ظاهرة اطلاق النار في المناسبات خطيرة ومستفزة وتثير الهلع .. فهل الى سبيل لوضع حد لها ؟؟

10 يوليو 2020آخر تحديث :
ظاهرة اطلاق النار في المناسبات خطيرة ومستفزة وتثير الهلع .. فهل الى سبيل لوضع حد لها ؟؟

اصبحت ظاهرة اطلاق النار الكثيف في المناسبات المختلفة تقلق راحة المواطنين بشكل كبير وهناك اجماع شعبي ضدها وحالة من الرعب والهلع والقلق خوفا من تؤدي الى احداث مأساوية لا سمح الله.
المثال الصارخ
وتعتبر مواقع عديدة في محافظة بيت لحم مثالا صارخا على هذه الظاهرة والتي تركزت في الاونة الاخيرة بمخيم الدهيشة وبلدة الدوحة ومناطق في مدينة بيت لحم وشرقها اضافة الى مواقع حتى تقع في منطقة”ج” الخاضعة تحت السيطرة الامنية الاسرائيلية.
وقال العديد من المواطنين بان الظاهرة كثيفة وان حجم اطلاق الرصاص كبير وبكميات هائلة انتشرت بعدة مناسبات ولكن كان اخرها لدى اطلاق سراح اسرى تحرروا من قيود السجان الاسرائيلي، ولربما في بعض الاعراس رغم ان هناك قرار بالغاء احتفالاتها بسبب جائحة كورونا ، ولو ان الوضع طبيعي لكان اطلاق الرصاص في الاعراس اكبر بكثير ومع ذلك.
جبهة حربية فتحت
ووصف المواطنين”اننا نشعر ان جبهة حربية قد فتحت وليس هناك اية ضوابط لهذا الرصاص العشوائي الذي يستمر حتى ساعة متقدمة من الفجر الاولى، ولديهم شعور ان مطلقي النار هم عناصر من الحركة الوطنية، ولا يمكن لهم ان يناموا او يهدا لهم بال الا بعد ان تهدا هذه الجبهة”.
ويقول الناشط في حركة فتح اسامة غريب للقدس، الغريب ان هناك اجماع كبير على مناهضة هذه الظاهرة الخطيرة ولا يمكن ان تسمع الا الغضب عليها وليس هناك احد يمكن ان يقول غير ذلك الامر الذي يشعرك ان مطلقي النار اشباح وليسوا من الاوساط الجماهيرية او الوطنية ولذلك لا بد ان تتوقف هذه الظاهرة المنبوذة والمرفوضة شعبيا اذ لا يجوز ان تيقى ظاهرة لان ذلك ضد نبض الشارع ومصالحه”.
مبادرة ومناشدة لوقف هذا العبث
وبادر اللواء ابراهيم رمضان محافظ محافظة نابلس وهو من سكان مخيم الدهيشة لعقد لقاء مع كادر حركة فتح وعناصرها ونشطائها حيث اثار هذه القضية امامهم معتبرها قضية خطيرة وقال لا بد ان نقف في وجهها ومنع انتشارها لان الواجب الوطني يقتضي ذلك على اعتبار ان لها اثار سلبية لا تعد ولا تحصى وهي تشكل ازعاجا للمواطنين وهناك اجماع شعبي ضدها ولذلك من الواجب عدم ممارستها، وعلم ان كافة الحاضرين في الاجتماع قد اعربوا عن ارائهم المعارضة لهذه الظاهرة واعدين ان يعملوا ضدها لوأدها.
فتح لديها موقف مسؤول
من جانبه قال محمد الجعفري امين سر منظمة التحرير الفلسطينية في محافظة بيت لحم وعضو قيادة اقليم فتح في تصريح “للقدس”،والذي خرج من اجتماع هام ناقش هذه الظاهرة وكيفية ردعها ووقفها “ان هذه الظاهرة مرفوضه رفضا تاما على كل الاصعدة السياسية والوطنية والاجتماعية مؤكدا ان حركة فتح لديها موقف مسؤول ضد الظاهرة والتي لا تتركز فقط في مخيم الدهيشة وبلدة الدوحة لوحدهما كما يتصور المرء فهذه الظاهرة ممتدة في مناطق اخرى في بيت لحم ولاسباب مختلفة حتى في مناطق “ج” كما حصل في قرية حوسان قبل عدة ايام حينما كان هناك مشكلة عائلية بسيطة جدا ويمكن ان تنتهي بلمح البصر ليقوم احدهم باطلاق النار بشكل كثيف على مقربة من الشارع الالتفافي وهذا ادى الى تفاقم المشكلة بشكل كبير، مشددا ان الظاهرة لا تنحصر في بيت لحم بل في كافة المحافظات ولهذا كان هناك موقف واضح وصريح من قبل الحكومات الفلسطينية المتعاقبة ولكن للاسف الشديد لا يوجد التزام بهذه القرارات.
مطلقي النار من جهات وطنية
وشدد الجعفري ان الجهات التي تطلق النار في الهواء في بيت لحم هي جهات وطنية واقصد اكثرهم من عناصر فتح والجبهة الشعبية أي ان الظاهرة لا تتعلق بعشائر او عصابات كما يعتقد البعض، حتى ان الفصائل الدينية ليست متهمة في منطقتنا بهذه الظاهرة، ونحن امام اجتماعات قادمة على كافة المستويات الوطنية والمؤسساتية والامنية ايضا وكذلك يتابع المحافظ اللواء كامل حميد هذه الظاهرة المقلقة ونحن مستنفرين بشكل واضح ازاؤها حتى نضع حد لها وسيتم رفع الغطاء الوطني على كل من يشارك فيها او يغذيها وحينها سيكون المشاركين محط اتهام ومسائلة قضائية بوضوح خاصة واننا في ظروف صعبة ودقيقة ونحن نواجه جائحة كورونا التي عصفت ايضا بالاقتصاد الوطني فاذا كانت الموارد محدودة فكيف لهذه الظاهرة التي تحتاج الى المال ان تنتشر في ظل انتشار الفقر والجوع.
نتائج التوجيهي
وتطرق الجعفري الى نتائج التوجيهي المنتظرة اعلانها السبت القادم وقال انه يعتقد بانها ستكون خالية من اطلاق الرصاص ولكنها ستشهد مفرقعات متمنيا ان تكون محدودة وغير مزعجه والافضل ان تكون معدومة نظرا لاسباب كثيرة عدا عن انها مزعجه فانها تشكل عيئا اقتصاديا في هذه الظروف.
وكان الدكتور عزيز حيدر الباحث المحاضر في العلوم الاجتماعية قد اشار الى ان : “سلوكياتنا انفعالية، هذا جزء لا يتجزأ من كلّ الظواهر السلبية في المجتمع مثل العنف والقتل وحوادث الطرقات. بالنسبة لقضية إطلاق العيارات النارية في الأفراح، لا يشذ سلوكنا عن ذلك الانفعال الذي يميز المجتمع ككلّ. هذه الظاهرة موجودة أيضاً في الدول العربية، وليست محصورة بالأفراح فقط، بل تمتد إلى الجنازات هناك”.

