في محاولة لعدم الإذعان للأوامر والظهور بمظهر رائع، ينتهك بعض الشباب القواعد التي تتطلب ارتداء الكمامات في الأماكن العامة ويضغطون على أصدقائهم ليحذوا حذوهم .
وتقول المعالجة الأسرية كيرا ليبمان من مدينة ميونخ الألمانية: “بشكل عام يرفض الشباب صغار السن كل شيء مطلوب منهم عمله أساسا في فترة البلوغ”. فكلما يصر الآباء على أن يفعل هؤلاء الشباب شيئا ما، زاد احتمال أن يفعلوا العكس تماما.
وتقول ليبمان: ” وهكذا فإن الكمامة هي طريقة رائعة لكثير من الشباب لإظهار شعورهم الذي يعني قولهم /أنا ضد هذا/، حيث يكتسب الشاب الأكثر جرأة في المجموعة السمعة الأكبر”.
وهناك عنصر آخر وهو أن الكثير من هؤلاء الشباب مهتمون بمظهرهم الخارجي وكيف ينظر الآخرون لهم والكمامة ليست مناسبة لكي يبدو الوجه على نحو أفضل. وخاصة عندما يركز تطبيق إنستجرام أكثر على المظهر، يكون من الصعب قبول إخفائه.
وتوضح ليبمان قائلة: “خلال فترة البلوغ، يصعب تقريبا الوصول إلى الجزء في المخ المسؤول عن التصرفات والأفكار المنطقية والمعقولة”. ويجب على الآباء، على الجانب الآخر، أن يلاحظوا ما إذا كانوا هم أنفسهم مثالا يحتذى به لارتداء الكمامة، هل يدخلونها في حياتهم اليومية؟ أم هل يعربون عن غضبهم لأنهم لا يستطيعون التنفس خلال ارتدائها؟
كل هذه العوامل تؤثر على سلوك الشباب. وتقول ليبمان: ” الشباب صغار السن لا يفعلون دائما ما يقوله الآباء، إنما غالبا يفعلون ما يفعله الآباء “.
وتوصي خبيرة الشؤون الأسرية الآباء بتجنب الشجار مع المراهق بسبب الكمامة. “فإن أغلب الآباء سيكونون هم الخاسرون إما لاستسلامهم أوفرضهم عقابا مفرطا. والأمران سؤديان إلى تضرر العلاقة بين الأب والطفل أكثر مما تفيدها”.
و تقول ليبمان إنه بالنسبة للشباب الذين لا يستجيبون لنقاشات الآباء،من المرجح أنه سيكون هناك تأثير لتعنيفهم في المدرسة أو المتجر. “طالما أنه ليس من جانب الوالدين”.