يحلم بايرن ميونيخ الألماني بتحقيق ثلاثية تاريخية أخرى وتكرار الإنجاز الذي قام به عام 2013، غير أن هذا النجاح الرائع جاء بعد عام من تعرضه لخسارة موجعة بركلات الترجيح على ملعبه أمام تشيلسي الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وتتجدد المواجهة مرة أخرى بين بايرن وتشيلسي على نفس الملعب (أليانز أرينا) السبت في إياب دور الستة عشر للمسابقة القارية، لكن من غير المتوقع أن يتلقى الفريق الألماني صدمة أخرى، بعدما حقق فوزا كبيرا 3 / صفر على نظيره الإنجليزي في لقاء الذهاب الذي جرى بملعب (ستامفوردج بريدج) معقل الفريق اللندني.
ورغم أن مباراة العودة أصبحت بمثابة (مواجهة شرفية) إلى حد بعيد، إلا أن هانسي فليك مدرب بايرن يطالب لاعبيه بالتركيز الكامل.
وصرح فليك لشبكة (سبورت 1) التليفزيونية الألمانية “فريقي لن يقلل من شأن تشيلسي. إننا بحاجة إلى الإيمان بقوتنا من أجل بلوغ دور الثمانية”.
قوة بايرن معروفة جيدا للجميع، حيث حافظ الفريق البافاري على سجله خاليا من الهزائم منذ استئناف الموسم الكروي بألمانيا في منتصف آيار الماضي، عقب إيقافه بسبب فيروس كورونا المستجد، ليتمكن من تحقيق الثنائية المحلية (الدوري الألماني وكأس ألمانيا) هذا الموسم.
المنافسة القارية تستأنف الآن أيضا، خلف الأبواب المغلقة مجددا، ولكن بدءا من دور الثمانية، الذي ينطلق يوم الأربعاء القادم، ستقام مواجهات فاصلة بين الفرق الصاعدة لهذا الدور بالعاصمة البرتغالية لشبونة.
في حال تأهل بايرن لدور الثمانية، فإنه ينتظر مواجهة برشلونة الإسباني أو نابولي الإيطالي، لكن الصعود إلى هذا الدور هو ما يشكل أولوية حاليا لدى فليك.
وقال فليك “نحن نركز بشكل مطلق على تشيلسي وفي مجموعتنا لا أحد يتحدث عن لشبونة. نعلم جميعا أن حظوظنا جيدة جدا عقب الفوز 3 / صفر في مباراة الذهاب ولكن مازال لقاء الإياب بانتظارنا”.
أضاف فليك “تشيلسي يمتلك لياقة المباريات خلال الأسابيع الماضية، وهو ما نفتقده حاليا. لكن ذلك كان معروفا بالنسبة لنا”.
قاد فرانك لامبارد تشيلسي للفوز بدوري الأبطال عام 2012، حينما كان لاعبا في صفوفه، كما قاد الفريق الأزرق للحصول على المركز الرابع في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمه الأول كمدرب، لكنه أخفق في الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، عقب خسارته 1 / 2 أمام أرسنال في المباراة النهائية للمسابقة يوم السبت الماضي.
وبينما تفكك فريق تشيلسي، الذي فاجأ بايرن قبل ثمانية أعوام، وأعيد بناؤه أكثر من مرة، فإن مانويل نوير وجيروم بواتينج وتوماس مولر ثلاثي بايرن على أهبة الاستعداد لمواجهة الفريق اللندني مرة أخرى، بعدما شاركوا في نهائي .2012
افتتح مولر التسجيل في ذلك النهائي، وهو الآن على وشك خوض مباراته رقم 112 في دوري أبطال أوروبا، والتي من شأنها أن تجعله يتقاسم الرقم القياسي لأكثر لاعبي بايرن مشاركة في البطولة مع فيليب لام قائد الفريق السابق.
ويتصدر حارس المرمى الإسباني إيكر كاسياس قائمة أكثر اللاعبين خوضا للمباريات في تاريخ البطولة برصيد 177 مباراة.
تضمنت خسارة تشيلسي الصعبة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي إصابة نجمه الأمريكي كريستيان بوليسيتش والثنائي الإسباني سيزار أزبيليكويتا وبيدرو رودريجيز، في حين غاب البرازيلي ويليان وروبن لوفتوس-تشيك وبيلي جيلمور عن المباراة النهائية.
كما يفتقد تشيلسي في مواجهة الغد كلا من ماركوس ألونسو وجورجينيو بداعي الإيقاف، بالإضافة إلى الصفقات الجديدة التي انضمت للفريق مؤخرا، مثل تيمو فيرنر، المنضم حديثا للفريق قادما من لايبزج الألماني، والنجم المغربي حكيم زيياش، الذي انتقل للفريق في الصيف الحالي قادما من أياكس أمستردام الهولندي.
يمتلك بايرن فريقا لائقا إلى حد كبير، رغم غياب الجناح كينجسلي كومان، لكنه لم يخض أي مباراة منذ فوزه على بايرليفركوزن في نهائي كأس ألمانيا أوائل الشهر الماضي.
رغم ذلك، فإن الفوز الكبير في لقاء الذهاب، سيمنح بايرن ميزة بالتأكيد أمام تشيلسي، وستجعل الفريق على بعد ثلاثة لقاءات فقط لتكرار إنجازه التاريخي عام .2013
لم يفكر فليك، الذي فاز بكأس العالم كمساعد ليواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني في 2014 ، في لقب آخر حتى الآن.
شدد فليك “هدفنا هو أن نلعب هذه البطولة بأكبر قدر ممكن من النجاح إذا نجحنا في ذلك. أن تكون لديك بالفعل أفكار حول كيفية الاحتفال بلقب محتمل ، فهذا مبكر للغاية”.
لكن مدرب بايرن اعترف “بأننا أحد المرشحين” ، وهو وضع يستحيل إنكاره، خاصة بعد إقصاء ليفربول الإنجليزي (حامل اللقب) من البطولة.
ربما لن يحصل فليك وبايرن على فرصة أفضل لتكرار مجد (ويمبلي 2013) في لشبونة. إذا تمكنت كتيبة الفريق الألماني من إكمال المهمة ضد تشيلسي أولاً بالطبع.