شركة إسرائيلية تجري اختبارات على مياه الصرف الصحي للكشف عن فيروس كورونا

16 يونيو 2020آخر تحديث :
شركة إسرائيلية تجري اختبارات على مياه الصرف الصحي للكشف عن فيروس كورونا

اكتشفت شركة إسرائيلية آثار تدفق فيروس كورونا المستجد عبر شبكات الصرف الصحي لإحدى المدن الساحلية، باستخدام تكنولوجيا قادرة على رصد الأمراض قبل أن تتحول إلى أوبئة.

وخصصت الحكومة الإسرائيلية أحد فنادق مدينة عسقلان للحجر الصحي، ورحب آري غولدفارب مؤسس شركة “كاندو” لتحديد النفايات الصناعية في نظام الصرف الصحي، بالخطوة التي تشكل فرصة فريدة له لاختبار مقومات التقنية السرية التي لديه.

يقول غولدفارب: “عندما تفشى فيروس كورونا، كان من الواضح لنا أنه أصبح بإمكاننا استخدام هذه التقنية أو المعرفة لإعطاء فكرة أفضل”عن الفيروس.

وكان غولدفارب أسس شركته لتحديد النفايات الصناعية في نظام الصرف الصحي، وبعد ثماني سنوات، بدأت أجهزة الاستشعار وأجهزة أخذ العينات وأجهزة التحكم الموجود تحت فتحات الصرف الصحي في المدينة والبالغ عددها 14 فتحة، بتتبع فيروس كورونا.

تعاونت “كاندو” في أيار/مايو مع علماء ورياضيين في إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة وشرعوا في اختبار تجريبي لمدة شهر لمعرفة مدى دقة التقنيات الخاصة بالشركة.

يقول غولدفارب إن النتائج تتوافق مع بيانات وزارة الصحة من حيث القدرة على إظهار اتساع بقعة الفيروس وموقعه شبه الدقيق مثل الفندق الذي يستخدمه المرضى.

ويضيف مؤسس الشركة: “نحن الوحيدون الذين يمكنهم معرفة مكان تفشي المرض ومدى انتشاره في المدينة”.

وبإمكان أجهزة الاستشعار قياس مدى تدفق مياه الصرف الصحي والمسافة التي قطعتها باستخدام الخوارزميات، مما يساعد على تحديد ما هي اللحظة الأفضل التي يمكنهم خلالها جمع العينات بشكل تلقائي.

بعد ذلك، يتم تحليل العينات في عدد من المختبرات، وتساعد نتائج تلك العينات على استكمال العمل داخل أنابيب الصرف الصحي من أجل الوصول إلى مصدر الفيروس، بحسب غولدفارب.

واكتشف العلماء حول العالم وجود فيروس كورونا في براز المرضى داخل أنابيب الصرف الصحي، مما يوفر قراءة عامة عن وجود الفيروس في المجتمع.

ليس هذا فحسب، إذ يمكن أن تساعد تقنية كاندو على تحديد موقع أكثر دقة لتفشي الفيروس مما يساعد السلطات المختصة السيطرة على أوبئة مثل كوفيد-19.

وسجلت إسرائيل التي يبلغ تعداد سكانها نحو 9 ملايين نسمة، حوالى 19 ألف إصابة و300 وفاة.

وأدى تخفيف الإجراءات الوقائية وإعادة فتح المدارس إلى ارتفاع اعداد الإصابات في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي أثار المخاوف من موجة ثانية من الفيروس.

ويمكن لفحص مياه الصرف الصحي رصد الفيروس قبل أن ينتشر على نطاق واسع، خاصة أن العديد من حالات الإصابة بفيروس كورونا لا تصاحبها أية عوارض.

يقول غولدفارب إن تكنولوجيا شركته قادرة على رصد الفيروس “في مياه الصرف الصحي لأشخاص لا يعانون من عوارض المرض وهذا يجعلنا نعرف أكثر عن تفشي المرض الجديد قبل أن يحدث ذلك فعلا”.

وبحسب غولدفارب فإن تقنية كاندو أثبتت بالفعل نجاحها في مساعدة السلطات على احتواء تفشي مرض شلل الأطفال في العام 2013 في بلدة حورة في الجنوب.

وفي جامعة بن غوريون في مدينة بئر السبع، تم اختبار بعض العينات.

وأدخلت الباحثة في قسم هندسة التكنولوجيا الحيوية في الجامعة كارين يانيف مجموعة من العينات التي تم جمعها من مياه الصرف الصحي في جهاز للفحص.

وأضاءت شاشة الحاسوب المجاورة بخطوط تشير إلى وجود فيروس كورونا في العينات.

وتبدو يانيف مقتنعة بأن تقنية كاندو هي الأفضل لمعالجة تفشي الفيروس على الرغم من “التحديات التي تمر بمياه الصرف الصحي الخام” التي تحتوي مواد أخرى.

وتعتبر تقنية كاندو عملية وأفضل من إجراء اختبار منتظم لجميع السكان، ويمكن استخدامها للكشف عن أمراض أخرى بمجرد توفر التكنولوجيا.

تقول يانيف “إذا كان لديك منصة للكشف عن الفيروسات، وفيروس كورونا على وجه التحديد، يمكننا استخدام نفس النظام الأساسي لفيروسات أخرى”.

ولاقت تجربة عسقلان، اهتمام عدد من البلديات الإسرائيلية، لكن السلطات لم تطلب من كاندو نشر المشروع على نطاق أوسع.

وبالإضافة إلى الفوائد الصحية، يأمل غولدفارب أن تتمكن شركته من منع تكرار الإغلاق الاقتصادي الشامل الذي فرض لمنع تفشي الفيروس.

ويقول: “يمكن لصانعي القرار اتخاذ قرارات على أساس البيانات ويمكنهم إغلاق مناطق محددة”.

ويرى غولدفارب أن “هذا يعني أن الناس لن يفقدوا وظائفهم وسيكون لديهم مستقبل أفضل، وستتم إدارة احتمالية تفشي الفيروس من جديد بشكل أفضل”.