بدون القدس وهي نقطة إجماع وطني”.
وحول سعي إسرائيل لإنهاء حل الدولتين، قال عريقات، “إن حل الدولتين ليس مطلباً فلسطينياً، بل هو مطلب دولي وأمريكي بالأساس، لكننا نشعر بالأسف لعدم قيام دول العالم بحماية هذا الحل حتى الآن من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن على دول العالم العمل على مساعدة الطرفين والتأكيد على حل الدولتين من خلال الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف”.
وأكد عريقات، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يؤمن بحل الدولتين ورافض له ولا يؤمن بالسلام، وسيحرق الشرق الأوسط للبقاء في الحكم، مشدداً على أن الخطر الذي يمثله يكمن في التطرف الديني اليميني الذي تحول إلى حقائق على الأرض تقوم على العنصرية التي لا يمكن إخفاؤها، وهي علامات مخزية يتوجب على العالم الوقوف في وجهها قبل فوات الأوان.