اندلعت اليوم الثلاثاء مواجهات عنيفة في مدينة الخليل، بالضفة الغربية المحتلة، بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمسيرة جماهيرية وطلابية منددة بـ صفقة القرن، مما أدى إلى إصابة العشرات من المواطنين بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع .
وأغلقت قوات الاحتلال، منطقة جسر حلحول بالأسلاك الشائكة ومنعت حركة العبور بين مدينتي الخليل وحلحول، بعد المواجهات التي اندلعت في المنطقة.
وأفادت مصادر طبية من مستشفى الأهلي، أن المواجهات أسفرت عن إصابة عشرات المواطنين بينهم تلاميذ مدارس وطلبة جامعات بالرصاص المغلف بالمطاط وبحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع .
وأفادت المصادر الطبية، بإصابة الصحفي عبد المحسن الشلالدة بقنبلة غاز بالرأس، ووصفت حالته بالمستقرة، فيما جرى معالجة المصابين بالاختناق ميدانيا.
كما أصيب شاب بعيار مطاطي في الرأس وعشرات المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز السام، خلال مواجهات اندلعت في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، وتم نقله إلى مستشفى عالية الحكومي لتلقي العلاج.
وفي محافظة سلفيت، بالضفة الغربية، اطلقت مسيرات شعبية احتجاجا على إعلان الرئيس الأمريكي صفقة القرن، بدعوة من القوى الوطنية التي أكدت على رفض صفقة القرن ودعم كل الجهود التي تقوم بها القيادة الفلسطينية للتصدي لها ومواجهتها على كافة التحركات السياسية والدبلوماسية والميدانية.
وقال محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل: “نقف اليوم للتعبير عن موقفنا الرافض والمتحدي لصفقة “ترمب نتنياهو”، هؤلاء لم يدركوا أن هذا الشعب المناضل لديه الاستعداد دائماً للنضال والمقاومة حتى يحقق الإنتصار”
وأكد كميل، أن الكثير من المخططات التصفوية للقضية ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية وإنهاء قضية الشعب الفلسطيني، سحقت تحت أقدام الفلسطينيين الذين لديهم مخزون وطني ونضالي يستطيع مواجهة والصمود في مواجهة تلك المؤامرات.
بدورها دعت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية المحتلة، لسلسلة من الفعاليات الوطنية والشعبية الرافضة والمنددة بـ”صفقة القرن” ومواجهة كافة المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية.
وأكدت القوى على أهمية رص الصفوف والتلاحم الوطني والتوحد الميداني، لمواجهة الصفقة المشؤومة ودعم الموقف الواضح للقيادة الفلسطينية في تصديها لهذه المؤامرة.
ودعت القوى في بيان صحفي ،اليوم الأحد، عقب اجتماع لها إلى المشاركة الى اعتبار يوم الجمعة المقبل، يوما للتصعيد الميداني في القرى والبلدات التي تشهد فعاليات اسبوعية على امتداد المحافظة، وتكون مخصصة للتنديد بـ”صفقة القرن” المشؤومة.
وجددت القوى الوطنية والاسلامية، التأكيد على أن “صفقة القرن” الأمريكية المشؤومة ما هي إلا محاولة لفرض صك استسلام على شعبنا لقبول الأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال على مدار العقود الماضية، والقبول بضم الغور والضفة الغربية على حساب الحقوق المشروعة المكفولة بقرارات الشرعية الدولية.
وقال إن الإدارة الأمريكية، لن تجد فلسطينيا واحدا يقبل بها او يتعاطى مع بنودها الهادفة لتصفية حقوق شعبنا، بل على العكس شعبنا اثبت ويثبت مجددا رفضه الواضح لها جملة وتفصيلا، وهو مصمم على اسقاطها مهما بلغ الثمن بإرادته الشعبية .
وجددت دعوتها لتوسيع حملات المقاطعة لمنتجات الاحتلال ومنتجات الولايات المتحدة بكل أشكالها، وطالبت بأوسع حملات التوعية لوقف كل اشكال التطبيع مع الاحتلال.
