ضرب الوجود الوطني والإنساني الفلسطيني في القدس!

27 يوليو 2020آخر تحديث :
ضرب الوجود الوطني والإنساني الفلسطيني في القدس!
ضرب الوجود الوطني والإنساني الفلسطيني في القدس!

بقلم: سري القدوة

ممارسات الإرهاب والقمع والاعتقالات لن تنال من صمود الشعب الفلسطيني في القدس الشريف فهذه السياسة الاسرائيلية لن ترهب شعبنا الصامد المرابط على أرضه في عاصمة الدولة الفلسطينية مهما تواصلت جرائم الاحتلال والأساليب التي ترتكبها سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي وقيامها باعتقال ابناء الشعب الفلسطيني والزج بالقيادات الوطنية في سجونها وفرض الاقامة الجبرية على رموز وشخصيات المدنية المقدسية، وتضييق الخناق على المقدسيين لإجبارهم على الرحيل عن اماكن اقامتهم والاستيلاء على منازلهم بدون وجه حق.

كل هذه الاساليب لن ترهب شعب فلسطين ولن تنال من صموده وإصراره على المضي قدما من اجل تحدى الاحتلال العنجهي الاسرائيلي والوقوف في وجه ممارساته العدوانية التي تستهدف تركيع وإذلال شعبنا والنيل من روح المقاومة والصمود والإرادة الفلسطينية الفولاذية التي ستتحطم عليها كل مؤامرات الاحتلال وأعوانه ولن ينالوا من قوة ووحدة ابناء المدنية المقدسة والأراضي الفلسطينية المحتلة .

ان قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال محافظ القدس عدنان غيث قبل عدة أيام للمرة السابعة عشر على التوالي منذ توليه مهامه قبل عامين إضافة إلى منعه من دخول الضفة العربية بشكل متواصل يعنى ذلك امعان الاحتلال في استهداف الرموز السيادية الفلسطينية والهادفة الي اسكات الصوت الفلسطيني للمناضلين من أبناء مدينة القدس ومواصلة الإجراءات التعسفية بحقهم وهذا العمل لن ينال من صمود المناضلين ودورهم في الدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

ان اعتقال غيث في هذه الظروف بالذات هو امتداد لإجراءات وتدابير الاحتلال الهادفة إلى عرقلة الجهود الفلسطينية الرسمية والشعبية المبذولة في مواجهة وباء كورونا وهو جزء لا يتجزأ من اجراءات الاحتلال الهادفة الى تهويد القدس وضرب الوجود الوطني والإنساني الفلسطيني في المدينة المقدسة، وهو اعتقال تعسفي متواصل يستهدف جميع أبناء شعبنا في القدس المحتلة، تنفيذا لصفقة القرن المشؤومة واستكمالا لعمليات تهويدها وضمها وإفراغها من مواطنيها أصحابها الأصليين في عملية تطهير عرقي متواصلة وأن الإجراءات الإسرائيلية بحق عاصمتنا ومناضلينا لن تثنينا عن التمسك بثوابتنا والدفاع عن عاصمتنا الأبدية القدس الشريف.

وفي ظل هذا التصعيد الخطير واليات القمع والعدوان وممارسة العنصرية والكراهية الاسرائيلية وإمعان قوات الاحتلال لا بد من المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي وفي مقدمها الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي العمل على استنكار وإدانة اعتقال محافظ القدس عدنان غيث ودعوة سلطات الاحتلال والضغط عليها لإطلاق سراحه فوراً وفك القيود عن تحركاته وفقا لقرارات الشرعية الدولية والتدخل العاجل من قبل الصليب الأحمر الدولي والدول الأطراف السامية الموقعة على اتفاقيات جنيف ومجلس حقوق الإنسان بضرورة التحرك السريع للضغط على سلطات الاحتلال للتوقف عن ممارسة هذه السياسات وخصوصا في القدس .

ان دعم صمود اهلنا في القدس هو واجب وطني وأننا نثمن جهود الحكومة الفلسطينية في دعم صمود التجار في القدس وتقديم مساعدات مالية عاجلة لهم وفي الوقت نفسه لا بد من ان تضاعف الحكومة الفلسطينية مضاعفة عملها نحو تعزيز صمود أهلنا في القدس وضرورة قيام وحث الجاليات الفلسطينية وجميع السفارات الفلسطينية في الخارج وخصوصا في دول الاتحاد الاوروبي بضرورة التحرك مع مراكز صنع القرار لتشكيل رأي عام وموقف دولي ضاغط للإفراج عن المحافظ غيث وجميع الاسرى في سجون الاحتلال وفضح سياسة الاعتقالات الادارية وفرض الاقامة الجبرية على ابناء الشعب الفلسطيني والقيادات الوطنية والإسلامية في المدنية المقدسة .

*سفير الإعلام العربي في فلسطين/ رئيس تحرير جريدة “الصباح” الفلسطينية – عن “الدستور” الأردنية