جددت قطاعات فلسطينية مختلفة، اليوم السبت، رفضها لما يسمى “بصفقة القرن” والتي تعتزم الإدارة الأمريكية نشر مبادئها خلال الأيام القادمة، بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لواشنطن.
ووصف العديد من المسؤولين الفلسطينيين “صفقة ترامب” بأنها حلقة جديدة من حلقات التآمر على القضية الفلسطينية، محرين استغلال إسرائيل هذا الإعلان للمضى قدما في سياسة الضم للمناطق الفلسطينية وتوسيع رقعة الاستيطان وتهويد القدس.
وقال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول ضم الأغوار والمستوطنات وفرض السيادة على القدس ليست مجرد اعلانات وإنما خطوات وإجراءات فعلية على الأرض.
وأكد أن كل هذه الإجراءات “الصهيو أمريكية” تستوجب التحرك على كافة الصعد محليا وشعبيا وعربيا ودوليا.
وأضاف الأحمد في تصريح صحفي، أن دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطرفي الخلاف في إسرائيل إلى البيت الأبيض الثلاثاء القادم لاطلاعهما على ما تسمى بصفقة القرن قبيل إعلانها يهدف لتوحيدهما في ظل الأزمة السياسية الداخلية الإسرائيلية.
رفض قاطع للصفقة
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن القيادة ترفض بشكل قاطع صفقة القرن الأمريكية لأنها شطبت حق العودة وشرعت الاستيطان وتستهدف حق تقرير المصير، مشيرا إلى أن هذا إعلان حرب مفتوحة على الشعب الفلسطيني الذي لن يقبل بهذه المخططات التي تؤدي إلى إنهاء القضية.
وأضاف أبو يوسف في تصريحات له أن على المجتمع الدولي إفشال هذه المخططات على قاعدة القانون الدولي الذي ينص على إقامة دولة على حدود عام 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، معلنا عن فعاليات جماهيرية شعبية ستبدأ في الـ 26 من هذا الشهر الأمر الذي يتطلب مشاركة فاعلة.
وحذر المتحدث باسم حركة فتح حسين حمايل من خطورة نية الإدارة الأمريكية الإعلان عن صفقة القرن التي ولدت ميتة، مضيفا أن القيادة الفلسطينية ترفضها بشكل قاطع وتبحث في حجم الردود التي ستكون على حجم المؤامرة.
وأكد حمايل أن حركة فتح لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الإجراءات الأمريكية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن القيادة برئاسة الرئيس محمود عباس أسست لموقف عربي رافض للصفقة الامريكية المشبوهة .
وأوضح أن المقاومة الشعبية السلمية قائمة ومستمرة في التصدي لانتهاكات الاحتلال، وان اجتماعات مكثفة ستعقد الأيام المقبلة بمشاركة كافة الفصائل والأطر التنظيمية لأخذ موقف موحد لمواجهة التحديات.
من جهته قال أمين سر هيئة العمل الوطني محمود الزق إن الموقف الفلسطيني يرفض صفقة القرن بشكل قاطع مشيرا أنها طبقت فعليا على الأرض من خلال الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل و شرعنة الاستيطان والتعامل مع قطاع غزة ككيان مستقل لإفشال قيام دولة فلسطينية.
واضاف: أن صفقة القرن تعتمد على الانقسام الذي يتجه نحو الانفصال بين شطري فلسطين.
تصفية الحقوق الفلسطينية
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن أي محاولة أو صفقة أو املاء يتنكر لحقيقة أن إسرائيل قوة تحتل دولة فلسطين على حدود 1967(الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ، قطاع غزة)، سيدخل التاريخ على اعتباره احتيال القرن.
وجاءت أقوال عريقات، اليوم السبت، ردا على ما يثار حول نشر صفقة القرن قريبا، ودعوة ترامب لنتنياهو وجانتس للقدوم إلى واشنطن للاتفاق على كيفية فرض وإملاء صفقة القرن على الشعب الفلسطيني والعالم.
بدوره وصف الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي “صفقة القرن” بأنها صياغة إسرائيلية عنصرية صاغها نتنياهو وغلفت بغطاء أمريكي، وتستهدف تصفية الحقوق الفلسطينية، وتكريس لنظام الأبرتهايد الإسرائيلي.
وأكد البرغوثي في تصريح صحفي، السبت، أن الصفقة ليست سوى خطة لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك حق الفلسطينيين في عاصمتهم القدس، وحق اللاجئين في العودة، وتكريس ضم وتهويد القدس غير الشرعي، ولنسف إمكانية قيام دولة فلسطينية، ولتشريع الاستيطان المخالف للقانون الدولي، والضم الإسرائيلي لمعظم الضفة الغربية المحتلة.
الوحدة والمقاومة
وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن “الشعب ليس بحاجة إلى انتظار إطلاق الإدارة الأمريكية ما تسمى (صفقة القرن)، فكل ما يأتينا من هذا العدو الأمريكي الخرابُ والدمارُ والمواقفُ المعادية لشعبنا والعمل المستمرّ سعيا لتصفية قضيتنا الوطنية”.
واعتبرت الجبهة، في تصريحٍ صحفيّ لها، أن صفقة القرن حلقةٌ جديدة من حلقات التآمر على القضية الفلسطينية، ودعم سياساتُ التهويد والاستيطان ومحاولات الاعتداءات المتكررة على المقدسات، والتهديد بضم الأغوار وحصار غزة وتهويد القدس.
وأكدت الجبهة أن إفشال مخطط ترامب الصفوي سيساهم في هزيمته بالانتخابات الأمريكية القادمة، وسيضعف من حالة التغول الأمريكية على القضية الفلسطينية وشعوب المنطقة، كما سيوجه ضربةً للقوى الرجعية المتواطئة، في المنطقة والإقليم، والتي تسعى لاستغلال الصفقة للاستمرار بالتطبيع”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعلن نهاية الأسبوع الماضي، أنه يعتزم الكشف عن خطته للسلام في الشرق الأوسط المنتظرة منذ أمد بعيد قبل الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الثلاثاء القادم.