طبيب نفسي يشرح مخاطر “الترامادول” وكيف يُعالج الإدمان ؟

17 أغسطس 2013آخر تحديث :
طبيب نفسي يشرح مخاطر “الترامادول” وكيف يُعالج الإدمان ؟

بيت لحم – NTV – يعتبر الترامال من المواد المخدرة وشاع انتشاره في الاونة الاخيرة بعد الانفتاح على اسواق شرق آسيا حيث يستورده التجار من الهند ويتم تهريبه الى مصر ومن ثم الى غزة , وتقول الحكومة الفلسطينية في غزة ان اسرائيل تقوم بضخ كميات كبيرة من العقار المدمر الى غزة عن طريق البحر او الحدود  .

لم يقتصر تهريبه على غزة فقط وانما في كافة البلدان العربية وشاع انتشاره من ناحيتين الاولى يستخدمونه المدمنين وياخذونه بكميات كبيرة ليسد نقصهم في غياب الحشيش والبانجو والمواد المخدرة الذي يتعاطونها والبعض الآخر وهو سبب انتشاره بين عامة الناس يستخدمونه لامور جنسية بحيث يؤخر عملية القذف لدي الرجال خصوصا في ظل التسارع التكنولوجي والتطور الرهيب الذي بات يلاحق ويمر وقت الانسان ويجعله في ربكة كبيرة وتوتر مستمر . 

طبيب يعالج الإدمان ..

وفي قطاع غزة انتشرت حالات الادمان وقامت وزارة الداخلية في ا لآونة الأخيرة بحملة توعوية وتثقيفية عن آثار العقار المدمر , وعدد قليل من الاطباء في غزة من يستطيعوا معالجة الادمان على هذا العقار المدمر , أحد الاطباء هو الطبيب النفسي فضل عاشور والذي عالج عدد كبير من حالات الادمان المنتشرة , التقته دنيا الوطن وسالته عن الحملة التي قامت بها وزارة الداخلية مؤخراً فبين د فضل عاشور أن الموضوع  اكبر من ان نتعامل  معه  بحملة  موسمية  ما  , فالمشكلة  عند التعامل  معها يجب  العمل   معها باتجاهيين   الاول  التعامل  لمنع نشوء مدمنين  جدد , و الاتجاه  الثاني   هو التعامل مع من اصبحوا مدمنين . 

واضاف: بينما  من اصبحوا مدمنين   فان  المشكلة لديهم تصبح  تحدى طبى ونفسى  والعلاج  لها يتم بأسلوب طبى و نفسى  نظرا لنشوء تغيرات في عمل الدماغ  وفى سلوك  ونمط حياة  الافراد  نتيجة تعرضهم الطويل المدى للمادة المخدرة  ,  لكن  الوصول لعملية الادمان  وتحول الموضوع لمشكلة طبية هو نهاية المطاف  لعملية طويلة تسبق نشوء الادمان بكثير  , وتمر بعدة مراحل , الجاهزية  والحاجة لتعاطى مواد كيميائية   تحسن المزاج وتزيل القلق  وتسهل التأقلم  والتواصل الاجتماعي ,   يتبعها  التعرف  على المادة ,   ومن ثم تجريبها  والحصول على المكافئة  المرجوة من هذا التعاطي  ( تحسين المزاج ) ,  وتكرار التجريب ,  واخيرا   الادمان . 

وأكد عاشور ان استمرارية حملات التوعية تعتبر نجاح ولها استمرارية فهي تمنع  تمنع دخول مدمنين جدد  للميدان . اما من اصبحوا مدمنين فقد اصبحوا معضلة طبية  ويجب علاجها  طبيا .

أدوات علاج الإدمان وأخطاء شائعة ..


اشار عاشور لكى تكون أي حملة ناجحة  عدا عن استمراريتها   ,ومنهجيتها   , ومستواها الاحترافي ,  عليها ان تبتعد  في أداوت  الدعاية والتأثير عن  استخدام ثلاث اخطاء كبرى شائعه  في تفسير ظاهرة الادمان وهى : 

الخطأ الاول    الاعتقاد والترويج على ان ظاهرة الادمان تنشا نتيجة مؤامرة معادية  خارجية  , بل يجب البحث وتفسير الظاهرة  من داخل المجتمع نفسه  وليس من خارجه ,  فأي مؤامرة خارجية مهما ضخت مخدرات لمجتمع ما  يظل تأثيرها محدودا  ما لم تكن هناك جاهزية اجتماعية ونفسية داخلية  لتعاطى مواد مخدرة . مؤكدا انه بالتاكيد هناك اطراف تريد اغراق السوق الفلسطيني والشباب الفلسطيني بالمخدرات والادمان ليسهل السيطرة على عقولهم مستقبلاً .