أفراح اليوم عبء وإهمال للعادات الفلسطينية
يشير حيدر إلى أنّ كثيرين لا يعرفون كيفية التصرف في المواقف الانفعالية، وهم بذلك يتبعون السلوك المعتمد لا سيما في التجمعات. كذلك، ليس لدى الناس وعي كافٍ بما يمكن أن تسببه هذه العيارات النارية من خطر وضرر للآخرين الآمنين، ابتداء من الإزعاج وصولاً إلى خطر الإصابة والموت.
يضيف حيدر أنّ هذا السلوك هو نفسه في حوادث الطرقات فالشخص يقود سيارته ولا يهتم بحياته أو بحياة الآخرين: “هذه عادة فيها نوع من التفاخر وإظهار القوة. البارود بدلاً من السيف في المجتمعات الشرقية استبدال لأداة التفاخر فقط، أما التفاخر فهو نفسه”.
يشير إلى أنّ هذه الظاهرة تدل على مستوى المجتمع ككلّ: “نحن مجتمع غير عقلاني في هذه الأمور ما يعني أنّنا مجتمع غير فاعل بل منفعل في جميع عاداته. التقليد متوارث كغيره من الأمور التي لم تتغير في مجتمعنا خصوصاً في ثقافة التظاهر والتفاخر. حتى كلمات أغاني الأفراح لم تتغير، فما زلنا نسمع الأغاني التي تمجّد السلاح. هناك من يغلق شارعاً عاماً في بلدة من أجل حفل الزفاف، وهذا تصرف غير معقول، لكنّه يتبع سلوك التفاخر نفسه، مع عدم أخذ إمكانية إزعاج الآخرين بعين الاعتبار

نجيب فراج