هل توقف واشنطن مناورة ضم الأغوار؟

تبدو الادارة الامريكية في واشنطن غير واثقة من انجاز وعد نتنياهو في القدرة على ضم ٣٠% من اراضي الضفة الغربية المخصصة لاسرائيل بموجب خطة ترمب ووفق الجدول الزمني في الاول من تموز المقبل، ذلك ان نتنياهو ما يزال في مرحلة جس النبض مع شركاءه في الائتلاف الحكومي واقطابه غانتس وغابي أشكنازي،وهما لهما وجهتي نظر تختلفان عن وجهة نظر نتنياهو.


واشنطن اليوم تتابع المشهد في الشرق الاوسط بنصف عين وبالنصف الثاني فإن لديها ثلاث قضايا داخلية تأخذ جل اهتمامها،اولها واجدها الاحتجاجات التي تجتاح الولايات المتحدة بعد مقتل فلويد ومحاولة احتواء الازمة،وثانيها مواجهة انتشار وباء كورونا ومحاولة ادانة الصين في انتاج الفايروس،اما ثالثها والذي يشغل معسكري الجمهورين والديمقراطيين فهي الانتخابات الامريكية مع نهاية هذا العام، وفي الملفات الثلاث مع ملف الشرق الاوسط تشابك وحسابات تحتاج الى جهد استثنائي وحشد الصفوف التي تخلخلت كثيرا في ادارة ترمب لبلاده والعالم اجمع.


من المهم لواشنطن اليوم رؤية موافقة إسرائيلية أوسع نظاقاً على فكرة الضم تتخطى قاعدة نتنياهو وطموحاته وتنظر الى الدعم من غانتس وأشكنازي،ويبدو أن كبير المستشارين للرئيس الأمريكي جاريد كوشنر يعتبر الموضوع مجرّد أداة للضغط على الفلسطينيين من أجل تقديم عرض مضاد، مما يحول بالتالي دون ضمّ فوري من جانب واحد ويؤدي إلى مفاوضات تحت رعاية خطة ترامب للسلام.


وتبدو واشنطن ايضا باحثة اليوم عن تليين الموقف مع شركاء القضية في الشرق الاوسط ومع الاوروبيين الذين يسعون الى التحقيق مع اسرائيل عبر المحكمة الجنائية الدولية، ومخاوف واشنطن في ذلك ايضا من عودة الصراع كرد فعل من جانب الفلسطينيين او الغاء اتفاقيات السلام بين اسرائيل والاردن واسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية،وعندها سيكون الثمن باهظا سياسيا واقتصاديا وامنيا.


اعتقد ان واشنطن اليوم ستذهب في تفكيرها الى السعي نحو كبح جماح طموح نتنياهو في المرحلة الحالية وربما ستعطيه الضوء الاخضر بضم جزء أصغر حجماً، ربما يشمل بعض أو كافة الكتل الاستيطانية المتاخمة إلى حد كبير للمناطق الحضرية الإسرائيلية.

عن “الدستور” الأردنية

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …