ضوء أخضر أمريكي لضم المستوطنات وفرض السيادة الاسرائيلية.. الاستيطان في أسبوع

تسارع إسرائيل بعد الاتّفاق على تشكيل حكومة موحدة، لتنفيذ بنود “صفقة القرن الأمريكية” بفرض سيادتها على مناطق في الضفة الغربية، اعتبارًا من تموز/ يوليو المقبل، في ظلّ انشغال العالم بمواجهة فايروس كورونا.

وفي سياق دعم اتّفاق تشكيل حكومة إسرائيلية موحدة، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن قرار ضم أراض في الضفة الغربية المحتلة يعود في “نهاية المطاف” لإسرائيل، وهو ما يعتبر بمثابة ضوء أخضر لحكومة نتنياهو – غانتس للمضيّ قدمًا في الترتيبات المتفق عليها بينهما بشأن البدء بفرض السيادة الاسرائيلية على أراض في الضفة الغربية فور انتهاء الطاقم الاميركي – الاسرائيلي من رسم الخرائط، التي تتيح لحكومة إسرائيل المباشرة بتنفيذ “صفقة القرن”.

وفي ردود الفعل الدولية حذر منسق الأمم لعملية السلام نيكويلاي ميلادينوف من أن أي ضم محتمل لأراضٍ فلسطينية إلى إسرائيل سيكون ضربة مدمرة لمبدأ حل الدولتين. فيما أكد الممثل الأعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن جوزيب بوريل، أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة وأن موقف الاتحاد الأوروبي من وضع الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 لم يتغير.

ولاقى الاتفاق بفرض “السيادة الإسرائيليّة” على مناطق في الضفة الغربية تنديدًا أوروبيًا وروسيًا، بينما دافعت الولايات المتحدة عن القرار على لسان مندوبتها لدى الأمم المتحدة شيريت نورمان شاليت، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك.

وقالت شاليت إنه في ضوء الخطوات الأخيرة المتخذة لتشكيل حكومة طوارئ وطنية، تعلم إسرائيل أن بإمكانها الاعتماد على دعم الولايات المتحدة الثابت لها، فليس لإسرائيل صديق أفضل من الولايات المتحدة حسب زعمها.

في الوقت نفسه أكد غالبية أعضاء مجلس الأمن رفضهم لهذه المخططات أو الاعتراف بأي تغييرات أحادية الجانب تسعى لتقويض حدود الرابع من حزيران. فقد أعربت روسيا عن قلقها إزاء خطط التنفيذ الأحادي لما يسمى “صفقة القرن”. وأكد نائب رئيس الوزراء الأيرلندي، وزير الشؤون الخارجية والتجارة سيمون كوفيني، خطورة أي خطوة من قبيل ضم الأراضي في الضفة الغربية، لأنها جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن القانون الدولي يحظر ضم الأراضي بالقوة.

وفي سياق سياسة التهويد ومواصلة مخططات الاستيطان، صادق المستشار القضائي لحكومة الاحتلال أفيحاي مندلبليت، على قرار يقضي بالاستيلاء على أراضي الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل وتوظيفها للمشاريع التهويدية والاستيطانية تحت ذريعة التطوير والتوسع.

وتأتي مصادقة مندلبليت على الاستيلاء على مسطحات الأراضي بتخوم الحرم والتي تديرها دائرة الأوقاف، من أجل “تحديث” المكان وملاءمته لذوي الاحتياجات الخاصّة من المستوطنين واليهود والسياح الأجانب. وقد جرى بحث ذلك بالتعاون مع الإدارة المدنية (تابعة لجيش الاحتلال)، والمستشار القضائي بعد ان توجهت منظمة “بِتْسِلْمو” الاستيطانية إلى “وزير الأمن” الإسرائيلي نفتالي بينيت، وطالبت بالشروع في أعمال التحديث.

يذكر أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وخلال اقتحامه للحرم الإبراهيمي أبدى موافقته الاستيلاء على أراضي الحرم من دائرة الأوقاف الإسلامية، من أجل مشروع المسارات ومشاريع تعزيز الاستيطان في منطقة الحرم والبلدة القديمة بالخليل.

وعلى الارض شرع المستوطنون وبحراسة الجيش الاسرائيلي بأعمال تجريف لأراضي مواطني قريتي ياسوف واسكاكا شرق سلفيت بمنطقة باب السرب، وهي منطقة محاذية لمستوطنة “نفي نحيميا” الجاثمة على اراضي المواطنين جنوب ياسوف وشرق اسكاكا، بحجة انها محاذية للمستوطنة، فيما أعاد المستوطنون بناء مبانٍ في البؤرة الاستيطانية المسماة “كومي أوري” بالقرب من مستوطنة يتسهار الى الجنوب من مدينة نابلس بعد أن هدمت 6 مبانٍ.

وبحسب قناة مكان الإسرائيلية الناطقة بالعربية، فإن المستوطنين في البؤرة الاستيطانية أعادوا بناء عدد من المباني، بعد أن أقدمت الإدارة المدنية الإسرائيلية على هدم منازل البؤرة المكونة من 6 مبانٍ. وانتزاع قرار قضائي وحكومي بهدم تلك البؤرة ليس بسبب الاستيلاء على اراضي خاصة بالفلسطينيين بل لتكرار مهاجمة الجنود الإسرائيليين وإلقاء قنابل حارقة تجاههم.

ويتخوف أهالي محافظتي سلفيت وقلقيلية من تدفق المياة العادمة القادمة من المستوطنات في المحافظتين في ظل جائحة كورونا، وأصبح التخوف من نقل الفيروس عبر المياه التي تتدفق في الأودية الفلسطينية بمسافة ثمانية كيلومترات وأكثر، كما هي الحال في بلدة كفر الديك وبروقين في محافظة سلفيت، وكذلك في محافظة قلقيلية قرب مستوطنة “شعاريات”، والقادمة من “مصانع اريئيل وبركان وعمانويل وأديرت” والتي تضخ مياهاً ملوثة غير معالجة إلى أراضي القرية المجاورة، ما ادى إلى تلف أشجار الزيتون وتلوث التربة في المنطقة، وتلوث الخزان الخاص بالمياه الجوفية ولتربة والمزروعات.

وتؤكد سلطة جودة البيئة الفلسطينية انه في ظل انتشار كورونا في المستوطنات وتدفق مجاريها في الاودية وقرب التجمعات السكنية ازدادت المخاوف من خطورة انتشار وتفشي الفيروس، خاصة أن الابحاث أثبتت أن براز المصابين يمكن أن يكون سببا بنقل المرض.

ويستغل المستوطنون أزمة “كورونا” للاستيلاء على أراضٍ في أنحاء الضفّة الغربيّة بدعم من جيش الاحتلال، حيث تفاقم عُنف المستوطنين منذ ظهور مؤشرات على انتشار فيروس كورونا رغم تقييد الحركة والإغلاقات وسلسلة إجراءات العزل الاجتماعيّ المشدّدة التي اتّخذتها إسرائيل “.

وتعمّ آفة عُنف المستوطنين وفق تقرير حديث لمنظمة مركز “بتسيلم” جميع أنحاء الضفّة الغربيّة وتبرز على وجه خاصّ في المنطقة المجاورة لـ”مزرعة معون” في تلال جنوب الخليل والتي جرى توسيعها مؤخّراً؛ ومنطقة “شيلا” وكتلة البؤر الاستيطانيّة المحيطة بها والتي تطال هجمات مستوطنيها القرى الفلسطينيّة: المغيّر وترمسعيّا وقريوت وقُصرة وغيرها والمناطق المجاورة لمستوطنة “حلميش” التي أقيمت قربها مؤخّراً بؤرة استيطانيّة جديدة، وفي مناطق الأغوار القريبة من مستوطنات “ريمونيم” و”كوخاف هشاحر”.

وإضافة لذلك يسوق المستوطنون قطعان أبقارهم وأغنامهم للرّعي في حقول زراعيّة يفلحها فلسطينيّون وخاصّة في منطقة الأغوار في ظل الدّعم المطلق الذي تمنحه دولة الاحتلال لعُنف المستوطنين حيث يحمي الجنود المستوطنين المعتدين، وأحياناً يشاركون فعليّاً في هذه الاعتداءات وهذا ما حدث في عدة مناطق حيث شن المستوطنون هجمات على قصرة وقريوت والشيوخ وترك الجيش المستوطنين يشنّون الهجمات على الفلسطينيّين في هذه المناطق ويتلفوا ممتلكاتهم دون أيّ رادع.

واعتدى مستوطنون بحماية جنود الاحتلال على المزارعين في خربة الخروبا أثناء حصادهم محاصيلهم، في مسافر يطا جنوب الخليل وعلى الناشطين في لجنة الحماية والصمود بمسافر يطا بالضرب، قبل أن يستولوا على كاميرات يستخدمونها في توثيق اعتداءات الاحتلال على المواطنين بالمنطقة.

كما هاجم مستوطنون خربة مغاير العبيد بمسافر يطا، ومنع مستوطنو “كرمي تسور” المقامة على أراضي المواطنين في بيت أمر شمال الخليل، وبحماية من جيش الاحتلال، المزارعين من العمل في أراضيهم واستصلاحها في منطقة البويرة، والتي تبلغ مساحتها نحو 25 دونمًا، وحذروهم من العودة إلى المنطقة.

