حديث القدس
في الوقت الذي تمر فيه قضيتنا الفلسطينية بأدق واخطر المراحل ويعاني شعبنا في الوطن والشتات ظروفا قاسية سواء بفعل المواقف والممارسات الاسرائيلية او التحديات السياسية المتسارعة التي تصب كلها في خانة محاولة استهداف وتصفية القضية والقفز عن الحقوق المشروعة لشعبنا وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعودة وتعويض لاجئيه، فان السؤال المطروح فلسطينيا لا يتعلق بهذا التطور او ذاك مهما كانت خطورته ولا بطبيعة البيانات التي تصدرها ردا على هذا الحدث او ذاك وانما يتعلق اساسا بعامل القصور الذاتي في جبهتنا الداخلية خاصة الانقسام المأساوي المستمر وعدم تحديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني والتلكؤ في اعادة الحق الطبيعي للمواطن الفلسطيني في قول كلمته في صندوق الاقتراع، وهو ما ادى الى نتائج كارثية في مقدمتها تراجع القضية الفلسطينية عربيا واسلاميا ودوليا وتجرؤ اكثر من طرف عربي او اقليمي او دولي على تجاوز خطوط حمراء ما كان ليتجاوزها لو احسنا التصرف لكان حالنا افضل مما نحن فيه.
ان ما يجب ان يقال هنا اولا ان الاجابة المنطقية على هكذا تساؤل تشير بوضوح الى ان فصائلنا وقياداتنا عموما تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن هذا الحال وتعكس بمواقفها وممارساتها ما يبدو كانعدام الحيلة ازاء ما يجري واكتفاء بردود فعل نظرية عبر بيانات وتصريحات وشعارات لا يمكن ان تشكل بديلا عن فعل حقيقي يستند اول ما يستند الى الارادة الشعبية التي لم يمتثل الانقساميون لها وتجاهلوا نداءاتها المتكررة بانهاء الانقسام، كما تستند الى برنامج عمل واضح تجمع عليه كافة القوى الوطنية.
كما ان ما يجب ان يقال ان تجربة شعبنا على مدى عقود مع المجتمع الدولي وقراراته تجربة مريرة حيث لم يطبق اي جزء من هذه القرارات، فيما يدرك الجميع بما في ذلك قوانا الوطنية ان المجتمع الدولي لا يستمع الى ضعيف بل يحترم الفعل الجاد المعبر عن ارادة الشعب وبقدر ما تكون وحدة الشعب قوية وصرخة مدوية، عندها يلتفت المجتمع الدولي ولهذا نتساءل: ما الذي يمنع قوانا الوطنية الى المبادرة لاستنهاض الطاقة الكامنة في هذا الشعب العظيم ووضع برنامج نضالي موحد يجسد حق شعبنا في النضال المشروع من اجل انتزاع حريته؟.
ومما يؤسف له انه على الرغم مما يمارسه الغير من اخطاء وخطايا بحق القضية الفلسطينية الا ان ما يجب ان يقال ان ما نحن عليه من فرقة وغياب للتحرك الجاد هما الثغرة التي سمحت وتسمح للغير بارتكاب الخطايا بحق فلسطين وقضية شعبها.
لهذا نقول آن الأوان كي تنهض قوانا الوطنية كافة من هذه الكبوة وتعيد للنضال الوطني وجهه المشرق وآن الأوان لسد الثغرات واسماع العالم اجمع صرخة فلسطينية واحدة مدوية تؤكد اصرارنا على انتزاع حريتنا وحقوقنا الوطنية الثابتة والمشروعة.