أما الخطأ  الثاني  بحسب الطبيب النفسي فهو الاعتقاد انه يمكن السيطرة على ظاهرة الادمان بأدوات امنية , مؤكدا ان الادوات الامنية قد تمنع انتشار عقار مخدر  محدد لكن ليس المخدرات  ككل  ,فالمخدرات  في الحياة كثيرة ولا يمكن السيطرة  على وجودها بتاتا ,  فان اختفى مخدر ما يستطيع الناس وما دام  لديهم حاجة ابتكار مخدر اخر ,  بإمكانهم  حتى استنشاق البنزين او التينر   او الغراء الموجود  على الشجر  كبديل , بل وحتى شم  النمل او الصراصير  المحترقة  , وأشياء كثيرة اخرى  لا يمكن السيطرة عليها  أمنياً . 

الخطأ  الثالث  وهو ترويج او الاعتقاد  ان الادمان ينشا  كنتيجة لضعف  الوازع  الديني او لضعف  الاخلاق عند الفرد ,  هذا  غير صحيح  كليا فالشرائح التي قد تصل للإدمان  مجموعات عادية من الناس   , واغلبها شخصيات محترمة . 

وحذر من  عدم مراعاة  هذه الاخطاء الشائعة  عند التعامل مع ظاهرة الادمان  واستخدامها والوقوع فيها ,  تلقائيا  يجعل المدمنين في موضع  اتهام  لذا يبتعدوا  وينفروا  من  حملات مكافحة الادمان ولا يتعاونوا مع المؤسسات الرسمية القائمة  ,  ويصبح موضوع الادمان يحدث في الخفاء والظلام  اكثر واكثر  ,  وبعيدا عن امكانية التدخل به  للحد منه وعلاجه . 

وشدد عاشور لا يمكن في موضوع الادمان الحديث عن   حملة  , بل عن عملية منظمة ومحترفة ومستمرة  ,  وعندما يصل الامر لحالة وبائية  كما هو لدينا  , فان الامر يدخل ضمن استراتيجيات الدولة العليا ,  والاستراتيجيات العليا   تعنى الدخول والتعامل  مع الموضوع كظاهرة اجتماعية  , والتعامل مع جذورها  ,  وفى نفس اللحظة توفر مؤسسات  وكوادر قادرة على علاج  نتائج  استفحال الظاهرة  .

اوضح ان الادمان على الترامدول لدينا  حالة وبائية  واسعة النطاق  ,حتى لو توفرت لدينا الان امكانيات فعليه  للعمل المنظم على كبحها وعلاجها  ,فقد يستغرق الامر سنوات طويلة  للسيطرة على ما حدث . 
 
site de confiance viagra. الفئات المدمنة 


اشا الى انه قبل عقدين واكثر  كان ادمان المخدرات   لدينا  مرتكزا على تعاطى الهيروين  ( وكانت تسميته  الشائعة  – الكوك  او البودرة ) , حينها كان الادمان مقتصرا على شرائح معينة وهم العمال في اسرائيل  , وكان هناك ايضا ادمان على عقار طبى ( البثدين ) وكان انتشاره محدودا  بين مرضى سابقين  او عاملين في الحقل الطبي  ممن يستطيعوا الوصول للعقار .

واضاف لكننا الان امام  معضلة غير مسبوقة  في تأثيرها التدميري ,  فعدا عن كم انتشارها الوبائي الواسع النطاق   , فان نوعية المتعاطين  هو كتلة كبيرة وغير متمايزة  في العمر او  الطبقة الاجتماعية ,  فهي تضرب المراهقين الصغار   مرورا بطلاب الجامعات والعمال ,  وفى نفس اللحظة ايضا تضرب النخب  والفئات العمرية  الناضجة .

مخاطر الترامادول ..

شرج عاشور تركيبة الترامدول ووصفها بالعقار المورفينى مصنع  لمعالجة الالام القوية  (  الم ما بعد التدخل الجراحى  , المغص الكلوى  او الانزلاق الغضروفى  الحاد   الخ ) .

العقار في البداية نزل الاسواق لدينا  في اواخر التسعينات   كمنتج لاحد الشركات المحلية , لمعالجة هذا الهدف ( الالم  الشديد )   ,وافاد في البداية  اكتشف الناس  خاصيته في  تأخير القذف  عند الرجال  وبدأوا يشتروه لهذا الهدف ,   وكان بيعه يتم بتسامح شديد  لعدم توقع  الصيادلة لتأثيره  كمادة تحدث الادمان , المرحلة التي تلتها كانت اكتشاف تأثيره  على المزاج  كمزيل للقلق ومسهل للتواصل الاجتماعي ,  وهنا بدا استخدامه كمخدر  من الناس ,   ورافق ذلك  ظروف الانتفاضة الثانية  ومن ثم احداث العنف الداخلي ,  وبداية وصول  العقار  ليس بطرق طبية و ليس  لأهداف طبية  ( مهربا  على الارجح  من الهند  بسبب انتشار التصنيع السرى  للعقارات الطبية المنتشر في الهند  وهى مشكلة صارت معروفة عالميا  ) . 

ونوه الى ان المخاطر الاساسية  للتارامادول  هي الادمان , والموت المفاجئ بعد نوبات تشنجية  تنتهى بتوقف مركز التنفس في الدماغ  , عدا  عن انهاك  مجمل وظائف الجسم  الحيوية . 