وفي الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض كانت على هذا النحو:

– القدس: اقتحمت شرطة الاحتلال منازل نحو 50 شابا في القدس وسلمتهم مخالفات قيمة كل مخالفة 5000 شيكل بحجة قيامهم بزفة تتعلق بتوزيع النور المقدس في عيد الفصح المبارك، كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية كفر عقب وأزالت يافطات مكتوب عليها دولة فلسطين.

– الخليل: أخطرت سلطات الاحتلال بإزالة خيمة سكنية في مسافر يطا وسلمت المواطن جمال ربعي، إخطارا بإزالة خيمة سكنية شرع بإقامتها لإيواء أسرته المكونة من 6 افراد.

كما أشهر مستوطن السلاح في وجه الطفل احمد القاعود وشتمه بألفاظ نابية وهدده بالقتل، وذلك أثناء لعبه كرة القدم رفقة مجموعة من الأطفال الآخرين في حي السهلة بالمدينة القديمة، على مرأى ومسمع جنود الاحتلال المتمركزين على ما يسمى حاجز “الاستراحة” العسكري القريب من الحرم الابراهيمي.

بيت لحم: شرع مستوطنون بزراعة أشتال في أراضي بمنطقة خلة القطن، قرب قرية أرطاس، تعود للمواطنة زينب ابو سنينة جنوبي بيت لحم وكان الاحتلال قد استولى على أراضي خلة القطن عام 2004 واعتبرها أراضي دولة.

وأخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المواطن صالح محمد المحسيري بهدم منزله قيد الإنشاء، في منطقة أم ركبة ببلدة الخضر جنوب بيت لحم خلال 96 ساعة، بحجة عدم الترخيص كما أخطرت بهدم منزلين مأهولين في منطقة أم ركبة أيضًا في بلدة الخضر جنوب بيت لحم. خلال 96 ساعة، يعودان للمواطنين محمد يعقوب دعدوع، ومحمد إبراهيم دعدوع، بحجة عدم الترخيص.

وانتزع المواطن مصطفى محمد أبو عموص من بلدة الخضر قرارا من محكمة اسرائيلية بوقف هدم منزله، بعد تلقيه إخطارا بالهدم الإداري لمنزله الواقع في منطقة شوشحلة جنوب الخضر.

وأطلق مستوطن اسرائيلي النار من مسدسه بالقرب من حاجز فلسطيني على مشارف قرية كيسان التي تبعد نحو 20 كيلومترًا شرق بيت لحم بهدف إرهاب النشطاء من لجنة الطوارئ الواقفين للإشراف على الحاجز.

سلفيت: اقتحم عشرات المستوطنين (الحريديم) المشتبه بإصابة عدد منهم بفيروس كورونا بلدة كفل حارس قضاء مدينة سلفيت، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة القبور التاريخية في البلدة، دون أن تمنعهم قوات الاحتلال التي فرضت قيودا على حركة المواطنين بدعوى مواجهة كورونا.

نابلس: قطع مستوطنون من مستوطنة “رحاليم” نحو 33 شجرة زيتون في بلدة الساوية جنوب نابلس، تعود ملكيتها للمواطن حمد صالح جازي.

كما هدمت قوات الاحتلال منشأتين في بلدتي سبسطية وبرقة شمال غرب نابلس. وتوجهت القوة بعد ذلك لمنطقة المسعودية التابعة لقرية برقة، وهدمت كرفاناً يعود للمواطن مشير سيف، والذي هدم الاحتلال منزله العام الماضي ومنشأة زراعية له بالمكان ذاته قبل أشهر .

الأغوار: أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوقف العمل في مسجد قيد الإنشاء، في قرية كردلة بالأغوار الشمالية حتى الرابع من الشهر القادم؛ بحجة عدم الترخيص، علما أن المسجد مبني من الطوب ومكون من طابقين، على مساحة 250 مترًا مربعًا.

والتهمت النيران عشرات الدونمات الزراعية في خربة حمصة في الأغوار الشمالية، بفعل تدريبات الاحتلال، كما فككت قوات الاحتلال كرفانا سكنيا يعود للمواطن يوسف عليان واستولت عليه من قرية الديوك التحتا غرب مدينة أريحا، كما استولت على معدات بناء في قرية بردلة بالأغوار الشمالية وهي مضخة وخلاط اسمنت وحالت دون استمال أعمال البناء في بيوت أحد المواطنين.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

مستوطنون يستولون على مساكن عائلات بدوية غرب أريحا

استولى مستوطنون، اليوم الثلاثاء، على مساكن البدو في منطقة المعرجات الوسطى، شمال غرب مدينة أريحا. …