اضراب وكالة غوث اللاجئين يثير حالة احتقان في مخيمات الضفة الغربية

5 فبراير 2014آخر تحديث :
اضراب وكالة غوث اللاجئين يثير حالة احتقان في مخيمات الضفة الغربية

تشهد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية حالة احتقان بعد اعلان العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) الاضراب لاسباب نقابية منذ اكثر من 60 يوماً.

وفي مخيم الجلزون القريب من رام الله، تتكدس القمامة الى جانب مداخل البيوت وفي الطرق بينما يتراكض الاطفال يلعبون في طرقات المخيم بسبب اغلاق مدارسهم.

ويقول الشاب نزيه عبد الهادي من المخيم “هذا المشهد نعيشه في المخيم منذ ان اعلن العاملون في الوكالة اضرابهم عن العمل”. واضاف: “المخيم يشهد حالة من الاحتقان على كل شيء، على الظلم والاضطهاد. والفتية والشبان على استعداد لتفريغ غضبهم هذا في اي شيء”.

وعند ساعات ما بعد الظهر يخرج شبان وفتية تتراوح اعمارهم ما بين 16 الى 22 عاما، الى مدخل المخيم لاغلاق الطريق الذي يمر بين المخيم والمستوطنة الاسرائيلية القريبة، وتبدأ اشتباكات بين الشبان والجيش الاسرائيلي الذي يصل الى المنطقة لحماية المستوطنة.

ويشير الشاب الذي امضى عشر سنوات في السجون الاسرائيلية وفقد عينه واصابع يده نتيجة لانفجار عبوة ناسفة “التعبير عن هذا الغضب ممكن ان يكون ضد الوكالة او الاحتلال او السلطة، لان سكان المخيم يريدون لفت انظار العالم باي طريقة عن الماساة التي يعيشونها”.

ووقعت مواجهات عنيفة بين شبان من المخيم والشرطة الفلسطينية، قبل حوالي اسبوعين حينما حاول شبان اغلاق طريق يصل الى مدينة رام الله تعبيرا عن تضامنهم مع العاملين في وكالة الغوث، اصيب خلالها حوالي 40 شرطيا فلسطينا و60 شابا بجراح مختلفة.

us mail order pharmacy baclofen.

وفقد مسؤول اللجنة الشعبية في المخيم محمود مبارك ابنه محمد الاسبوع الماضي الذي قتل برصاص الجيش الاسرائيلي الذي اكد بان الشاب اطلق الرصاص باتجاه جنود اسرائيليين ولكن والده نفى ذلك.

ويقول محمود لوكالة “فرانس برس”: “التوتر لا يسود مخيم الجلزون فقط بل هذه الحالة تشهدها غالبية المخيمات الفلسطينية”.

ورغم ان اضراب العاملين في الوكالة تسبب في شل العديد من الخدمات المقدمة للمخيمات غير ان محمود اوضح ان المعاناة التي تعيشها المخيمات “موجودة قبل اضراب العاملين في وكالة الغوث”.

ولا يفرق محمود بين ما تشهده المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وما يعيشه اللاجئون في مخيمات فلسطينية اخرى مثل مخيم اليرموك في سوريا. وقال: “هناك ضغط دولي يمارس على اللاجئين الفلسطينيين من اجل نسف قضيتهم من جدول المفاوضات النهائية (…) هناك ضغط يمارس على اللاجئين سواء من حيث الاعتقالات التي يمارسها الاحتلال ضد سكان المخيمات او تقصير السلطة الفلسطينية في الاهتمام بالمخيمات، او تقليصات خدمات الوكالة”.

وفي مخيم قلنديا المحاذي لمدينة القدس لا يختلف الحال كثيرا حيث يشير مسؤول اللجنة الشعبية في المخيم جمال لافي الى ان الظروف التي تشهدها مخيمات الضفة الغربية “ليست بريئة”. واضاف: “هذه الممارسات التي يدفع ثمنها ابناء المخيمات ليست حديثة ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين عمدت الى تقليصات كبيرة على خدماتها بحيث لم يتبقى شيء من هذه الخدمات في الصحة والتعليم والنظافة”.

ولا يربط لافي تردي الاوضاع في المخيمات باضراب العاملين في الوكالة فقط اذ اشار الى عدة عوامل اخرى ومنها البطالة والحالة الاجتماعية المتردية.

وهذه الاوضاع “قد تسهم في اشعال انتفاضة فلسطينية جديدة يكون عنوانها اللاجئون في المخيمات”.

وتعقد اجتماعات متواصلة بين اللجان الشعبية في المخيمات وممثلي العاملين في وكالة الغوث وممثلين عن الوكالة ووزارة العمل الفلسطينية لانهاء الاضراب لكن بدون جدوى.

وقال اتحاد العاملين في وكالة الغوث في بيان له الاسبوع الماضي ان الوكالة “تقوم بتقليص خدماتها شيئا فشيئا وبطريقة تجعل اللاجئ يشعر بأن الوكالة سترحل قبل أن تحل قضية اللاجئين وهكذا وضع يدركه كبار السن الذي عايشوا خدمات وكالة الغوث بالزمن الماضي وهم اليوم يفتقدونها ويتحسرون عليها”.

وطلب العاملون في بيانهم “تعويض العاملين عن الخسارة في رواتبهم ومساواتهم بقطاع غزة وسوريا ولبنان والأردن الذين لا يعانون من غلاء المعيشة كما تعانيه الضفة الغربية”.

وجاء في البيان” أن وكالة الغوث في سوريا ولبنان والأردن تستجيب لتدخلات الحكومات بينما في فلسطين تماطل وتحاول تضلل كل من يتدخل من الحكومة والمجلس التشريعي واللجان الشعبية ودائرة شؤون اللاجئين”.