تعقد أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم اجتماعا الإثنين وصفته وسائل إعلام بـ”المفصلي”، لبحث سبل استكمال الموسم المعلق منذ نحو شهرين بسبب فيروس كورونا المستجد.
وتدخل الأندية الاجتماع وسط عوامل عدة، منها انقسام آرائها بشأن خطة “مشروع الاستئناف” المطروحة لاستكمال المباريات الـ92 المتبقية من موسم 2019-2020، لاسيما رفض بعضها إقامة المباريات على ملاعب محايدة، وعدم وضوح خطة الحكومة للخروج من إجراءات الاغلاق المفروضة للحد من تفشي “كوفيد-19”.
وفي حين خطت بطولات وطنية كبرى أخرى مسارات متفاوتة الى حد التعارض، مثل ألمانيا التي قررت استئناف المباريات في 16 أيار، وفرنسا التي أنهت الموسم بشكل مبكر، تجد الأندية الإنكليزية نفسها في موقف معقد لاسيما في ظل الظروف الصحية التي جعلت من بلادها الأكثر تضررا في القارة العجوز من “كوفيد-19” على صعيد الوفيات.
في ما يأتي بعض النقاط الرئيسية المتوقعة في اجتماع اليوم، بحسب تقارير وسائل الإعلام المحلية ومنها “سكاي سبورتس” وهيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي”:
حددت الرابطة موعد اجتماعها الإثنين، ليأتي غداة خطاب لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كان يرجح ان يعلن فيه خطة الخروج من تدابير الاغلاق التي اعتمدت للحد من تفشي الجائحة.
لكن جونسون مدد بشكل عام الإغلاق الى الأول من حزيران، ولم يتطرق الى الدوري الممتاز أو الرياضات الجماعية، ما اعتبر ضمنيا بأن الحكومة لم تعط بعد الضوء الأخضر العلني أقله، لاستكمال منافسات البريمرليغ.
وكان وزير الثقافة أوليفر دودن حذر الجمعة من ان الهيئات الرياضية والأندية “لم تنل بعد الضوء الأخضر” لاستئناف المنافسات، مضيفا “إذا نجحنا في وضع خطة قابلة للتنفيذ، فنحن سنرحب بتبنيها لأنني أعتقد بأن (العودة) أمر جيد للدولة ولكرة القدم على العموم”.
بحسب التقارير، ستكون إحدى النقاط الرئيسية على جدول الاجتماع، العودة الآمنة صحيا الى التمارين الجماعية للأندية.
وستقوم الأخيرة بدراسة أحدث التوصيات الحكومية، علما بأن فتح مراكز التدريب على نطاق واسع لم يحصل في إنكلترا، على عكس دول أخرى مثل إسبانيا وإيطاليا (تمارين فردية وفي ظل قيود صحية صارمة)، أو ألمانيا التي تعد الأكثر تقدما في هذا المجال، مع عودة الأندية الى التمارين منذ نيسان/أبريل.
وبحسب التقارير، تضع الأندية الإنكليزية نصب عينيها موعد 18 أيار/مايو لعودة التمارين الجماعية في مراكزها، لكن من المبكر تبيان ما اذا كان هذا التاريخ قابلا للاعتماد.
وبحثت الأندية في مواعيد عدة لاستئناف المباريات، مثل الثامن من حزيران/يونيو أو 12 منه، لكن من المستبعد ان يتم طرح ذلك في الاجتماع، بل سيتم التركيز على العودة الآمنة الى التمارين.
وبحسب “سكاي”، تتضمن خطة العمل حاليا خمسة مواعيد في أيار/مايو: 11 منه لاجتماع الأندية، 12 و13 لنقاشات مع اللاعبين والمدربين، 14 للقاء بين مسؤولي اللعبة ومسؤولين حكوميين، 18 كموعد مقترح لمعاودة التمارين وعقد اجتماع آخر للأندية، تمهيدا لتاريخ 25 حين تنتهي المهلة التي حددها الاتحاد الأوروبي (ويفا) للبطولات الوطنية لترفع إليه اقتراحات استكمال الموسم المحلي.
ستبحث الأندية والرابطة اقتراحات العودة مع اللاعبين والمدربين بعد اجتماع اليوم، لاسيما وان موافقتهم أساسية لضمان العودة.
وسبق لعدد من اللاعبين، لاسيما المهاجم الأرجنتيني لمانشستر سيتي سيرخيو أغويرو، أن أبدوا قلقهم من العودة الى المنافسات في ظل الظروف الصحية الراهنة.
تشدد الأندية والرابطة على أن سلامة اللاعبين والفرق أولوية.
وفي الآونة الأخيرة، صدرت بعض المواقف الطبية التي تحذر من التسرع في العودة، منها لرئيس اللجنة الطبية في الاتحاد الدولي (فيفا) ميشال دهوغ.
كما أفادت وسائل إعلام إنكليزية هذا الشهر أن أربعة أطباء من أندية الدوري أبدوا تحفظات على الاجراءات الصحية التي سيتم اتباعها تمهيدا للعودة.
وبحسب “بي بي سي”، تدرس الرابطة إجراء فحوص “كوفيد-19” مرتين أسبوعيا، ما قد يعني نحو 40 ألف فحص للمراحل التسع المتبقية.
ترجح التقارير ألا يتم طرح نقاط على التصويت، بل البحث عن اتفاق بشأن مراحل متدرجة للعودة، لاسيما وان الدوري الممتاز عرف تاريخيا بتجنبه التصويت.
ويتطلب أي تعديل كبير موافقة 14 من الأندية العشرين، علما بأن المرة الأخيرة التي لجأت فيها أندية الدوري الى التصويت تعود الى عام 2017، وذلك على قرار إقفال فترة الانتقالات الصيفية عشية انطلاق الموسم.
بحسب القانون، يتمتع الاتحاد الإنكليزي بصلاحية رفض قرارات رابطة الدوري الممتاز، لكن ذلك أمر غير مرجح.
يعد الاتحاد من المساهمين في البريمرليغ، وله حق التصويت “على مواضيع محددة” تشمل الصعود والهبوط واسم الدوري وعدد الفرق. لكن الاتحاد نادرا ما تدخل في عمل الرابطة أو إدارتها اليومية للدوري الممتاز.
وأبدى مسؤولو الاتحاد مواقف متباينة بشأن استكمال الموسم.
فرئيس مجلس إدارته غريغ كلارك قال في نيسان/أبريل “نحن ملتزمون بإنهاء موسم كرة القدم الاحترافية. لكن، قد لا نتمكن من ذلك لأن كرة القدم ليست الأولوية، بل الحياة البشرية”.
من جهته، اعتبر الرئيس التنفيذي للاتحاد مارك بولينغهام في آذار/مارس، بعد أيام فقط من تعليق المنافسات، ان “أولوية الجميع هي إنهاء الموسم”.
يشكل العامل المالي هاجسا يؤرق إدارات الأندية، لاسيما في ظل عدم التوصل الى اتفاق شامل لخفض رواتب اللاعبين، واقتصار ذلك على اتفاقات في عدد محدود منها.
وفي ظل توقف المباريات وانعدام عائداتها، والخوف من خسارة عائدات البث التلفزيوني بحال عدم استكمال الموسم، تواجه الأندية الإنكليزية خسائر تقدر بـ1,25 مليار يورو، بحسب تقرير لشركة “كاي بي أم جي”.
جانب مالي يحضر أيضا في المعارضة التي تبديها الأندية التي تحتل مراكز متأخرة في الترتيب وتواجه خطر الهبوط الى الدرجة الأولى، حيال طرح إقامة المباريات على ملاعب محايدة.
وحتى الآن، أبدت ثلاثة أندية معارضتها علنا لذلك، وهي برايتون وأستون فيلا وواتفورد.