كيف يعالج الإدمان ..


قال د فضل مبدا  العلاج  مركب , ويعتمد اساسا   في المرحلة الاولى  على ازالة السموم  ( سحب المخدر )  , ولان عملية سحب المخدر  قد يتبعه  اعراض فطامية حادة  لا يحتملها الانسان  مما يضطرنا   لإعطاء  عقاقير طبية لجعل مرحلة الفطام يمكن تحملها  , ومنذ بدئ عملية العلاج  حتى ما بعد انتهاء مرحلة الفطام لأشهر يتم استخدام تكنيك  في العلاج النفسي  ( العلاج المعرفي التحفيزي  ) . 

واضاف ان معظم مراكز علاج الادمان في العالم الان صارت تستخدم اسلوب الطرد  السريع للمخدر  باستخدام العقاقير المضادة للمخدر  , والتي تطرده بسرعة  ( خلال دقائق ) , ولكن هذا يتم اما تحت التخدير الكلى  في مستشفى  وبحضور طبيب تخدير  ,  او عبر التنويم العميق جدا لمدة 24- 48   ساعة  في المستشفى او في البيت , في معظم الاحوال  ميزة هذه الطريقة انها تختصر مرحلة الفطام والمعاناة عند المريض من اشهر  لساعات فقط ,  وخلال هذه الساعات  يكون المريض اما تحت التخدير    او تحت التنويم العميق ,  وبعد ذلك يستمر العلاج الوقائي , دوائيا , ونفسيا  ( العلاج المعرفي التحفيزي ) و لأشهر .  

قصص وحكايات ..

واكد: في عملي كطبيب نفسى فان كل مريض اعالجه  لأى سبب كان هو حكاية  انسانية مثيرة , لكن  بعد  كل هذه السنوات من العمل  ومعالجة عشرات الاف المرضى  لم اعد اذكر فعلا  ما هو الشيء المثير الذى  يهم المواطن العادي  . 

وافاد: منذ عام  بدأنا باستخدام  اسلوب الطرد السريع  في غزة تحت التنويم العميق  , عند مراجعة الارقام  انا و زميل لي ,  كانت نتائج النجاح لدينا افضل   من  النتائج التي تعطيها  بعض  المصحات الكبرى في العالم ,    وتفسيري   للنتائج العالية التي نحصل عليها  , ان العلاج يتم في البيت  و بمشاركة الاسرة  ,  مما يخلق للمريض ادوات تدعيم نفسى  وكبح  مرتفعة جدا  (  نسبة نجاح العلاج  لدينا  وبعد عام   تتجاوز بقليل 80%    وهذه نسبة عالية جدا ) .  

لماذا لا يوجد مصحة نفسية ؟

 قال عاشور: هذا موضع مكلف جدا , ويحتاج لطاقم طبى  وغير طبى  كبير ومحترف ,  ومصاريف جارية كبيرة 
 

تأثره بمريض ..
ونوه عاشور الى ان هناك قصص انسانية  كثيرة   في مجمل عملنا  ومن المفترض كطبيب قديم  ان لا اتأثر نفسيا   من الوضعيات التي اتعامل معها   , بل  يصبح العمل هو عمل ,   لا يجب ان اتأثر به كثيرا   , والا سينهار الطبيب  لكثرة  الوضعيات الانسانية الشائكة التي يتعامل معها  يوميا ,  عندما يصل الطبيب لهذه المرحلة يكون قد وصل درجة الاتقان في عمله . 
 
كيف يصبح المدمن مدمناً ..
واضاف: زيادة التحمل عند متعاطي المخدرات ظاهرة معروفه , فما يحتاجه  المتعاطي  في مرحلة ما يصبح غير كافيا   في مرحلة لاحقة للحصول على نفس النتائج ,  مما يضطره لزيادة الجرعة  بين مرحلة واخرى ,  واحيانا قد تصبح الجرعة التي يجتاجها  قريبة جدا من الجرعة القاتلة  , وعندها يبدا المتعاطي   بالسقوط في نوبات تشنج وغيبوبة  ,  قد تنتهى بالوفاة نتيجة احتقان الرئتين  , وتوقف مركز التنفس في الدماغ . 

مخاطر ما بعد التعافي
اوضح عاشور  بعد  التوقف في المرحلة الاولى  ( في الاسابيع  الاولى  )  تتوقف الرغبة الملحة  للتعاطي  ( النكرزة  )  , ويبدو المريض سعيدا  مع شعور بالنشوة  لأنه اخيرا نجح  بالتوقف  عن التعاطي ,   لكن تظل لديه لعدة اسابيع قليلة  احاسيس بالإرهاق  والهزال  والتي تختفى من تلقاء ذاتها  او عبر استخدام ادوية مقوية نعطيها له  .. ومن ثم  تتحسن صحته الجسمانية بشكل قوى ,   ويصبح من ناحية نفسية  اكثر ثقة بنفسه    .