هل يمكن التواصل مع شخص أصيب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بعد تماثله للشفاء؟ وهل الشفاء من فيروس كورونا يعني أن الشخص لم يعد مصدرا للعدوى بالفيروس ولا يشكل خطرا على الأشخاص المحيطين به؟
ما زال العلماء يحاولون فهم آلية انتشار الفيروس، الذي ظهر بمدينة ووهان في الصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وانتشر في عدة بلدان أخرى، وتم تسجيل أكثر من 95 ألف حالة عالميا، وأكثر من 3200 وفاة.
وتم إجراء العديد من الأبحاث، منها دراسة صغيرة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية “جاما” (JAMA)، وشملت أربعة عمال طبيين تتراوح أعمارهم بين 30 و36 عاما أصيبوا بفيروس كورونا وعولجوا في مستشفى تشونغنان بجامعة ووهان في الصين.
وتعافى الأربعة جميعا، ونقل واحد فقط إلى المستشفى أثناء المرض، وعولج المرضى بعقار تاميفلو المضاد للفيروسات.
وفقا للدراسة، ولمعطيات علمية أخرى، يمكن تلخيص مسار وضع الفيروس في جسم المصاب على النحو التالي:
1- بعد إصابة الشخص بكورونا وتعافيه (وهذا يعني اختفاء الأعراض والحصول على نتيجة سلبية اختبار وجود فيروس كوفيد-19 لدى الشخص)، فإن الشخص قد يبقى حاملا الفيروس لمدة أسبوعين على الأقل.
2- عدم ظهور الفيروس في الاختبار لا يعني أن الجسم خال منه، إذ قد يكون في مستوى منخفض لا يستطيع الاختبار كشفه.
3- وجود تركيز منخفض من الفيروس في الجسم يعني أنه قد لا يكون قادرا على إحداث ضرر في الخلايا، ولذلك تختفي الأعراض.
4- خلال فترة وجود الفيروس في جسم الشخص المتعافي فإن الشخص قد ينقله لشخص آخر، ولكن هذا الاحتمال ضئيل لأن كمية الفيروسات في جسم المتعافي قليلة، ولأن الشخص لا يعاني من أعراض، أي لا يعطس ولا يسعل، وبالتالي تقل احتمالية نشره الرذاذ الذي قد يحمل الفيروس.
5- مع ذلك، فإن الشخص المتعافي حديثا من الفيروس قد ينقل الفيروس لشخص آخر إذا اختلط معه بصورة لصيقة، مثل مشاركة المشروبات والأطعمة.
6- العلماء ما زالوا يبحثون حول إذا كان ممكنا بعد مرور أسبوع أو أسبوعين أن يرتفع مستوى فيروس كورونا لدى الشخص المتعافي في الدم أو الرئتين إلى تركيز أعلى، بحيث يمكنه نقل الفيروس إلى الأشخاص المحيطين بسهولة.
7- من الممكن أن يصاب الشخص المتعافي من كورونا بالفيروس مرة أخرى بعد شفائه، وذلك وفقا لصحيفة نيويورك تايمز؛ حيث أفادت الحكومة اليابانية بأن امرأة في مدينة أوساكا جاءت النتائج لتؤكد إصابتها بفيروس كورونا للمرة الثانية بعد أسابيع من تعافيها من العدوى وخروجها من أحد المستشفيات.
وبدت على المرأة اليابانية في أول الأمر أعراض إصابة خفيفة بفيروس كورونا، وخضعت في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي للفحص الطبي، وجاءت النتيجة إيجابية، وخرجت من المستشفى في الأول من فبراير/شباط الماضي.
بيد أن فحصا جديدا خضعت له لاحقا عندما جاءت إلى المستشفى شاكية من التهاب في الحلق وألم في الظهر، أثبت أن الإصابة بفيروس كورونا عاودتها مرة أخرى.
ويقول فلوريان كرامر عالم الفيروسات بمدرسة طب ماونت سيناي (إحدى الكليات لتدريس الطب في نيويورك) إنه من غير المحتمل أن تتكرر الإصابة بالعدوى خلال فترة قصيرة، لكنه مع ذلك لا يستبعد تجددها مرة أخرى.
ويضيف أنه حتى في أخف حالات الإصابة فإن الشخص الذي تعافى سيتمتع بحصانة ضد الفيروس لفترة قصيرة من الزمن على الأقل.
الخلاصة
إذا كنت تعرف شخصا أصيب بفيروس كورونا وتعافى منه، فيجب استشارة الطبيب أولا لمعرفة الإجراءات التي يوصي بها، ويجب تلافي الاتصال الوثيق بالشخص الذي تعافى، مثل عدم مشاركة الطعام الشراب.
أيضا بالنسبة للشخص الذي تعافى من كورونا فيجب الالتزام بإرشادات الطبيب، وإرشادات النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين، وتغطية الفم والأنف أثناء العطاس والسعال، وعدم استعمال الأدوات غير الشخصية من ملابس وفراش وأدوات طعام.
معطيات جديدة
وقال خبراء في صحة الحيوان في هونغ كونغ أمس الأربعاء إن كلبا يخضع للحجر الصحي ويملكه شخص مصاب بفيروس كورونا قد يكون أول حالة لانتقال المرض من البشر إلى الحيوان، لكنهم أوضحوا أن الأمر لا يزال قيد البحث.
ولم تظهر على الكلب حتى الآن أي أعراض. وقال الخبراء الذين يبحثون الحالة إنه لا ينبغي أن يشعر أصحاب الحيوانات الأليفة بقلق كبير، أو أن يتخلوا عن حيواناتهم.
ويقول الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن الحيوانات الأليفة قد تصاب بعدوى فيروس كورونا من أصحابها.
المراحيض
كما أظهرت دراسة حديثة أن المصابين بفيروس كورونا يلوثون غرف نومهم وحماماتهم بشكل كبير؛ مما يظهر الحاجة إلى تنظيف الأسطح مثل أحواض غسل اليدين والمراحيض بانتظام.
ويمكن القضاء على الفيروس من خلال تنظيف الأسطح الملوثة بمطهر مرتين في اليوم، كما خلصت الدراسة التي نشرت في مجلة جاما.
وبدأت الدراسة التي أجراها باحثون من المركز الوطني للأمراض المعدية في سنغافورة ومختبرات “دي إس أو” الوطنية؛ بعد تفشي فيروس كورونا في بعض المستشفيات الصينية، ودفع الأمر العلماء إلى الاعتقاد بأنه إضافة إلى السعال؛ فإن التلوث البيئي كان عاملا مهما في انتقال المرض.