ماذا ننتظر؟!

حديث القدس

ما كشفته وسائل الاعلام الاسرائيلية امس حول آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في مستعمرات «رمات شلومو» و «النبي يعقوب» و «غيلو» في القدس المحتلة يؤكد مجددا ان كيان الاحتلال ماض في ترسيخ احتلاله للمدينة المقدسة وتوسيع مستعمراته فيها إضافة الى ما يجري من بناء استيطاني في مستعمرات باقي انحاء الضفة الغربية المحتلة، وكذا مصادرات وسرقة المزيد من الاراضي الفلسطينية، وكل ذلك فيما يستعد الاحتلال لضم مساحات واسعة من الضفة الغربية، وهو ما يعني بوضوح ان الجانب الفلسطيني ليس بحاجة لانتظار قرار رسمي إسرائيلي بالضم مطلع الشهر القادم فيما ينهب الاحتلال ميدانيا الاراضي الفلسطينية على طول وعرض الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.

إن ما يجب أن يقال هنا أن ما يرتكبه الاحتلال على الارض يعيد الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي برمته الى البدايات متجاوزا اتفاقية أوسلو وضاربا عرض الحائط كل القوانين والقرارات الدولية، ومفرغا اعلان الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير واسرائيل من أي مضمون.

القدس المحتلة التي تنهشها جرافات الاحتلال ليل نهار ليست أقل أهمية من الاغوار التي يجري الحديث عنها اليوم، كما أن باقي الاراضي التي اقيمت عليها المستعمرات في الضفة الغربية وتلك التي تجري مصادرتها تباعا ليست أقل اهمية ايضا من الاغوار، فالارض الفلسطينية المحتلة منذ عام ١٩٦٧ من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها وحدة جغرافية واحدة وتشمل الضفة الغربية بكاملها بما فيها القدس وقطاع غزة، وبالتالي فان تسليط الاضواء على الضم الجديد فقط او الاستعداد فقط لمواجهة الضم الجديد ينطوي على حرف للانظار عن باقي الموبقات التي يرتكبها الاحتلال على الارض.

وبذلك فان ما هو مطلوب اليوم إضافة للتصدي للضم الجديد التصدي ايضا للمخططات الاستعمارية في القدس المحتلة وللسياسة الوحشية التي ينتهجها الاحتلال ضد ابناء الشعب الفلسطيني في مختلف انحاء الاراضي المحتلة من قتل واعتقال ومداهمات وتقييد حرية الحركة وتمييز عنصري … الخ من الممارسات.

وبالطبع فان مسؤولية مجابهة كل هذه التحديات تقع على الكل الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة او الشتات أو الداخل الفلسطيني ٤٨ ومن غير المعقول ان تتواصل حالة الانتظار وكأن الاحتلال لا يفعل شيئا سوى انه يعتزم ضم الغور والمستعمرات!!

المطلوب اليوم صوت فلسطيني واحد وتحرك فلسطيني واحد شعبي – رسمي يوصل رسالة واضحة للاحتلال اولا وللادارة الاميركية الداعمة له وللعالم اجمع ان الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الايدي إزاء ما يتواصل ارتكابه على الارض وازاء ما ينوي الاحتلال ارتكابه، وان الوقت قد حان كي يشمر الكل الوطني عن سواعده وان يبدأ العمل الجاد بعيدا عن الرهان على مواقف نظرية نسمعها منذ عقود من العالم دون ان تغير شيئا على ارض الواقع، بل ان هذه المواقف يجب ان تشكل داعما ورافدا للنضال الوطني، فالاساس اولا واخيرا هو الاداء الفلسطيني وكيف نحسن حشد جهودنا وطاقاتنا ونوحد قوانا في مواجهة ما ترتكبه اسرائيل على الارض وما تخطط لارتكابه.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …