أجرت مجموعة “آبل” أكبر عملية توسيع لخدماتها في غضون عقد من الزمن، فباتت منصتها للموسيقى بالبث التدفقي “آبل ميوزيك” متاحة في 167 بلدا في مؤشر إلى أن هذه الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا تستمر في التركيز على تنويع مصادر دخلها.
وأصبحت هذه الخدمة الموسيقية متوافرة في 25 بلدا جديدا في إفريقيا خصوصا.
وأعلنت “آبل” كذلك توسيع خدمات “آب ستور” و “آبل أركايد” للألعاب و”آبل بودكاست” و”آي كلاود” لتشمل 20 بلدا جديدا.
وباتت بعض خدمات “آبل” متاحة تاليا في 175 بلدا عبر العالم.
ومن شأن هذه العملية السماح بتعزيز الانتشار العالمي لخدمة “آبل ميوزيك” وهي ثاني أكبر منصة للبث الموسيقي التدفقي.
وكانت هذه الخدمة تضم نحو 60 مليون مشترك في حزيران/يونيو الماضي بحسب مسؤول في الشركة.
في المقابل، بلغ عدد المشتركين في خدمة “سبوتيفاي” للبث الموسيقي التدفقي المتوافرة في أسواق أقل، 124 مليونا في نهاية العام 2019 بحسب هذه الشركة السويدية وهي الأكبر في هذا المجال.
وتجري “آبل” منذ أكثر من عام مفاوضات مع شركات انتاج ومالكي حقوق موسيقية لاقتراح خيارات أوسع على صعيد الأعمال.
إلا أن توسيع هذه الخدمات يأتي في خضم أزمة ناجمة عن جائحة كوفيد-19.
وقد أدى ذلك من جهة ألى ارتفاع كبير في استخدام منصات الترفيه أكانت ألعابا إلكترونية أو مسلسلات، بسبب ملازمة مئات ملايين الأشخاص والعائلات منازلهم.
إلا أن ابيرش كومار المحلل لدى “كاونتربوينت” أشار في مدونة نشرت مطلع نيسان/أبريل إلى أن “الإقبال على المضامين المسجلة عبر الانترنت انتقل من البث التدفقي إلى الإذاعة”.
وأضاف “في أكثر المناطق تضررا يشعر الناس بالقلق فيستمعون إلى الإذاعات ويشاهدون التلفزيون باستمرار لمتابعة الأخبار. وعرفت محطات التلفزيون والإذاعات ازدهارا في حين توقف الاندفاع الذي كان مسجلا باتجاه الموسيقى بالبث التدفقي”.
إلى ذلك، لا تبدو الأسواق الجديدة التي تستهدفها “آبل” سهلة المنال. ففي الكثير من الدول لا يسمح مستوى المعيشة بالضرورة بتحمل نفقات اشتراك الاستماع إلى الموسيقى بالبث الدفقي.
يضاف إلى ذلك سهولة الوصول عبر الانترنت إلى موسيقى “مجانية” تمولها الاعلانات.
إنطلاقا من ذلك، قررت “آبل” منح المستخدمين الجدد فترة تجربة مجانية من ستة أشهر بدلا من ثلاثة عادة.
ويراوح سعر الاشتراك من بلد إلى آخر بين 3 دولارات في موزمبيق وليبيا وبورما، و5 دولارات في قطر وجورجيا و11 دولارا في ايسلندا.
وتفيد شركة “كاونتربوينت” أن سوق الموسيقى بالبث التدفقي ضمت 358 مليون اشتراك مدفوع في العالم في 2019. وتتوقع الشركة أن يزيد العدد عن 450 مليونا بنهاية 2020.
وقال كومار إن “أمازون وآبل وغوغل بدأت تركز جهودها على هذا القطاع وهي تملك ما يكفي من السيولة لكي تكون منافسة قوية لسبوتيفاي”.
وتعود آخر عملية توسيع لخدمات “آبل” إلى أكثر من عشر سنوات عندما أطلقت “آي تيونز” في 56 بلدا.
وقبل فترة بدأت المجموعة ومقرها في كاليفورنيا، استحداث بيئة متكاملة من الخدمات في مجال الترفيه (موسيقى وألعاب ومسلسلات وأفلام..) والدفع (آبل كارد وآبل باي) والأخبار (آبل نيوز+).
وتسمح لها هذه البيئة بالمحافظة على ولاء مستخدمي اجهزتها الذين سيترددون في تغيير ماركة هاتفهم أو جهازهم اللوحي أو حاسوبهم مع اعتماد بعض من هذه الخدمات.
وستساعد إيرادات هذه المنصات أيضا في تعويض التباطؤ في مبيعات الهواتف الذكية.
ففي منتصف شباط/فبراير، قالت المجموعة إنها لن تحقق اهدافها للربع الأول من العام 2020 بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن وباء كوفيد-19.