الرهان يجب ان يكون على إرادة شعبنا

حديث القدس

في كل مراحل النضال الوطني، وخاصة في المنعطفات الخطرة التي كانت تمر بها القضية كان شعبنا في كافة أماكن تواجده يخرج كالمارد الجبار، ويعيد للقضية اعتبارها ويفشل جميع المؤامرات التي تستهدفها، ويسير بها نحو بر الامان، لتتصدر سلم الاولويات بعد ان يظن الاعداء بأنها قد ماتت سريرياً وفي طريق الاعلان رسمياً عن وفاتها.

وقد جاء انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة العلني عقب نكسة حزيران ١٩٦٧ والتحام جماهير شعبنا بها، والتصدي للعدوان الاسرائيلي مع الجيش الاردني في معركة الكرامة، والحاق الهزيمة بالجيش الذي كان يدعي انه لا يهزم، ليؤكد بأن شعبنا هو الذي باستطاعته هزيمة كل المؤامرات والتحديات، وابراز قضيته أمام العالم قاطبة بعد ان كانت تدعي دولة الاحتلال وسواها بأنه لا يوجد شعب اسمه الشعب الفلسطيني.

وفي اعقاب خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان، والمؤامرات التي تعرضت لها الثورة الفلسطينية، ومحاولات محاصرتها والقضاء عليها، والحاق الهزيمة بها، قام شعبنا بانتفاضته الباسلة … انتفاضة الحجارة لتفشل المؤامرات التصفوية وتعيد للقضية اعتبارها لتتصدر هذه الانتفاضة عناوين الصحف ونشرات الاخبار، والتي عجز جيش الاحتلال في القضاء عليها، بل على العكس من ذلك اثبت انه أمام الانتفاضات والهبات الجماهيرية يتراجع أمام اطفال وجنرالات الحجارة، كما كان يطلق عليهم الرئيس والقائد الراحل ياسر عرفات «أبو عمار».

ولنا أيضاً في الهبات الجماهيرية خاصة في مدينة القدس، عندما افشل المقدسيون بدعم من كافة ابناء شعبنا في الضفة والقطاع والداخل الفلسطيني والخارج، البوابات الحديدية وكاميرات المراقبة وغيرها الكثير الكثير.

واليوم أمام ما يجري من عمليات تطبيع عربية مع الاحتلال الذي يسعى ويعمل مع ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب على محاولات تمرير ما يسمى صفقة القرن التي تستهدف شعبنا وقضيته وثوابته الوطنية، فإن شعبنا الذي خرج ولا يزال يخرج بمسيرات واعتصامات ضد هذا التطبيع ودعاته، وضد الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق ارضنا ومقدساتنا، وفي المقدمة بحق القدس والمسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة، وعمليات القتل والاسر وهدم المنازل والضم والتوسع والبناء الاستيطاني السرطاني، فإن هذا الشعب لن يكتفي بذلك، وانه كما في السابق فإن هذه المسيرات والاعتصامات والمواجهات مع قوات الاحتلال وعمليات الارباك الليلي لقوات الاحتلال على السياج الفاصل مع قطاع غزة، ستكون مقدمة لنضال شعبي واسع يشمل كافة فئات المجتمع.

ونقصد بذلك ان هذا الرد الشعبي على التطبيع العربي والصمت الدولي على جرائم الاحتلال، سيكون بمثابة المخاض الذي ينجم عنه انتفاضة ثالثة، تعيد للقضية اعتبارها، لتعود وتتصدر سلم أولويات العالم.

وعلى القيادة الفلسطينية وكافة فصائل العمل الوطني والاسلامي احتضان هذا الرد الشعبي، والوصول الى جماهير شعبنا في كافة اماكن تواجده لتصبح القيادة والجماهير لحمة واحدة، لأنه بذلك ستلحق الهزيمة بالمطبعين وتتكشف الحقائق.

فالرهان فقط يجب ان يكون على شعبنا المجرب والذي لديه الاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات على مذبح قضيته الوطنية، ولن تهزمه لا مؤامرات التطبيع ولا مؤامرات التصفية.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …