حديث القدس
لا شك ان الاجتماع الذي ستعقده القيادة الفلسطينية يوم الخميس القادم برئاسة الرئيس محمود عباس سيكون حاسما، بشأن الخطوات والاجراءات التي سيتم اتخاذها لمواجهة اي تنفيذ احتلالي اسرائيلي لقراره بضم غور الاردن وشمال البحر الميت وكذلك المستوطنات المقامة على الارض الفلسطينية عنوة، وتحديا للقرارات والقوانين والاعراف الدولية.
والحسم في الاجتماع القادم للقيادة يأتي لان هذا الاجتماع سيكون للاعلان عن برنامج واستراتيجية رد على اي خطوة لضم اجزاء من الضفة الغربية المحتلة لدولة الاحتلال، وهو ما اشار اليه الرئيس محمود عباس في عدة خطابات وتصريحات واجتماعات، من ان الدولة الفلسطينية ستكون بحل من جميع الاتفاقات بين دولة الاحتلال والولايات المتحدة الاميركية الداعمة بلا حدود لدولة الاحتلال الاسرائيلي بل انها تدعمها في سياساتها في الضم والتوسع والاستيطان والتهويد .. الخ من الممارسات والاجراءات التي تستهدف قضية شعبنا الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وابى من ابى.
ونأمل بأن يكون الاعلان عن البرنامج والاستراتيجية الجديدين مقدمة تؤسس لمرحلة جديدة من النضال الوطني الفلسطيني في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تستهدف شعبنا وقضيته. وخاصة صفقة القرن التي هدفها تصفية قضيتنا والضرب بعرض الحائط بكل القرارات والقوانين الدولية.
وطالبنا ولا نزال نطالب بأن يكون الرد الفلسطيني حازما وجازما وبدون اي تردد او تأجيل او تأخير، لان الاحتلال ومعه الولايات المتحدة خاصة ادارة الرئيس ترامب يعتقدان بان اي تأجيل للرد على سياساتهما التصفوية انما يدل على ضعف، وانما هو في الحقيقة، لان شعبنا يؤمن بالسلام ويسعى اليه ويعمل حتى اللحظات الاخيرة على الوصول اليه، ولكن في حال مواصلة الاحتلال غطرسته هو والولايات المتحدة، فأن شعبنا وقيادته لن يقفا متفرجين، بل سيقفان صفا واحدا دفاعا عن القضية، للوصول بها الى بر الامان كماجرى في مراحل سابقة، حيث استطاع شعبنا وقيادته من افشال جميع المؤامرات والتحديات، واعادا للقضية اعتبارها واعاداها الى صدر الاولويات وعلى رأس سلم المنطقة والعالم.
غير ان دولة الاحتلال وحليفتها الولايات المتحدة لا يجيدون قراءة التاريخ حتى التاريخ القريب، من ان شعبنا ومعه امته العربية، سيفشلون جميع هذه المؤامرات الجديدة – القديمة، وان شعبنا لديه الاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات على مذبح قضيته الوطنية.
ومهما حاول الاحتلال وامريكا التآمر، فان الغلبة في النهاية للشعوب، فهي المنتصرة دائما مهما طال امد الاحتلال فهو الى زوال.
وفي الوقت الذي نأمل بأن تكون قرارات اجتماع القيادة المرتقب يؤسس لمرحلة جديدة، فأن هذه المرحلة حتى تكون على قدر كبير من المواجهة والتحدي، فانه لا بد من ان يتم انهاء الانقسام الاسود لان الوحدة الوطنية القائمة على برنامج عمل واستراتيجية مسلحة بدعم شعبي كبير، يلزمها بل ان مكونها الاساسي هو وحدة الصف لان وحدة من هذا القبيل هي الطريق الصحيح والوحيد لهزيمة المشاريع التصفوية وفي مقدمتها صفقة القرن.