بقلم:الأسير أسامة الأشقر
يواجه الشعب الفلسطيني بإمكانياتٍ متواضعة جائحة تضرب العالم أجمع وضحاياها تزداد بشكلٍ مطرد يوما بعد يوم، هذه الجائحة التي ظن البعض أنها انتهت وقد تجاوزنا آثارها وما لبثت أن عادت وبقوة أكبر، مما يشكل الآن تهديداً ليس فقط طبياً للحكومة ووزارة الصحة بل للحياة الاجتماعية والاقتصادية برمتها هذا الأمر الذي حذر منه العديد من المسئولين منذ عدة أشهر فهذا الفيروس القاتل لم يعد حالة مرضية تضرب العالم بل إنه أصبح تهديداً كونياً عجزت كل مراكز الأبحاث عن إيجاد مصلٍ مناسبٍ له حتى الآن مما يستدعي أخذ إجراءات الحصانة اللازمة لكي لا نصل لمرحلةٍ ينهار فيها نظامنا الصحي الذي يعاني أصلاً من الكثير من الإشكاليات بحكم قلة الإمكانيات ووجود الاحتلال الذي كان له مصلحة مباشرة في بقاء الفجوة الكبيرة بين الواقع الصحي للشعب الفلسطيني وبين النظام الصحي المتقدم لديه هذا الأمر الذي يفرض علينا التعامل بحساسية أكبر تجاه الإجراءات المتبعة كوننا لا نملك إمكانيات إسرائيل ولا الدول المتقدمة. وفي تهديدٍ لا يقل خطورةً عن تهديد كورونا يواجه الشعب الفلسطيني منفرداً خطة إسرائيل لتصفية قضيته العادلة هذه الخطة التي تواصل إسرائيل والإدارة الأمريكية حوارهما المتواصل حول حدود وإمكانية تنفيذها، هذا التهديد الذي يجب مواجهته بأساليب وطرق إبداعية مختلفة عما اعتاد عليه الشعب الفلسطيني وإسرائيل نفسها، فتمتين الجبهة الداخلية لا يقل أهميةً عن التنسيق المتواصل مع الأشقاء في الأردن وبقية دول العالم.
فتمتين جبهتنا الداخلية يقع في الدائرة الأولى من الأهمية بالقول لمختلف القوى الإقليمية والدولية بأن عملية الضم هي المرحلة النهائية والأخيرة للمحاولات الدولية لإنقاذ حل الدولتين وإيجاد مخرج مقبول من المأزق الحالي، فالعالم يعيش حالة من الغليان المتصاعد يوماً بعد يوم فلم تعد الأزمات السياسية هي التهديد الوحيد لهذا العالم، بل إن الأزمات التي ستخلفها جائحة كورونا ستزيد العبء على العالم مما يعقد ويصعب إيجاد الحلول المناسبة للأزمات الملتهبة في مختلف دول العالم، الأمر الذي يحتم علينا رفع مستوى الحصانة الطبية والتمتين الوطني للخروج بأقل الخسائر من هذه المعضلات التي لا شك أننا سنواجهها وحيدين إلا من بعض الأصدقاء الذين لديهم مشاكلهم التي لا تقل أهميةً عن قضايانا الخاصة.